سر القوة الجوية.. كيف هزم بوتين أمريكا في سوريا؟

السبت، 14 أكتوبر 2017 11:36 ص
سر القوة الجوية.. كيف هزم بوتين أمريكا في سوريا؟
بوتين
عنتر عبداللطيف

"هكذا استطاع بوتين هزَّم أمريكا في سوريا وأصبح موقف الأسد أقوى ؟".. عنوان قراءة تحليلة كشفت تفاصيل الصراع الأمريكى الروسى على أرض سوريا وكيف حسمها بوتين لصالح موسكو .

القراءة التحليلية نشرها المركز العربى الديمقراطى للدراسات مؤكدا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إلى جانب بشار الأسد منذ البداية، فقد حماه بطرق متعددة، عبر بتسليحه وحمايته في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما دعم جيشه واقتصاده. لكن التدخل كان بمثابة تغيير في اللعبة يشير إلى تصعيد روسيا في سوريا.اليوم، وبطريقة متوازنة، حقق بوتين كل ما يريده في سوريا. حيث أبقى الأسد في السلطة، ورسخ الوجود العسكري الروسي في سوريا على الأقل خلال السنوات الـ 49 المقبلة.

Vladimir-Putin-Dead-Body-Double-Assassination-Replaced-CIA-760824_634264

 

تابعت القراءة التحليلية :"وهكذا، قلل بوتين من قدرة الولايات المتحدة على المناورة عسكرياً في المنطقة، وأكد نفوذ روسيا في واحدة من أكثر البلدان أهمية من الناحية الاستراتيجية في الشرق الأوسطيصادف٣٠ سبتمبر الذكرى السنوية الثانية لتدخل موسكو في سوريا الأمر الذي أنقذ الرئيس بشار الأسد من سقوط وشيك.

وفي السنوات الست الماضية، قدّمت إيران و "حزب الله" الكثير من الدعم للأسد. وفي أواخر ربيع عام ٢٠١٣، تلقّى الأسدد عماً كبيراً من "حزب الله" حال دون سقوطه. ولكن في سبتمبر ٢٠١٥ كانت القوة الجوية الروسية هي من أنقذ الأسد من فقدان سيطرته وتجدر الإشارة إلى أن بوتين قد وقف إلى جانب الأسد منذ البداية وقدّم له الحماية بطرق متعددة. فقد قام بتسليحه، وعمل على حمايته في مجلس الأمن الدولي، وحرص على استمرارية الجيش والاقتصاد السوري. لكن، تدخّله في سوريا كان نقطة تحوّل تدل على التصعيد الروسي في سوريا.

كما نشرت "فوربس"مقال تحليلي للباحثة " آنا بورشفسكايا" هي زميلة "آيرا وينر" في معهد واشنطن حول كيف هزَّم بوتين الولايات المتحدة في سوريا حيث تقول:حقق الرئيس بوتين اليوم كل ما يريده في سوريا. فقد أبقى الأسد في السلطة. ورسّخ الوجود العسكري الروسي في سوريا على الأقل على مدى الـ ٤٩ عاماً المقبلة، وهو أكبر وجود عسكري روسي خارج الاتحاد السوفياتي السابق حتى اليوموبذلك، حدّبوتين من قدرة أمريكا على المناورة العسكرية في المنطقة، وضمن نفوذ روسيا في أحد أكثر البلدان أهمية من الناحية الاستراتيجية في الشرق الأوسط.

وأصبح خصوم الأسد التقليديين، مثل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يتقبّلون وجهة نظر موسكو حول الأسد، وحتى المملكة العربية السعودية قد تُغيّر موقفها لصالح موسكووالأهم من ذلك بالنسبة لبوتين أن بإمكانه الآن التعاون مع الغرب وفق شروطه الخاصة. فقد أوجد لروسيا صورة الوسيط للقوة العظمى. وحصل على إقرار دولي بشأن مبادرته الأخيرة لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا والتي أدت إلى إنشاء مناطق لتخفيف حدة التصعيد، وذلك بعد اجتماع بوتين مع ترامب في يوليو من هذا العام.

وفي هذا الإطار، تعمل روسيا وإيران وتركيا بمثابة ضامن لوقف إطلاق النار. ولطالما قاوم بوتين المناطق الآمنة المحمية من الغرب في سوريا، بيد أن وقف إطلاق النار بقيادة روسيا سيسمح له بالحفاظ على مصالحه في البلاد لدى مناطق وقف التصعيد إطار حماية أضعف من المناطق التي تدعمها الغرب. إذ نشرت موسكو قواتها العسكرية لمراقبة وقف إطلاق النار ولكن من غير الواضح كيف سيتم تنفيذ هذا الترتيب. كما أن الاتفاقية بالكاد تعترف بالدور الإيراني في سوريا.

 

وفي الوقت ذاته، يتعيّن على حليفين أمريكيين رئيسيين في المنطقة، هما إسرائيل والأردن، التعامل مع روسيا حول قضايا أساسية تخصّ الأمن القومي الأمريكي. وكون روسيا شريكة، سيتوجّب على الولايات المتحدة تقاسم العبء المعنوي التي تسبّبه الضربات الجوية الروسية التي قد تؤدّي إلى مقتل المدنيين وبعيداً عن إقحام نفسه في ورطة يتعذّر له الخروج منها في سوريا والتي كان قد توقّعها الرئيس أوباما في أكتوبر ٢٠١٥، تمكّن بوتين من القيام بحملة رخيصة نسبياً، وهو الآن في طريقه إلى إخراج نفسه من الصراع مع ضمان وجود روسيا ونفوذها في الوقت نفسه.

maxresdefault
 
فى الإطار ذاته، عزّز صادرات الأسلحة الروسية باستخدام سوريا كساحة تجارب للأسلحة الروسية. والآن، بعد أن استقر الوضع في بعض المناطق الرئيسية في البلاد، تتطلّع شركات الطاقة الروسية إلى إعادة بناء البنية الأساسية للطاقة في سوريا.

وبينما تشارف الحرب على الانتهاء، لا يُظهر تعاون روسيا مع إيران أي علامة على التراجع. ومن المرجّح أن يكون نذير تعاون استراتيجي أوسع مع انعكاسات أكبر على السياسة الأمريكية في المنطقة. وتتجاوز المصلحة المشتركة بين موسكو وطهران في معارضة الغرب كل خلافاتهما.

2016-10-25T161138Z_1939923980_D1BEUJAMOOAC_RTRMADP_3_USA-ELECTION-TRUMP
 

وقد عرضت الصحافة التابعة للكرملين جهود روسيا في صنع السلام، وشدّدت على عودة الحياة إلى طبيعتها في أجزاء من سوريا. وفي ٣١ تمّوز/يوليو، احتفلت موسكو بذكرى يوم البحرية الروسية، ولأول مرة، شمل مكان الاحتفال سوريا.

وقد يأتي الأمر كمفاجأة، أنه في المرحلة الأسوأ في العلاقات الأمريكية الروسية منذ الحرب الباردة، قال السفير الروسي الجديد لدى واشنطن أناتولى أنطونوف، المُدرج اسمه على لوائح العقوبات الخاصة بالاتحاد الأوربي حول قضايا متعلّقة بأوكرانيا، عقب تقديمه وثائق تفويضه للرئيس ترامب في ٨ سبتمبر الماضي: “من جهتي قلت إننا نتطلع الى تحسين العلاقات بين بلدينا”.

من هنا، ترغب موسكو في تقديم نفسها على أنها صوت الحكمة الذي يدعو إلى التعقّل، والإشارة إلى الغرب على أنه مشاكس ومحب للخصام. بالإضافة إلى ذلك تحتاج روسيا إلى الغرب كخصم وشريك. لذلك تسعى إلى الإيقاع بالغرب من خلال عرض التعاون. ويأتي تصديق الكثير من المحلّلين لـ “انسحاب” بوتين المعلَن من سوريا في مارس ٢٠١٦ كمثال على أخذ التصريحات الرسمية على ظاهرها وليس واقعها.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق