ماذا تجني قطر من مشاركتها في معركة اليونسكو؟
الأحد، 08 أكتوبر 2017 08:00 ممحمود علي
في وقت أعلنت فيه دولة العراق الشقيقة سحب مرشحها من سباق انتخابات اليونسكو بهدف اتاحة الفرصة أمام القاهرة للفوز بالمنصب، تستمر الدوحة في تقسيم أصوات العرب في المعركة مرشحة حمد بن عبد العزيز الكواري في منصب رئيس منظمة اليونسكو، لمواجهة المرشحة المصرية السفيرة مشيرة خطاب، ليضاف إلى سجل قطر الداعي دائمًا إلى تفتيت الوحدة العربية.
وعلى الرغم من إعلان عدد كبير من الدول العربية دعمهما للسفيرة مشيرة خطاب، مرشحة مصر، إلا أن قطر استمرت في ترشحها للكواري مفتعله أزمة جديدة مع الدول العربية التي تدعم مصر، تضاف إلى الأزمة التي اندلعت مع الدول العربية مصر والسعودية والبحرين والإمارت مع قطر بسبب دعمها للإرهاب.
وفي محاولة لحصول على أصوات مزورة، كشفت صحيفة الليموند الفرنسية فى عددها الصادر اليوم الجمعة ، في تقرير تحت عنوان "اليونسكو تبحث عن مدير"، استخدام بريد إلكتروني مزور باسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافية "اليونسكو"، وإرسال سيل من الرسائل من خلاله، لدعم المرشح القطري، حمد الكواري.
وقال التقرير، الذى نشره موقع "24"الإماراتى: "تنتهج قطربعض الأساليب التي لا تتوافق مع تاريخ وسياسة المنظمة، مثل إرسال فيضان من الرسائل الإلكترونية على عناوين الصحفيين المعتمدين لدى المنظمة مستخدمة في ذلك عنوان إلكتروني وهمي يشير إلى أنه أحد عناوين المنظمة: "information.unesco@gmail".
وأضاف: "تفيد هذه الرسائل أن المرشح القطري قد طمأن كافة الموظفين المتضررين من الأزمات المالية التي عانت منها المنظمة مؤخراً، وأنه تمكن من إبعاد منافسيه، وأن بعض المرشحين قد انسحبوا بالفعل لصالح المرشح القطري، إضافة إلى سيل من التمجيد في مرشح الدوحة ولازالت المعركة دائرة".
وحمد بن عبدالعزيز الكوارى، 69 عاما، شغل منصب سفير بلاده لدى سوريا، وفرنسا، والولايات المتحدة، ولدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وكان مندوب قطر لدى الأمم المتحدة، وشغل منصب وزير الثقافة والفنون والتراث فى قطر، وهو منذ 2016 مستشار لدى الديوان الأميرى.
ومن المقرر أن يجرى التصويت غدا في انتخابات اليونسكو بالترتيب الأبجدى للدول الأعضاء بالمجلس التنفيذى عن طريق الاقتراع السرى على خمس جولات كحد أقصى خلال الفترة من 9 إلى 13 أكتوبر الجارى وذلك حال لم يحصد أى مرشح أغلبية مطلقة فى الجولات الأربع الأولى وهو ما يشكل 30 صوتا على الأقل من أصوات الدول الأعضاء بالمجلس التنفيذى البالغ عددها 58 دولة.
ويفتح نظام التصويت السرى الطريق أمام الترتيبات غير المعلنة والمواءمات وهو ما قد يدفع بعض الدول لتغيير مواقفها سرا حال تعرضها لضغوط أو لتحقيق مصالح دون أن تشعر بالحرج.
ومن المقرر أن يصادق المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو، خلال دورته الـ39 فى 10 نوفمبر المقبل، بمشاركة كامل عضوية المنظمة البالغة 195 عضوا، على اختيار المجلس التنفيذي؛ حتى يباشر المدير العام الجديد للمنظمة مهام منصبه فى 15 نوفمبر، خلفا لبوكوفا التى شغلت هذا المنصب لولايتين كل منهما مدتها أربع سنوات، وكانت أول سيدة تقود المنظمة.
وفيما يلى نبذة عن المرشحين:
مصر:
مشيرة خطاب، مواليد 1944، حاصلة على دكتوراة فى القانون الدولى الإنسانى، وشغلت منصب سفيرة ومساعدة لوزير الخارجية للعلاقات الثقافية الدولية، وعملت كخبير لدى لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، وأحدثت نقلة نوعية ثقافية ساعدت على النهوض بالقضايا المرتبطة بالتعليم والثقافة وبحقوق النساء والأطفال.
وفى ديسمبر 2013، تم اختيارها ضمن أعظم خمس ناشطات حقوق الإنسان فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لنشاطها وإنجازاتها فى مجال حقوق النساء، وتحظى جهودها التى تناصر حقوق الإنسان باعتراف دولى من خلال العديد من الجوائز والتى تتضمن أعلى الأوسمة التى يمكن منحها لشخصيات أجنبية، وذلك من رئيسى جمهورية جنوب أفريقيا وإيطاليا، كما تتميز السفيرة مشيرة خطاب بقدرتها على الإنجاز وبكفاءتها فى قيادة الموارد البشرية كبيرة العدد وبناء توافق فى الآراء حول القضايا الحرجة.
فرنسا:
أودرى إزولاى، 45 عاما، وزيرة الثقافة فى آخر حكومات الرئيس الفرنسى السابق فرنسوا أولاند، وشغلت منصب مديرة مالية فى المركز الوطنى للسينما قبل أن تصبح نائبة مدير المركز، وهى ابنة أندرى إزولاى مستشار ملك المغرب، وتلقت دروسها فى المدرسة الوطنية للإدارة التى تخرج نخبة الشخصيات الإدارية الفرنسية.
الصين:
كيان تانج 66 عاما، متخصص فى شؤون التربية، أمضى قرابة ربع قرن فى اليونسكو، وعمل فى السفارة الصينية فى كندا، واختار بنهاية 1989 العودة إلى بكين للالتحاق بوزارة التربية، ويحمل شهادة دكتوراة فى علم الأحياء، وشهادة ماجستير فى الفيزيولوجيا الرياضية من كندا.
لبنان:
فيرا الخورى لاكويه (58 عاما)، مستشارة لدى وزارة الثقافة فى لبنان منذ 2016، ولديها خبرة أكثر من 20 عاما فى منظمة اليونسكو وعدد من المنظمات الدولية، وتحمل شهادة من الجامعة الأمريكية فى بيروت ومن جامعة نيويورك، وتتولى تدريس مادة القانون الدولى فى جامعة باريس بانتيون-سوربون.
أذربيجان:
بولاد بلبل اوجلو، مواليد باكو 1945، وهو مغنى ومؤلف موسيقى مشهور إبان الحقبة السوفيتية، شارك فى عدد من الأفلام، وشغل منصب وزير الثقافة بين 1988 و2005، وهو سفير أذربيجان لدى روسيا منذ يناير 2006، وله خبرة قوية فى إدارة الأزمات، ظهرت فى تصديه لانهيار القطاع المالى بعد انهيار الاتحاد السوفيتى فى 1991.
فيتنام:
بام سان تشاو، مواليد 1961 نشأ فى الشرق الأوسط، وشغل عددا من المناصب فى وزارة الخارجية الفيتنامية منها مساعد لوزير الخارجية، وكان الممثل الخاص لرئيس الوزراء الفيتنامى لدى اليونسكو منذ 2016، وفى 1999 شغل أولى مناصبه فى الأمم المتحدة حيث كان السفير والممثل الدائم لفيتنام فى المنظمة الأممية.