"سلخت قبل ما تدبح".. محافظة القاهرة تخلع "بلاط الأسمرات" لتوصيل الغاز (صور)
الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017 07:37 م
مشكلة أزلية مستمرة على مدار عشرات السنوات ضربت منظومة المحليات في مصر، فبعد أن تنتهي أجهزة الأحياء من "سفلتة" الشوارع وتخطيطها مروريا وتجهيزها بشكل نهائي، تنسى هذه الأجهزة أن تخطيط الشارع ينقصه توصيل الكهرباء أو الغاز الطبيعي أو الماء أو الصرف الصحي، وتبدأ بالتنسيق مع مسئولي الشركات الخدمية في إزالة طبقات الأسفلت وحفر الشوارع مرة أخرى لتركيب الوصلات، ضاربة بعرض الحائط كل المبالغ الطائلة التي تم دفعها في تمهيد هذه الشوارع.
يُطبق هذا النظام بشكل دوري ومُنظم بمختلف الشوارع بجميع الأحياء، وكأن ذلك يُفعل عن عمد كنوع من الـ"سبوبة"، خاصة بعد أن تداول بعض أهالي هذه الشوارع، كشارع الماس الحاجب بالحلمية الجديدة بحي وسط القاهرة، وشارع الأشراف بحي الخليفة، أن هناك علاقة بين عدد من رؤساء الأحياء وشركات متخصصة في أعمال الرصف وتمهيد الطرق وتصنيع حجارة الأرصفة وغيرها -على حد وصفهم- لكن ذلك دون دليل، بينما تستمر هذه العادة المُبهمة بكل أنحاء العاصمة.
"مدينة الرئيس"، جملة مكونة من كلمتين أطلقتها الحكومة على حي الأسمرات، الذي تم إنشائه بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لنقل أهالي المناطق العشوائية بالقاهرة إليه، كالدويقة، ومنشأة ناصر، وعزبة خير الله، واسطبل عنتر، ومثلث ماسبيرو مؤخرا، وأولى الرئيس اهتماما واضحا بالمشروع بمراحله الثلاثة، وتم تعيين المهندس حسن الغندور، رئيسا للحي، حتى يحصل أهالى المنطقة على كامل الخدمات التي يتمتع بها كل حي، ولكنهم لم يحصلوا على ذلك، وأخذوا العادة الأكثر سوءا التي اعتادت الأحياء تطبيقها، وهي هدم الطرق بعد تمهيدها لتوصيل المرافق.
وشهد عدد من الشوارع بحي الأسمرات عملية تكسير وحفر بعد أن كلفت هذه الطرق الدولة ملايين طائلة لإنشائها، خاصة أن أنظار الجميع عليها باعتبارها أكبر مشروع تم إنشاءه لضم أكبر عدد ممكن من سكان العشوائيات داهمة الخطورة بالعاصمة، والتى تعهدت أجهزة محافظة القاهرة بإزالتها بنهاية عام 2018، حيث بدأت أجهزة الحى بإزالة الـ"بلاط" المُزخرف الذي زين أرضية عمارات الفردوس بحي الأسمرات، وانتهت من توصيل الغاز بشارع واحد، وسيتم إزالة باقى الـ"بلاط" بباقى الشوارع تباعا.