فايز يوسف أحد أبطال حرب أكتوبر : "فقدت بصري على أرض سيناء وأري مصر بقلبي" (صور)

يسرد فايز تفاصيل حياته قائلا: حصلت على دبلوم الزراعة وألتحقت بالقوات المسلحة جنديا بسلاح المدرعات وعملت " رامى   " ضمن طاقم دبابة بمنطقة الاسماعيلية واندلعت حرب السادس من اكتوبر العاشر من رمضان وكنت أصوم وأفطر مع  أشقائي المسلمين احتراما لمشاعرهم و لكوننا شركاء فى الدفاع عن وطن واحد ، واحتدم وطيس المعركة وكلماحاول طيران العدو الإسرائيلى الاقتراب من سماء الاسماعيلية  اطلقنا عليه وابلا من النيران وطاردناه.

وفي العاشر من أكتوبر صدرت لنا الأوامر بالمشاركة فى تطوير الهجوم داخل سيناء وخلال تحركنا إنقطع جنزير دبابتى وأصلحته الورشة الميكانيكية ، لنواصل السير  خلف قوات المشاه المتقدمة بعمق سيناء والتى شهدت اضخم معركة دبابات فى تاريخ الحروب تم خلالها أسر  القائد الإسرائيلى " عساف يا جورى" ، إذ اطلقنا قذائف على مسافات لتمهيد الطريق أمام القوات المتقدمة ، واشتبكنا مع قوات العدو ودمرنا الكثير من دباباتهم ونتيجة لشراسة المعركة وتدافعنا مرددين" الله اكبر" تملك الخوف قلوب الأعداء و عثرناعلى دبابة اسرائيلية هرب طاقمها وتركوها تعمل بعد اصابتنا لبرجها واشتعال النيران بها ولم نتمكن من إيقاف تشغيلها لكونها صناعة امريكية حديثة.

وتابع" حنين" واصلنا ليلا الاشتباك  ومطاردة الطائرات الاسرائيلية  التى تلقى بقذائفها على القوات المصرية بالمنطقة  وغادرت الدبابة لأصنع  تجهيزا هندسيا عبارة عن حفرة تقف بداخلها الدبابة وفوجئنا بقذائف ألقيت علينا لم نعرف مصدرها جوا من الطائرات أم أرضا من دبابة أو فرد مشاه يحمل سلاح "الهاون"  ، وأصبت وانتابتنى غيبوبة لم أفق منها  سوى  بعد أيام ، داخل غرفة بمستشفى الإسماعيلية وتم تضميد جروحى وصنع جبيرة لليدين و نقلت إلى مستشفى كوبري القبة بالقاهرة  وعندما سألت الطبيب عن سبب عدم رؤيتى لأى شيء حولى ،  رد قائلا " قول يا رب" ،  وحولت إلى مستشفى حلمية الزيتون لاجراء أشعة والعرض على بعض الأطباء  وزارنى قائد وحدتى وترك معى جنديا لمرافقتى  وفى طريق العودة إلى كوبرى القبة ، سألت المرافق  عن المكان الذى نسير به واخبرته عن وجود أحد أقاربي بتلك المنطقة وبالفعل توقفت السيارة وسأل الجندى المرافق لى أحد الاهالى عن إسم قريبي وتمكن من الوصول إليه واصطحابه وإحضاره  ، وبعد اطمئنانه على حالتى طالبته الإتصال بأسرتى فى مركز ناصر ببنى سويف واخبارهم بوجودى بمستشفى كوبرى القبة.

 واستطرد قائلا: صباح اليوم التالى إلتقيت أسرتى ليجدونى فاقدا البصر بالعينين مع بتر بأحد أصابعى وكسور باليدين وجروح قطعية بالبطن وضعف فى السمع لأعود بعد ذلك الى حلمية الزيتون، وسافرت أثناء فترة علاجى بها إلى  رومانيا ليوقع الأطباء الكشف الطبى على عينى ولكنهم لم يتمكنوا من تقديم شيء سوى نظارة تعمل بنظام تحويل الضوء إلى صوت اتعرف من خلاله على الأماكن ، ولكننى مع مرور الوقت قررة الإستغناء عنها لتأثير الصوت على طبلة الأذن ، خاصة وأنى أعانى ضعف السمع ، وبعد عام من انتهاء الحرب أجريت بمستشفى القوات المسلحة بالمعادي، عملية ترقيع بطبلة الأذن.

ولاحظت بعد عامين من إصابتي وعودتي إلى المنزل، وجود رشح مستمر بالأنف وعرضت على أخصائي مخ وأعصاب وأجريت تحاليل واشعة أثبتت وجود ثقب بالمخ تسرى منه المياه إلى الأنف وأجريت جراحة لغلق الثقب استلزم معها عمل "غرز " بعرض رأسي ما زالت آثارها موجودة حتى الآن. 

وعن تكريم الدولة لأبطال أكتوبر أكد فايز يوسف  أن  إدارة المدرعات  كرمته منذ خمس سنوات فى شهر رمضان ومنحته مبلغا ماليا، كما حصل على موافقة محافظ بنى سويف  بتعيين أحد أبنائه  بنظام التعاقد فى الوحدة المحلية لمركز ومدينة ناصر منذ أكثر من عامين  ، وذلك  خلال تكريمه  فى الإحتفال السنوى لجمعية المحاربين القدماء بالمحافظة ، كما كرمه المحافظ شريف حبيب  ومنحه  درعا وشهادة تقدير فى احتفالية نقابة ذوى الإعاقة بانتصارات أكتوبر العام الماضي.

واستطرد قائلا: تزوجت ابنة عمي وكونا معا أسرة تضم 6 أبناء، زوجنا أربع بنات وأنجبن احفادا لنا، ونعد حاليا لزفاف أحد أبناءنا، بينما يقضي الآخر فترة تجنيده، ورغم فقدي البصر إلا أن روح انتصارات أكتوبر تلازمني، فأشارك في بعض الأعمال المنزلية وأصلح أعطال الثلاجات ومراوح التهوية، والسباكة.