كازو إيشيغورو.. الفائز بنوبل للآداب 2017 يسخر من رواياته
الخميس، 05 أكتوبر 2017 02:42 م
لم يكن كازو إيشيغورو، الفائزة بجائزة نوبل للآداب لعام 2017، مولعا بالقراءة والكتابة، هكذا اعترف من قبل، ولكن هدفه الذي سعى لتحقيقه، هو أن يكتب رواية يحافظ بها على صورة موطنه في ذهنه، فهو ابن نجازاكي، المنكوبة، التي انتقل منها إلى أرض المستعمر، حينما كان يبلغ من العمر ست سنوات، حيث ولد في الثامن من نوفمبر عام 1954، وانتقلت أسرته للعيش في إنجلترا عام 1960.
- الباحث عن المناطق المحايدة
حصل كازو أيشيغورو على وسام الإمبراطورية البريطانية الروائي كازو إيشيجورو، جائزة صانداي تايمز للتفوق الأدبي في مهرجان شلتنهام البريطاني، واعترف حينذاك، خلال المهرجان بأنه دائم البحث عن المناطق المحايدة، كالحروب الباردة، حيث قال: "إنها منطقة محايدة. أبحث دومًا عن المناطق المحايدة كي أبرزها في صورة مستفزة".
ولهذا فقد قال خلال الحفل الذي أقيم في مهرجان شلتنهام البريطاني أن روايته "منظر شاحب للتلال" كانت هدفه الأول من الكتابة، أراد أن يكتب فقط ليحافظ على صورة اليابان حية في ذكرياته وذهنه.
ففي رواية "منظر شاحب للتلال" يتابع القارئ أبناء اليابان وهو يتعافون من دمار القنبلة الذرية، هذا الشعور وهذه الفترة قال عنها كاوز ايشيغورو "تولاني إحساس بالذعر، وودت أن أحافظ على نسختي من اليابان آمنة، أن أصونها أدبيًا".
- الساخر من رواياته
وإذا ما كانت المفاجأة في كون كاوز ايشيغورو أنه لم يكن مولعا بالقراءة والكتابة في مستهل حياته، فإن المفاجأة الثانية، التي أدهش به جمهور مهرجان شلتنهام البريطاني، تتمثل في أنه دائما ما كان يسخر من رواياته، على الرغم من فوزها بأبرز الجوائز الأدبية، ففي البداية، علق على سيناريوهات الأفلام المأخوذة عن رواياته، وقال بأنها سيئة حيث رأى أن السيناريو ينبغي أن يسرد القصة بالمرئيات المتحركة، لا بالذكريات أو الحوار، خاصة أنه قال في هذا السياق: "لطالما راقتني الكتابة عن التذكر والنسيان".
كما سخر كازو ايشيغورو من روايته البوليسية "عندما كنا أيتاما"، والفائزة بجائزتي ويتبريد والبوكر، حيث رأى أنها فشلت فشلاً ذريعًا، على الرغم من ولعه بكتابة أجاثا كريستي البوليسية ومحاولاته أن يكتب مثلها.
يعد كاوز إيشيجورو، من أشهر مؤلفي الأدب المعاصرين في العالم المتحدث بالإنجليزية وحصل على أربعة ترشيحات لجائزة بوكر الأدبية ونالها عام 1989 عن روايته "بقايا اليوم". وفي عام 2008، صنفت صحيفة التايمز "إيشوجورو" المؤلف رقم 32 في قائمتها لأعظم 50 مؤلفًا بريطانيًا منذ عام 1945. كما حصل إيشيجورو على جائزة جراناتا عن أفضل مؤلفين شباب بريطانيين عام 1983 وعام 1993.
وحصل على جائزة وايتبريد عام 1986 عن روايته الثانية "فنان من العالم العائم". وحصل على جائزة البوكر عن روايته الثالثة "بقايا النهار" عام 1989. ورشحت رواياته الثلاث "فنان من العالم العائم" و"بينما كنا يتامى" وأحدث روياته "لا تدعني أرحل" لجائزة بوكر.
النهايات المفتوحة سمة أعماله
ما يميز روايات "إيشيجورو" أنها دائما ما تنتهي بدون حل للصراع، فالقضايا التي تواجهها شخصياته تدفن في الماضي وتظل بلا حل. ولهذا فإن الروايات تنتهي بنبرة من الإذعان الحزين. وتقبل شخصياته الماضي وكيف صاروا ويكتشفون أن هذا الإدراك يسبب الراحة ونهاية العذاب النفسي.