إنسان هذا الزمان
الأحد، 08 أكتوبر 2017 10:00 صإيمان فؤاد
لوهلة شردت وعصف بى الخيال وانتفضت، ولعالم أحلامى العادلة انتقلت، وتساءلت، ماذا لو؟.
ماذا لو بمجرد إغماضة لعين وارتداد لطرف وجدنا أحلامنا، وقد صادفت من الواقع محلا وتحققت أمنياتنا التى لطالما اعتنقناها وتوحدنا معها، وانصهرنا فيها وبها وفتكت بنا رغبه وشغفا، أصبحت أمامنا حية شاخصة ملموسة متجسدة ومحسوسة.
ماذا لو انحنت لنا اللحظات وسلمت لنا الأيام وطاوعنا الدهر، وصافحتنا يد القدر واستبقنا الزمن وتحولت الخرائب والأطلال لحدائق غناء، والسماء الزرقاء لطيوف من ضياء، لا حزن ولا وجع ولا بكاء، بل ماذا لو أصبحت الأرض جنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؟.
ترانا حينها سنقنع؟
هل سنشعر بالرضا والاكتفاء والامتلاء ونشبع؟
أم أن رغباتنا الأرضية وعوارض ومتلازمات خلقنا الآدمى الدونية ستطغى ويشب لهيبها مستعرا، حيث الشعور الأزلى الأبدى السرمدى بأن هناك دائما منقوصا ما، نعى تماما أننا نجهله وربما لسنا فى حاجته ولكنه يبقى ملحا وكالوحش فى البرية مفترسا كاسرا.
دعونى أجيبكم، كلا أبدا لم ولن نقنع فقد جبلنا نحن ذرية آدم على التمرد والنكران، على الاستمتاع بالبحث عن الطرائد، معنوية كانت أو مادية، وكلما بلغنا هدفا وحققنا إنجازا بدأنا رحلة البحث من جديد عن مواجهة وتحدٍ جديدين نثبت من خلالهما أننا ما زلنا على قيد الحياة جبابرة وعتاة، أو ربما للإنصاف.. أشباه أحياء.