فرص انتصار مصر في معركة اليونسكو
الأحد، 08 أكتوبر 2017 05:00 م
قبل ساعات من التصويت في انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) على منصب المدير العام للمنظمة، في باريس تحتدم المنافسة بين مرشحي الدول السبعة مصر وفرنسا والصين وقطر ولبنان وإذريبجان وفيتنام، بعد انسحاب كل من جواتيمالا والعراق.
ولدى القاهرة فرصة طيبة في الفوز بهذا المنصب مع الوضع في الاعتبار أنه لم يعد أحد يتوقع نتيجة الانتخابات، لاسيما وأن عملية التصويت ستعد سرية وهو أمر قد يغير من النتائج في فترة وجيزة حيث يعطي هذا الشكل من التصويت فرصة لمندوبي الدول الذين لهم حق التصويت للمناورة.
وتعرض "صوت الأمة فرص مصر للانتصار في هذه المعركة والتي تبدو منحصرة بحسب وسائل الإعلام الغربية بين مصر وفرنسا والصين.
الدعم العربي والإفريقي
تحظى مرشحة مصر في منصب رئيس اليونسكو السفيرة مشيرة خطاب بدعم من قبل الدول العربية ومنطقة المتوسط، في وقت أعلن فيه الاتحاد الافريقي عن دعم مجموعته التي تتضمن 17 دولة أكبر المجموعات الجغرافية في المجلس التنفيذي من حيث عدد المقاعد والأصوات للمرشحة المصرية، وبهذا الدعم تكون القاهرة لها فرص ليست بالقليلة للفوز بهذا المنصب.
تاريخ مصر في المجال الثقافي
وتكمن الفرصة المصرية في الانتصار بهذه المعركة، كون مصر دولة لها باع طويل في مجال الثقافة ولتاريخها الكبير ولحضارتها التي علمت الإنسانية وهو ما يؤهلها بقوة للفوز بهذا المنصب.
وتمتد العلاقات بين مصر واليونسكو إلى أكثر من 70 عاماً ، وكانت مصر من أول 20 دولة صدَّقت على تشكيلها ، كما احتفظت مصر بعضوية المجلس التنفيذي لليونسكو منذ عام 1946 ، باستثناء مرات قليلة، مما أعطاها الخبرة غير المتوفرة لدى الكثير من الأعضاء.
وتعاونت اليونسكو مع مصر لإنقاذ آثار معبدي أبوسمبل وجزيرة فيلة من الغرق وقت إنشاء السد العالي، المعروفة بحملة إنقاذ آثار النوبة، وهي أول حملة دولية أطلقتها المنظمة في هذا المجال لإنقاذ هذه الآثار وتغطية نفقاتها ، ومنها جاءت انطلاقة مسيرة حماية التراث العالمي لليونسكو .
مداخلة خطاب
وقد لاقت مداخلتها أمام المجلس التنفيذي لليونسكو تقديرا واستحسانا من رؤساء الوفود والمراقبين، حيث قالت مشيرة خطاب مرشحة في أحدى مداخلتها أن مساعدة الدول الأعضاء على صياغة السياسات العامة وتحديد الأولويات الوطنية تمثل أمرا رئيسيا ينبغي أن تركز عليه اليونسكو لإتاحة تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتؤكد خطاب أن إن التعليم هو مفتاح النجاح وهو المجال الأول من اختصاصات اليونسكو وله تأثير إيجابي على كافة المجالات الأخرى، واصفة مواكبة اليونسكو للدول الأعضاء في تحسين كيفية الاستفادة من الخدمات التعليمية والنهوض بتوعية التعليم بالأمر الأساسي والمهم والحاسم.
وأضافت خطاب أنه عند صياغة السياسات لا ينبغي الاهتمام فقط بتلقين أساسيات القراءة والكتابة ولكن ينبغي تعليم الأطفال والشباب، كيف يصبحوا مواطنين عالميين، لافتة إلى أن التعليم الجيد يتغير تعريفه حسب الزمن وينبغي أن يواكب التحولات التي يشهدها العالم، مؤكدة أن الهدف الرابع للتنمية المستدامة ليس منفصلا عن الأحداث الأخرى بل يتدرج في إطار مجموعة أهداف التنمية المستدامة.
التحديات التي تواجه خطاب
فيما تعد التحديات التي تواجه مرشحة مصر في المقابل عديدة أولها اشتداد المنافسة، والتصويت السري حيث يرى مراقبون أن الصين التي تعد من أكبر المساهمين في منظمة اليونسكو بعد أن جمدت الولايات المتحدة في 2011 دعمها المالي لليونسكو والتي كانت تشكل أكثر من 20 % من موازنتها من المتوقع أن تحاول التأثير على بعض بلدان القارة الإفريقية نظرا لاستثماراتها الهائلة هناك.
من ناحية أخرى فأن فرنسا هي الأخرى والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع دول القارة السمراء لاسيما الفرنكوفونية بالإضافة إلى بلدان المغربي العربي ستعمل على استثمار هذه العلاقة للفوز بهذه المعركة ، إلا أن باريس واجهت انتقادات بسبب الدفع بمرشحة لهذا المنصب مخالفة بذلك العرف المتبع بألا تتقدم دولة المقر بمرشح لها لقيادة وكالة أممية موجودة على أراضيها.
كما تؤكد وكالات عالمية أن المنافسة لا تقتصر على مصر وفرنسا والصين فقط رغم فرصتهما الكبيرة، حيث أن باقي المرشحين لديهم أيضا فرصهم في ظل ما قد يحدث من انسحابات خلال جولات التصويت إذ أنه من 8 أعوام لم يكن أحد ليتوقع فوز البلغارية إيرينا بوكوفا بمنصب المدير العام لليونسكو.