كيف نجحت القاهرة فى سحب البساط من تحت أقدام "أستانة"؟
الجمعة، 13 أكتوبر 2017 04:30 م
عقب نجاح المخابرات العامة المصرية فى عقد اتفاق بين حركتى فتح وحماس بالقاهرة وهى المصالحة التى جاءت بدون أى مقدمات ووصفها مراقبون بالمفاجأة وإن كشفت عن جهود كبيرة تمت فى الخفاء جاء إعلان الفصائل السورية أمس الخميس 12 أكتوبر عن توصلها إلى اتفاق في القاهرة لوقف إطلاق النار في جنوب العاصمة السورية دمشق ليؤكد أن المساعى المصرية فى محاولة إنقاذ سوريا لم تتوقف طوال السنوات الماضية.
جاء توقيع وثيقة اتفاق خفض التصعيد الموقع بالقاهرة برعاية مصرية وضمانة روسية بين فصائل "جيش الإسلام" و"أكناف بيت المقدس" و"جيش الأبابيل" التى تسيطر على جنوب دمشق ليوقف الأعمال العدائية جنوب العاصمة السورية.
التحركات المصرية لم تتوقف حتى لحظة كتابة هذه السطور بالعديد من الدول العربية التى ضربها الإرهاب بحجة ما سمى بثورات الربيع العربى سواء فى ليبيا أو سوريا مرورا باليمن.
توقيع الاتفاق بالقاهرة كلل الجهود المصرية فى الأزمة السورية بالنجاح خاصة أن روسيا كانت قد اختارت مدينة" أستانة" عاصمة كازاخستان لإجراء المحادثات السورية برعاية روسية تركية.
مصالحة الفصائل السورية برعاية مصرية يؤكد أن الدولة المصرية أدركت مبكرا أن الأزمة السورية تمس عمق الأمن القومى المصرى لذلك تحركت لإنقاذ سوريا فى ظل أطماع دولية عديدة كان هدفها تقسيم سوريا كبداية للمزيد من المخططات المشبوهة تجاه العديد من الدول العربية.
ويرى مراقبون أن معركة حلب كان لها الدور الأبرز الذى أحدث تحولا كبيرا فى الصراع العسكرى الذى كان اندلع على الأراضى السورية طوال كل هذه السنوات.
التحول الأبرز كان بحسم الجيش السورى معركة حلب لصالحه ودخل على الخط الجانب الروسى، الذى تحرك دفع تجاه الحل السلمى بوقف إطلاق النار.
وكان مسئول الهيئة السياسية فى جيش الإسلام السورى محمد علوش قد قال إنه تم التوافق على عقد اتفاق جديد لخفض التصعيد فى منطقة جديدة مهددة بالتهجير القسرى جنوب العاصمة السورية دمشق، وتحديدا فى حى القدم متوجها بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى لرعايته الاتفاق ودور المسئولين المصريين فى تيسير إنجازه.
ولفت "علوش" إلى تدخل وتعهد مصرى بانفراجة فى فك الحصار عن الغوطة الشرقية لإدخال المساعدات بكميات كافية من أجل تخفيف المعاناة فى المنطقة، إضافة لتكفل القاهرة بعدم السماح بتهجير قسرى جنوب العاصمة دمشق.
ونص الاتفاق على استمرار فتح المعابر في جنوب العاصمة دمشق لدخول المساعدات الإنسانية ورفض التهجير القسري" ووقع الاتفاق من جانب فصائل كل من "جيش الإسلام" و"جيش الأبابيل" و"أكناف بيت المقدس" برعاية مصرية وضمانة روسية.
القيادي بجيش الأبابيل أحمد علي الجباوي وجه الشكر للحكومة المصرية لاشتراكها في جهود وقف إطلاق النار متابعا أنه: "تم خلال هذه المباحثات الاتفاق على ضم مناطق جديدة لمناطق خفض التصعيد، ودخول المساعدات إليها، ووقف التهجير قسريًا".
المحلل السياسي السوري الدكتور حسن الحسن قال هناك صراع مسلح بين تلك الفصائل، وفي اعتقادي أن الرعاية المصرية والروسية لهذا الاتفاق، تهدف لتكوين جبهة تفاوضية واحدة من تلك الفصائل، يمكن الحديث معها لتثبيت مناطق خفض التصعيد المتفق عليها".
وتابع الحسن فى تصريحات صحفية:"الأطراف المذكورة في الاتفاق وهي جيش الإسلام وجيش الأبابيل وهي قريبة من فيلق الرحمن، بل هم في اتجاه واحد، وهناك اشتباكات متكررة وشبه يومية بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن، وهو ما يعني أن توقيع جيش الإسلام مع جيش الأبابيل يعني الاتفاق مع فيلق الرحمن".
وأكد الحسن: "إذا كانت الدبلوماسية الروسية استطاعت تدوير الزوايا مع بعض الأطراف الراعية، فهي مقدمة لتكوين موقف موحد سيؤدي هذا في النهاية إلى خروج ما تبقى من المسلحين من مخيم اليرموك والحجر الأسود".
الوثيقة الموقع بالقاهرة بين الأطراف المتنازعة كشفت عن اعلان الفصائل فى البند الأول انضمامها إلى نظام وقف الأعمال القتالية من ساعة 12:00 بتوقيت دمشق يوم 12 أكتوبر الجارى والذى سبق الإعلان عنه فى 30 ديسمبر 2016.
جاءت الإتفاقية من ست نسخ وقع عليها ممثلوا الفصائل باللغتين العربية والروسية محمد علوش وأحمد الجباوى نيابة عن الفصائل المسلحة جنوب دمشق، وعن الجانب الروسى ممثل وزارة الدفاع برعاية من جمهورية مصر العربية.
ودعت فصائل جيش الإسلام وأكناف بيت المقدس وجيش الأبابيل التى تسيطر على جنوب دمشق، روسيا بوصفها دولة من الدولة الضامنة للالتزام بوقف الأعمال القتالية المتفق عليها بتاريخ 30 ديسمبر 2016 فى سوريا.
وأبدت فصائل جيش الإسلام وأكناف بيت المقدس وجيش الأبابيل ارتياحها لدور روسيا كضامنة لتنفيذ نظام وقف الأعمال القتالية فى جنوب دمشق وتؤكد على جاهزيتها لتأمين قوات مراقبة لنظام وقف الأعمال القتالية فى نطاق حدودها.
فيما رفضت فصائل جيش الإسلام وأكناف بيت المقدس وجيش الأبابيل التهجير القسرى لسكان منطقة جنوب دمشق إلى مناطق أخرى فى سوريا مطالبة روسيا باستخدام نفوذها لاستمرار عمل المعابر فى ببيلا والقدم لأغراض إنسانية فى جنوب دمشق واستمرار دخول المواد الغذائية والطبية.
سحب البساط من تحت اقدام الاستانة لصالح القاهرة جاء كتأكيد على أهمية حل القضايا العربية بالعاصمة الأم لكل الدول العربية نظرا لأهمية وتاثير الأمن القومى العربي على أمن مصر القومى وهو ما دفع القاهرة للتحرك لإنهاء الأزمة السورية وقبلها نجاح الجهود المصرية فى إبرام اتفاق تاريخى بالصلح بين حركتى فتح وحماس .