وزير الخارجية الإيراني يرد على خطاب ترامب: صداقته قابلة للبيع
السبت، 14 أكتوبر 2017 02:08 م
رد الايرانيون اليوم السبت، بغضب واستخفاف على الانتقادات النارية لحكومتهم من جانب الرئيس الاميركى دونالد ترامب، الذى هدد بالغاء الاتفاق النووي.
وكان استخدام ترامب عبارة "الخليج العربي" وليس "الخليج الفارسي" اكثر ما أثار الغضب فى بلد يعتز بإرثه القومي.
وقال وزير الخارجية محمد جواد ظريف على تويتر "الجميع يعرفون ان صداقة ترامب قابلة للبيع لمن يعرض أعلى سعر. والان نعرف ان جغرافيته هى كذلك ايضا" وذلك فى اشارة الى التحالف الاميركى مع المملكة العربية السعودية، الخصم الاقليمى لايران.
ورغم ضغوط ملوك وقادة دول الخليج العربي، فإن معظم الهيئات الدولية لا تزال تستخدم عبارة "الخليج الفارسي" تقليديا للممر المائى فى المنطقة، وقد نشر عدد كبير من الايرانيين صور ميداليات لمحاربين قدامى أميركيين، ولقبور تشير الى "النزاع فى الخليج الفارسي" فى تسعينيات القرن الماضي.
وفى خطابه فى البيت الابيض مساء الجمعة، عدد ترامب لائحة من المظالم التى ترتكبها "الدكتاتورية الايرانية، رعايتها للارهاب وعدوانها المستمر فى الشرق الاوسط وفى كافة انحاء العالم".
كما هدد "بالغاء" الاتفاق النووى الموقع عام 2015 بين ايران والدول الست الكبرى، ما لم يفرض الكونغرس عقوبات مشددة عليها.
لكن الايرانيين الذين توجهوا الى أعمالهم السبت، فى أول أيام الاسبوع، عبروا عن دهشتهم أو بدا أنهم لا يعيرون تصريحات الرئيس الأميركى الكثير من الأهمية.
وقال عباس، وهو موظف بنك يبلغ 40 عاما ولم يعط اسمه كاملا، "ان تصريحات ترامب تافهة لدرجة انها بالحقيقة تعمل لمصلحة ايران. فالحديث عن +الخليج العربي+ يثير مشاعر سلبية لدى الناس هنا".
واضاف "ان رد فعل الاوروبيين يظهر ان الولايات المتحدة معزولة، وان السعودية واسرائيل فقط تدعمان ترامب".
ودعت الدول الاخرى الموقعة على الاتفاق النووى ، بريطانيا ، فرنسا ، المانيا ، الصين وروسيا ، الى الحفاظ عليه وقالت، ان ايران ملتزمة بشكل واضح بتعهداتها.
ومحاولة ترامب مد اليد للايرانيين العاديين عندما أشار اليهم على أنهم "الضحايا الذين عانوا لأطول مدة" من نظام الجمهورية الاسلامية، يبدو انها لم تلق آذانا صاغية اذ استذكر العديد منهم حظر السفر الذى فرضه عليهم فى وقت سابق هذا العام.
وكتب احد مستخدمى تويتر "أكثر ما يثير الاشمئزاز فى خطاب ترامب محاولته ان يظهر نفسه متعاطفا مع الايرانيين".
وكتب آخر "للتذكير: لم تمض 6 أشهر بعد على حظر منح التأشيرات للايرانيين".
وبعد كل التهديد والوعيد فإن استراتيجية ترامب لم تكن بالشدة التى توقعها كثيرون.
ورغم فرض عقوبات جديدة على الحرس الثورى الايراني، الا ان ترامب لم يصنفه منظمة ارهابية أجنبية، كما كان يتردد فى الاسابيع التى سبقت الخطاب.
وفسر ذلك من جانب بعض الجهات فى ايران بالانتصار، اذ قالت صحيفة كيهان المتشددة: "معادلة الحرس نجحت: ترامب لم يجرؤ على وضع الحرس على لائحة المنظمات الارهابية".
وكان ذلك اشارة الى تهديدات فى الايام القليلة الماضية بأن القوات الاميركية ستتلقى ردا "مدمرا" اذا ما وضع الحرس على لائحة الارهاب.
وبعد وقت قصير على خطاب ترامب مساء الجمعة، ندد الرئيس الايرانى حسن روحانى فى خطاب متلفز بخطاب ترامب ووصفه بأنه "ليس سوى تكرار لاتهامات لا اساس لها وشتائم".
وقال روحانى "لم يقرأ القانون الدولي. هل يستطيع رئيس بمفرده الغاء اتفاق دولى ومتعدد الاطراف".
ورغم ذلك يبدو مستقبل الاتفاق على المحك، اذ امام الكونغرس 60 يوما لاتخاذ القرار بشأن اعادة فرض عقوبات على خلفية الملف النووي، او فرض عقوبات جديدة اذا اجتازت ايران "نقاطا محددة".
وقال البروفسور فى جامعة طهران محمد مراندى لوكالة فرانس برس "اذا مضى الكونغرس قدما فى فرض عقوبات جديدة، فسيموت الاتفاق وستعيد ايران اطلاق برنامجها النووى والمضى بكل سرعتها فى كافة المجالات".
واضاف "ستستثمر ايران على الأرجح أكثر من قبل لتثبت للاميركيين انه لا يمكنهم الافلات بعد تقويض الاتفاق".