"حتى النّفس بقى صيني".. شارع باب البحر من أثري لمنبع السجائر المهربة.. شعبة الدخان تطالب بتشديد الرقابة وتؤكد: "السجاير كلها خطر"
الإثنين، 09 أكتوبر 2017 01:00 مإسراء الشرباصى
شاب ثلاثينى يتجول في الفجالة برمسيس لشراء الأدوات المكتبية، ووقف معلق الأعين أمام شارع باب البحر، حينما رأى أكبر كمية من السجائر ممكن أن تراها عينه، واتخذها فرصة لشراء كمية من السجائر الخاصة به، ففوجئ بأنواع كثيرة غير معروفة والأسعار أقل من أى مكان آخر، ووقف في أحد الطوابير المصطفة أمام محال السجائر هناك وسمع همسات رجلان يقفان خلفه "صينى صينى هو احنا هانقول لا بس المهم رخيصة" فالتفت لهم الشاب قائلا "حتى النفس بقى صينى! ".
باب البحر هو أحد شوارع مصر القديمة يبدأ من ميدان باب الشعرية وينتهى إلى شارع كلوت بك بأول الفجالة وسمي شارع باب البحر بهذا الاسم نسبة على أحد أبواب القاهرة وكان يفتح على البحر (النيل) وقت أن كان يجري النيل بميدان رمسيس وبقيت آثار هذا الباب حتى سنة 1847 م، ثم تم هدمه بأمر محمد على، ولم يبق منه شيء.
1
وكان "باب البحر" أحد بابين في جزء من السور الشمالي، الذي شيد في العصر الأيوبي أيام صلاح الدين بعد توليه السلطنة ليحمي العاصمة وليكمل امتداد سور حصن القاهرة الشمالي نحو الغرب.
واشتهر على مدار عصوره الممتدة عبر مئات السنين بالأنشطة التجارية المتنوعة التي تغذي الأسواق الشعبية بالبضائع، أصبحت السجائر المهربة أحد أبرز معروضاته على مدار السنوات القليلة الماضية ويعتبر الموزع الأول للسجائر لجميع المحافظات وسط غياب للرقابة.
حينما تدخل الشار حاليا تجد الكثير من محال بيع السجائر يصطف أمامها المواطنين وكأنه "طابور عيش" لشراء السجائر بسعر الجملة رغم علمهم بأن أغلبها "مغشوشة" ومهربة خاصة من الصين.
2
في هذا الإطار طالب إبراهيم إمبابى رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات بضرورة تشديد الرقابة على تجار السجائر بشارع باب البحر لبحث ما إذا كانت مهربة أم لا، والتأكد من وجود فواتير رسمية، وذلك للتصدي للاقتصاد الموازي الذي يحمل الدولة خسائر طائلة.
وأضاف "إمبابى" في تصريح لـ"صوت الأمة" أن خطورة السجائر الصيني لا تزيد عن خطورة السجائر المحلية أو المستوردة من دول أخرى، فكلا منها خطر على صحة المدخنين ولا يوجد سجائر أكثر خطورة بينما يشاع بين المواطنين أن السجائر الصيني تمثل خطورة بالغة على متناوليها إلا أن هذا الكلام لا يمت للحقيقة بصلة.
كما أشار رئيس شعبة الدخان إلى أن كمية السجائر المهربة تقل تدريجيا للدور الرقابي الذي يلعبه حرس الحدود في الفترة الحالية عند حدود مصر وليبيا نظرا لأن المهربين كانوا يعتمدون على حدود مصر وليبيا لتهريب السجائر، مؤكدا أن الدور الذي يلعبه حرس الحدود غير كاف للسيطرة على انتشار السجائر المهربة بينما يجب على الحكومة تشديد الرقابة على الأسواق وخاصة شارع باب البحر.
كما شدد "إمبابى" على أن التجار هم من يشيعون ارتفاع أسعار السجائر في الوقت الحالى للسيطرة على الأسواق، وإمكانية رفع الأسعار كما يريدون، مؤكدا على أنه لا نية في الوقت الحالي لرفع أسعار السجائر ولم ترفع الأسعار إلا بموافقة البرلمان.