إلى الذين لم يروا فرحة الصعود... كواليس تأهل مصر لكأس العالم 90
الأحد، 08 أكتوبر 2017 02:29 ممحمد أبو ليلة
ساعات قليلة تفصلنا على مباراة الوصول لنهائيات كأس العالم بعد غياب دام 27 عام، حيث تُقام مباراة مصر والكونغو في الجولة قبل الأخيرة لتصفيات الدول الأفريقية للصعود لنهائيات كأس العالم، ويطمح المنتخب الوطني في الفوز بهذه المباراة كي يعتلي صدارة مجموعته ويصل نهائياً لكاس العالم 2018 بروسيا.
أجواء كثيرة وكواليس تُحاط بهذه المباراة المصيرية والتس ينتظرها أجيال كثيرة لم تعاصر وجود المنتخب المصري في نهائيات كأس العالم، لكن ما هي الأجواء التي لاحقت وصول مصر لكأس العالم سنة 1990 عندما فازت على منتخب الجزائر في مباراة تاريخية عام 1989 برأسية هداف مصر التاريخي حسام حسن؟.
ربيع ياسين
وقتها كان المنتخب المصري يستعد للوصول إلى كأس العالم بتركيز شديد من اللاعبين ومدربهم الوطني محمود الجوهري، "الجو العام كان جيدا وكنا على قلب رجل واحد وتعلمنا من كابتن جوهري ماذا يعنى الالتزام والصبر والتركيز، والجوهرى قام بتحفيظنا فنياً ما الذي يجب أن نفعله مع فريق الجزائر والذي كان يملك عدداً كبيراً من اللاعبين المحترفين".. قال هذه الكلمات نجم منتخب مصر سابقاً ربيع ياسين في تصريحات صحفية سابقة.
وكان ربيع ياسين هو صاحب الكرة العرضية التي اقتنصها "حسام حسن" برأسه لتدخل شباك المنتخب الجزائري ويفوز المنتخب المصري ويتأهل لكأس العالم سنة 1990، مؤكداً أهمية وجود الجمهور في هذه المباراة، "أدركنا جيداً وجود جمهور عظيم وكبير لنا يريد أن يفرح وتواجد بالاستاد ووصل العدد إلى 120 ألف، وكان من الصعب أن نجعل الجزائر تصعد مرة أخرى على حسابنا وأرضنا".. هكذا قال ربيع ياسين..
في 17 نوفمبر عام 1989 أقيمت المباراة الحاسمة بين منتخبي مصر والجزائر باستاد القاهرة على تذكرة الذهاب لنهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا.
"كانت معركة ولم تكن مباراة كرة قدم".. هكذا وصف أيمن يونس نجم منتخب مصر الأسبق ذكرياته في هذه المباراة التاريخية.
100 صحفي يتابعون
قبل المبارة بعدة ساعات كانت الصحف المصرية لها نظرة في تغطيتها للحدث الهام، ففي جريدة الأهرام تحدث الناقد الرياضي حسن المستكاوي يوم 16 نوفمبر عن استعدادات الفريقين، وكتب تقرير مطول عن الاستعدادات المكثفة للقاء المصيري، وأشار في عنوان فرعي إلى وجود 15 فريقا تليفزيوني أجنبي وأكثر من 100 صحفي ومصور في القاهرة لتغطية الحدث.
وقامت صحيفة "المساء" بإجراء حوار صحفي مع اللاعب جمال عبد الحميد، قائد المنتخب الوطني وقتها، كما نشرت كذلك لمدربي الفريقين، حيث قال مدرب المنتخب الجزائيري "عبد الحميد كرمالي": لا يهمني 120 ألف متفرج وقادرون على الفوز"، بينما قال الجنرال محمود الجوهري، المدير الفني للمنتخب الوطني: اختراق الدفاع الجزائري مهمة صعبة.
أما صحيفة الأخبار تحدثت عن اكتمال صفوف المنتخب وتألق اللاعبين قبيل المباراة الحاسمة، وكتب الناقد الرياضي فتحي سند مقال أبرز فيه غرور لاعبي المنتخب الجزائري ومديرهم الفني قبل اللقاء.
حيث كتب نصاً: الجزائريون يتعاملون مع اللقاء المصيري بثقة ودبلوماسية"، مع تصريح لكرمالي قال فيه: المران السري إشاعة سبقت وصولنا للقاهرة، كما ألقت مشكلة التذاكر بظلالها على المباراة، حيث كتب جمال الزهيري عن "طرح تذاكر جديدة أفضل من الفوضى المتوقعة غدا"، وأشار إلى أن "جماهير الأقاليم تشكو الظلم وليس أمامها إلا التذاكر المزورة".
كما نشرت "الجمهورية" تحقيقا مع الخبراء مثل كابتن عبده صالح الوحش والكابتن ديبة عن الطريق إلى الفوز على الجزائر، كما كتب ناصف سليم مقال يطمئن فيه الجمهور واللاعبين على أن الفوز على كتيبة محترفي الجزائر ليس بالمهمة المستحيلة، مشيراً إلى أن منتخب الجزائر لا يضم محترفين خارقين للعادة.
وكتب الناقد الناقد الرياضي إبراهيم حجازي في الأهرام مقالاً يطلب فيه من لاعبي مصر وجمهوره ثلاث طلبات، أولا التشجيع وليس الفرجة، وأن يضعوا أعصابهم في فريزر على حد وصفه، وألا ينسوا أن المباراة بين أشقاء وقدر مصر دائما أن تتحمل شقاوة أشقائها.
وكتبت "الأخبار" عن حلم التأهل إلى المونديال الذي يراود جميع المصريين في صدر الصفحة الأولى، أما في صفحات الرياضة فكتبت عنوانا من كلمتين: "المواجهة الكبرى" وتحته: "هواة مصر الواثقون ومحترفو الجزائر من يفوز بتذكرة الذهاب إلى روما"، وأجرى الناقد الرياضي علاء صادق استطلاع للرأي مع 10 خبراء رشح 9 منهم مصر للفوز، بينما تحدث فتحي سند عن أسلوب الجزائريين الواحد والهادئ للحرب النفسية.
وفي صحيفة "المساء" كانت أحلام التأهل هي أهم موضوعات الصفحة الأولى، مع حديث عن أجواء الساعات الأخيرة وانتظار الجمهور أمام الاستاد منذ الليلة التي سبقت المباراة، وفي الداخل كتب النقد الرياضي سمير عبد العظيم مقال أسدى فيه النصح للاعبي المنتخب القومي، حيث أوصاهم بالهجوم المنظم والسريع مع عدم إغفال الواجبات الدفاعية.