في اليوم العالمي.. فتيات "قرية فتح" أسيرات اﻹهمال والتقاليد البالية
الأربعاء، 11 أكتوبر 2017 10:00 مالشرقية - سها الباز
رغم تقلد المرأة المصرية مناصب رفيعة المستوي علي النطاق المحلي والدولي، إلا أن قري حرمت نسائها من نعمة التعليم، وسيطرت عليها التقاليد القديمة، مثل زواج الفتيات في سن 13 والرابعة عشر.
في اليوم العالمي للفتاة الذي يوافق 11 أكتوبر ترصد" صوت اﻷمة" ملامح نساء خارج الزمن علي بعد أكثر من 30 كيلومتر من مركز الحسينية التابع لمحافظة الشرقية تقع قرية (فتح) ﻷول وهلة يشعر الزائر أن عقارب الزمن رجعت به إلي الوراء عشرات السنين بل مئات، الفتيات هناك ماهي إلا وعاء للإنجاب ﻻ أكثر، ﻻتجيد سوي الطهي واﻹهتمام بشؤون المنزل.
تقول ن.ح 17 "تزوجت منذ عام ونصف من أحد أبناء القرية لم أذهب للمدرسة إطلاقًا، فالقرية كلها ليست بها فتاة متعلمة، وأضافت قائلة ﻻيمكنني حتي فك الخط، فنحن هنا منعزلون تمامًا عن العالم المحيط، فلا يوجد مدرسة وﻻ وحدة صحية، وﻻ أي وسيلة اتصال تشعرنا بأننا أحياء"، ثم صمتت وعادت لتقول "رزقني الله بطفلة جميلة ﻻأتمني لها نفس مصيري ومصير اﻷخريات ممن حرمن من التعليم".
وأردفت "الحياة هنا ميتة مثل الماء الراكد ﻻ زيادة وﻻ نقصان"، وهنا أمسكت بطرف الحديث فتاة تنطلي علي وجهها ملامح الحزن تبلغ من العمر 18 عاما "كثيرا ما أشاهد في التلفاز في المسلسلات واﻷفلام فتيات وسيدات في كل الوظائف ويعشن بحرية ويتحدثن بحرية، أما نحن هنا في قرية 5 فتح أو كما يطلقون عليها عزبة الصعايدة، ﻻنملك حتي بطاقات شخصية، وليس لنا صوت في اﻹنتخابات وﻻ حتي شهادات ميلاد".
واستطردت قائلة "الذكور فقط لهم حق الذهاب إلي المدارس ولكن اﻷهل يكتفون بالمرحلة اﻷولي من التعليم خوفا علي أبنائهم من بعد المسافة حيث تبعد أقرب مدرسة عنا 15 كيلو متر، وفي الشتاء يعاني الصغار من ركوب السيارات الربع نقل وهي وسيلة المواصلات الوحيدة هنا حيث يتعرضون لمياة اﻷمطار وبرودة الجو والطرق الغير ممهدة".
فيما روت سيدة من أهالي القرية تبلغ 54 عاما ما تتعرض له الفتيات في القرية من إهمال وعادات مازالت تؤذي الفتيات الصغار مثل الختان، والزواج في سن مبكر، وحرمانها من التعليم، وفي سياق متصل قالت تتزوج الفتاة من داخل القرية وﻻ يسمح لها الزواج من خارجها ولكن الرجل يسمح له بالزواح من خارج القرية.
وتابعت قائلة الفتاة تتزوج في سن 13 و14 ثم تنجب، وﻻ هم لها سوي اﻹنجاب فعجائز القرية من النساء يلقين في مخيلة الفتيات أن الرجل يتعلق المرأة طالما أنجبت الكثير، وينغمسن الفتيات في تربية الطيور والبهائم وتنظيف البيت وينسين أنهن جميلات يحتجن إلي اﻹهتمام والتدليل.