افتتاح مجلس اللسان العربي في موريتانيا
السبت، 07 أكتوبر 2017 02:14 م
احتفلت العاصمة الموريتانية نواكشوط، بافتتاح مقر مجلس اللسان العربي، الذي يعد أحد صروح الحفاظ على اللغة العربية في شمال غرب أفريقيا، وجاء إنشائه بمكرمة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتعزيز جهود مجامع اللغة العربية، والنهوض باستخدام لغة القرآن الكريم في مختلف المنابر الإعلامية والتربوية والثقافية.
وكان حاكم الشارقة قد وجه مجمع اللغة العربية بالشارقة إلى دعم وتأسيس "مجلس اللسان العربي" ليكون حاضنة تربوية وعلمية لنخبة من علماء اللغة العربية الموريتانيين، حيث يهدف المجلس إلى تشجيع استعمال اللسان العربي الفصيح، وتيسير قواعد اللسان العربي، إلى جانب استكشاف أسرار العربية، وتشجيع تدريس العلوم والمعارف المبتكرة بالعربية، والعمل على دعم البحث والتأليف والنشر والابتكار في اللسان العربي وأنساقه ودلالاته.
وحضر حفل افتتاح المقر، محمد الأمين ولد الشيخ، وزير الثقافة والصناعة التقليدية الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، وسيدي ولد سيدي سالم، وزير التعليم العالي، وعيسى عبد الله مسعود الكلباني، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى موريتانيا، والدكتور حسن الشافعي، رئيس اتحاد المجامع اللغوية والعلمية، والأستاذ الدكتور عبد الحميد مدكور، الأمين العام للاتحاد، والدكتور أمحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، وعدد كبير من علماء اللغة العربية، والباحثين، والأكاديميين، من داخل موريتانيا وخارجها.
وأكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال كلمته بالحفل التي ألقاها باسمه، الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، على أهمية الأعمال والأنشطة التي تعود بالنفع على لغتنا العربية وتعميم استعمالها، والمحافظة على صفائها وسعتها وثرائها وتشجيع الإبداع بها، والالتزام بالتخطيط اللغوي الفعّال لجني مخرجات يانعة في تربية الأجيال وتثبيت الهوية اللغوية.
وهنأ حاكم الشارقة، الحكومة الموريتانية والشعب الموريتاني الشقيق على هذا الصرح اللغوي الثقافي المهم الذي تشارك فيه كوكبة من العلماء واللغويين والأكاديميين ليلتحق مجلس اللسان العربي في موريتانيا بركب المجامع اللغوية العلمية المنتشرة في العديد من البلدان العربية، للمحافظة على هذه اللغة التي يضعها مشروع الشارقة الثقافي على رأس أولوياته.
وثمن الوزير الأول الموريتاني يحيى ولد حدمين، الدور الذي يلعبه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في دعم اللغة العربية والثقافة، مؤكداً أن مبادرات سموه تعكس نظرة إستراتيجية وعمقاً في الطرح ورؤية ثاقبة في ميدان العمل اللغوي، معرباً عن عميق شكره وامتنانه لما بذله سموه من خلال مجمع الشارقة للغة العربية من عطاء سخي خدمة للغة وخاصة في موريتانيا، بلد الشعر والشعراء والفصحى.
من ناحيته، أشاد الأستاذ الدكتور حسن الشافعي بدور حاكم الشارقة في دعم ومساندة المجامع اللغوية، وذكر جوانب من أيادي سموه البيضاء في خدمة اللغة العربية بشتى الأقطار، مثمناً الدور العظيم الذي تقوم به موريتانيا بترسيخ مكانة اللغة العربية في عالم اليوم، مبرزاً ما تنفرد به موريتانيا من وسائل حفظ اللغة العربية على مختلف المستويات وخاصة على مستوى النظام التعليمي التقليدي باعتباره الحارس الأبرز للغة الضاد.
وعلى هامش حفل الافتتاح، استضاف المجلس ندوة لغوية علمية شارك فيها رؤساء المجامع اللغوية بأوراق وأبحاث لغوية حول التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصرنا، واقتراح الحلول التي ينبغي الأخذ بها للنهضة باللسان العربي والعودة به إلى عصوره الزاهية، وتمكين أبناء الجيل الحديث من التعبير به بطلاقة وفصاحة، والكتابة ببلاغة وبيان.
ونظم وزير الثقافة الموريتاني مأدبة عشاء دعا إليها ضيوف موريتانيا، وجميع الحاضرين في حفل افتتاح المجلس، والأكاديميين ورجال الأدب والشعر، وتضمنت المأدبة إلقاء العديد من القصائد الشعرية، وتم في نهاية الأمسية تكريم الفائزين الثلاثة في مسابقة القصيد التي أشرف عليها المجمع الموريتاني ابتهاجاً بافتتاح صرح شامخ جديد من صروح اللغة العربية.