لماذا تهيم ذئاب داعش المنفردة فى شوارع لندن؟
الأحد، 08 أكتوبر 2017 06:00 ص
لماذا تهيم ذئاب داعش المنفردة فى شوارع لندن؟ سؤال جوهرى حاول المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب الإجابة عنه عبر قراءة بحثية أعدها الكاتب ميشيل حنا الحاج حيث أصبحت مدن بريطانيا الأكثر أمنا في أوروبا ثم فجأة الأكثر استهدافا من الإرهاب والذئاب المنفردة وفق الكاتب.
يقول الحاج، إن العدد القليل من الضحايا الذين سقطوا في بريطانيا خلال عامي 2015 و 2016 لا يقارن مع عدد الضحايا الذين سقطوا في مدن أوروبية أخرى خلال العامين المذكورين، وخصوصا أولئك الذين سقطوا في بلجيكا وألمانيا وخصوصا في فرنسا سواء في حوادث شارلي إبيدو في 2015، أو العمليات الثلاثة المنفذة في نهايات 2015، التي كان أبرزها تلك المنفذة في مسرح الباتيكلان حيث سقط أكثر من 100 قتيل، أو عملية الدهس في نيس في ذكرى الثورة الفرنسية في عام 2016، حيث سقط 85 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى.
وتحت عنوان: "لماذ تنظيم داعش يستهدف الآن بريطانيا وعواصم أوروبية؟ يضيف الحاج: "هكذا بدا من المفاجىء تماما أن ينشط الإرهابيون أو الذئاب المنفردة فجأة في بريطانيا، رغم قدرات أجهزة الأمن البريطانية كاسكتلاند يارد و MI5 ، MI6 التي أحبطت في السابق عدة عمليات إرهابية قبل تنفيذها، جاعلة من المدن البريطانية المدن الأكثر أمنا بين الدول الأوروبية. فما الذي حدث فجأة لتنفذ في بريطانيا ثلاث عمليات إرهابية خلال مدة قصيرة لم تتجاوز العشرة أسابيع. وكانت الأولى في شهر مارس 2017، وقد شكلت عملية دهس على جسر وستمينيستر، حيث دهس أربعون ضحية وقتل شرطي طعنا بخنجر كما قتل المهاجم.
وأرجع الحاج ما يحدث من ارتفاع نشاط الذئاب المنفردة فى بريطانيا إلى كونه نتيجة طبيعية لما يجري من قتال في سوريا والعراق. وكان ينبغي أن تكون متوقعة نتيجة الهجمات المكثفة على داعش في هذين البلدين، وخصوصا في الموصل في العراق. فمن المعلوم عن طبيعة التخطيط الذي يلجأ إليه داعش عندما تتعرض للضغوط العسكرية الكثيرة، أن تلجأ لضربات في الخارج، بعيدا عن مواقع المعركة العسكرية الفعلية. فالأهداف في الخارج بعيدا من موقع المعركة العسكرية أسهل.
يقول الحاج: وقد لاحظنا أن ثلاثة تفجيرات انتحارية أو ارهابية قد وقعت في العراق خلال الأسبوع الماضي، كان أولها في حي الكرادة، وقد حصد عشرين ضحية، تبعه في اليوم التالي مباشرة تفجير سيارة في سوق مزدحم يقع عند جسر الشهداء في بغداد أيضا، وتلا ذلك تفجير سيارة أخرى في مدينة عراقية أخرى.واذا كان ذلك قد وقع في العراق، فقد كان من الطبيعي أن يضرب داعش أيضا في موقع آخر في موقع أوروبي، حيث تستطيع عندئذ أن توجع وتؤلم، خصوصا عندما تنفذ الضربات في مدن أوروبية كبرى ومزدحمة. فلديها خلايا نائمة في تلك المدن، زرعوا هناك لاستخدامهم في لحظات كهذه. وإن لم يتوفر لديهم خلايا نائمة، فهناك الكثيرون من الذين يستمعون لنشراتهم وتوجيهاتهم، فيتأثروا بها رغم عدم انتمائهم رسميا وفعليا للتنظيم. هؤلاء يسمون الذئاب المنفردة الذين يتطوعون لتقديم خدمة لتنظيم داعش بتنفيذ عملية ما رغم بساطتها، انتقاما لما يعانيه التنظيم من ضغوط عسكرية.
ووفق القراءة البحثية، فإنه إذا كان الهجوم بالشاحنة قبل شهرين على جسر وستمينيستر ربما كان منفذا من ذئب منفرد نظرا لبساطة التنفيذ، فان منفذ الهجوم في مانشستر، وكذلك في جسر لندن لم يكن اي منهم ذئبا منفردا. فتجهيز القنبلة المستخدمة في مانشستر، كان بحاجة لجهد يفوق قدرة الفرد على تنفيذها، علما أن هناك سابقة التفجير في بوسطن في أميركا عام 2013، التي نفذت بجهد الأخوين الأفغانيين اللذين جهزاها بمفردهما، وزرعاها لدى موقع نهاية سباق الماراثون، فقتلت بعض المتسابقين وجرحت آخرين.
أما هجوم جسر لندن والطعن في المطعم، قد نفذ من قبل شخصين وليس شخصا واحدا،" وفي وقت لاحق، قال تصريح لاسكوتلانديارد أن المهاجمين كانوا ثلاثة، وقتلوا جميعهم، لكنهم تسببوا بمقتل ستة أبرياء"، مما يرجح معه أنه كان عملا من أعمال الخلايا النائمة، خصوصا وأن الجدل ما زال قائما حول الصدرية التي ارتداها المهاجمان، إن كانت أي منها صدرية متفجرات كتلك التي يرتديها انتحاري، أم غير ذلك فالأمر غير مؤكد وينتظر نتائج التحقيقات.