حسين عبدالعزيز يكتب: أبطال أكتوبر
الأحد، 15 أكتوبر 2017 02:00 م
تأتى ذكرى حرب أكتوبر والعرب غير العرب والدنيا غير الدنيا تأتى ذكرى الحرب والعدو ما زال هو العدو.
إن ما حدث فى حرب أكتوبر لا يجب أن يُنسى أبدا ويجب على جميع العرب أن يعرفوا كيف كانت الحرب وما هو السيناريو الذى وقعت أحداثه وأوصلتنا إلى هذا العمل الفذ.
ونبدأ بخط بارليف، حيث كان الهدف من بناء الخط. منع أى تقدم مصرى ناحية الشرق والهدف الأخير هو جعله نقطة ارتكاز من خلاله يستطيع الجيش الإسرائيلى التقدم ناحية الضفة الغربية للقناة وقد أقيم 26 مركزا دفاعيا كأساس للخط وكل موقع بنى من عدة طوابق فى باطن الأرض بالخرسانة المسلحة وكان يحتوى على كميات كبيرة جدا من النابالم فى خزانات تم توصيلها بشبكة مواسير وكان الغرض من النابالم هو تحويل مياه القناة عند أى محاولة للعبور إلى جهنم وذلك عن طريق جهاز مركزى يتحكم فى فتح الأنابيب فى لحظة واحدة.
وقد تكلف هذا الخط 238 مليون دولار، وقد تم بناؤه على أحدث النظريات الخاصة ببناء الحصون الدفاعية.
وتم وضع الأسلاك الشائكة والألغام المضادة للأفراد والمدرعات وكان ارتفاع خط بارليف 20 مترا وقد بنى بأمر من رئيس الأركان (حاييم بارليف) وأخذت الآلة الإعلامية اليهودية فى بث قصائد التمجيد فى خط بارليف. حتى أن موشى ديان صرح قبل السادس من أكتوبر بأن خط بارليف يستحيل اقتحامه، لكن بعد انهيار خط بارليف صرح موشى ديان (أن خط بارليف كان فى الحقيقة أشبه بقطعة من الجبن السويسرية الهشة بل وإن ثغراته كانت أضعف من الجبن).
المشهد الأول: نهار خارجى..الشمس فى كبد السماء الساعة تشير إلى الواحدة وتسع وخمسين دقيقة. هدوء قاتل فى الجبهة الغربية.. أمام فى الجبهة الشرقية الاحتفال بعيد الغفران يجرى على قدم وساق.
المشهد الثانى: نهار خارجى.. الشمس فى كبد السماء الساعة تشير إلى الثانية بعد الظهر بالثانية. وقع انفجاران هائلان على الضفة الشرقية للقناة، حيث إن رجال الضفادع البشرية (طبعا المصريين) قد نجحوا فى نقل كمية متفجرات فى ليلة الجمعة (5/6/1973) وتم وضعها فى المكانين المحدد لهما وقام فريق آخر من الضفادع بتعطيل عمل مواسير النابالم.
وفى نفس اللحظة التى وقع فيها الانفجاران كان الجنود المصريون يشقون مياه القناة بالقوارب متجهين إلى خط بارليف كى يحتلوا الفتحتين اللتين نتجتا عن الانفجارين وفى نفس اللحظة وفى منطقة الجباسات فى القطاع الجنوبى من القناة كانت خمس طائرات هليكوبتر تحمل كل واحدة 28 جنديا على أتم استعداد للقفز. وقفزوا من ارتفاع 3 أمتار بمجرد وصول الطائرات إلى الجانب الشرقى للقناة.
وعادت الطائرات كى تنقل المزيد من الأسود (التى تزأر الله أكبر) أما 140 جنديا فقد تقدموا بسرعة مذهلة يحملون قاذفات اللهب وعبوات الديناميت ليهاجموا حصون خط بارليف وقد أحدث عنصر المفاجأة صدمة قاتلة للجنود الذين يحتمون فى التحصينات من رؤية الجنود المصريين فلم يكن أمامهم شىء غير الموت أو الأسر.
المشهد الثالث: نهار خارجى.. الشمس ترقص فى كبد السماء، عبرت القوات المصرية من خمسة مواقع فى لحظة واحدة وتقع هذه المواقع بقرب القنطرة، وفى منطقة الإسماعيلية وفى الفردان.. عبر البحيرات المرة ومن موقع يقع إلى الشمال من السويس.