رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية: على تميم قطع الحبل السري مع والده قبل أن يذهب به إلى الجحيم (الحلقة الثالثة)
الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 04:00 م
فى الحلقة الأولى من حواره مع "صوت الأمة" كشف لؤى ديب رئيس الشبكة الدولية للحقوق والتنمية اتهام قطر للشبكة بمحاولة تدمير ملفها فى الفيفا وسرد لنا كيف أن أعضاء الشبكة تعرضوا للمراقبة والتنصت عليهم بفندق قطرى وانقطع اتصالنا بهم بعد دخولهم مطار الدوحة كما كشف "ديب " كيف تحركت خلية الدوحة مع بداية الاحداث فى سوريا فى لبنان وتركيا وأسرار تواصلها مع لواء الفاروق في "حمص" مؤكدا أن لجنة مراقبة الشرطة والمخابرات بالبرلمان النرويجي كشفت أن المخابرات النرويجية كانت تراقب محامين الشبكة على مدار الساعة.
وفى الحلقة الثانية فضح لنا لؤى ديب ممارسات هنظمة هيومان رايتس ووتش ضد مصر ودور جماعة الإخوان الإرهابية الداعم للمنظمة كما فجر مفاجأة بكشفه أسماء الشخصيات القطرية الهامة الذين كانوا وراء تشغيل خلية الدوحة الإرهابية وشراء قطر لذمم إعلاميين أجانب وعرب وكيف اخترقت قطر منظمات حقوقية غربية.
فى الحلقة الثالثة والأخيرة من حواره معنا يكشف ديب كيف جرى شرعنة المنظمات الإرهابية وتنظيم حملات الجهاد إلى سوريا باشراف قطرى وكيف أن منظمة العفو الدولية خضعت واستجابت فى مؤتمرها الاخير فى دبلن لأنصار تجارة الجنس العالمية وتبنت وسط نقاش مثير للجدل ان الدعارة حق من حقوق الانسان واستسلمت لتجار صناعة الجنس العالمية وقال" ديب ": "على تميم قطع الحبل السري مع والده قبل أن يذهب به إلى الجحيم".
سألناه :
= كيف تتوقع نهاية تنظيم الحمدين ؟
- أظن أن التحدي الأكبر أمام الأمير تميم يكمن في القطع تماما مع مشروع الحمدين. ووضع قدميه على الأرض بعيدا عن أوهام "أن المال يصنع كل شيء". لقد فشلت ذهنية الحمدين سياسيا ولكن الثمن كان كوارث كبيرة على بلدان المنطقة. لذا على تميم قطع الحبل السري مع والده قبل أن يذهب به إلى الجحيم. واعتقد انه الآن أى تميم يشرب من نفس الكاس التى سقى به غيره عندما حرض فى بداية الاحداث السورية الرئيس الاسد على استخدام خطاب متشدد على حساب لملمة الاوضاع وعليه أن يتمتع بنوع من الذكاء ويقر بأخطاء الماضى ويبدى النوايا لفتح صفحة جديدة قائمة على قاعدة المصير المشترك ولا اعتقد ان هناك احد فى الدول الاربع يريد الشر للشعب القطرى او يريد فرض الوصاية على حكومته والا لما استنفذت هذه الدول كل هذه المدة وتحملت صبرا الكثير وكان الثمن فى بعض الاحيان دماء تسيل فى الشوارع العربية ، وهذا لن يتم الا بتخلص الامير من الحصار الاستشارى الذى يحيط به والذى كان صنيعة الحمدين الاكبرين.
= تتشدق قطر بمساعدتها لحركة حماس ودعم القضية الفلسطينية كيف ترى ذلك ؟
العلاقات القطرية الإسرائيلية أقوى بكثير من علاقات قطر بحماس. قطر تحاول توظيف حماس كما تفعل مع تنظيمات عديدة في المنطقة. هناك إسطورتان يسوق لهما عزمي بشارة: دعم قطر للقضية الفلسطينية ودعم قطر للثورات العربية. والجميع يعرف أن قطر هي الداعم الأول في العالم للثورة المضادة الإخوانية الجهادية. ودعنا نأخد عدة أمثلة على العلاقة القطرية بحماس ولتكن اولا فى الملف الاقتصادى القطرى فمصيبة حماس وغزة مع قطر بدأت مع بداية إكتشاف حقول الغاز فى غزة والكميات الاحتياطية المهولة على الشواطىء وداخل المدن وفى المياه الاقليمة ومدى انخفاض تكلفة استخراج هذا الغاز وقربه من السطح وكان هناك ادارك عميق فى قطر ان هذا الغاز هو الاقرب للشواطىء الاوربية وتكلفة استخراجه وتصديره لاوروبا عبر انابيب بحرية ستكون لا تذكر بالمقارنة مع اسعار الغاز القطرى الذى يتم تحويله الى غاز مسال من اجل التصدير وترتفع كلفة اسعاره الامر الذى كان سيكلف قطر خسارة تقترب من المليار دولار شهريا وقد تمثل الحل القطرى باقصاء السلطة الشرعية التى يعترف العالم بوجودها وحقها فى ادارة الثروات ووضع سلطة فى غزة لا يسمح لها احد باستخراج هذا الغاز وبالتالى كان دعم حماس فى غزة بخمسين مليون دولار شهريا افضل بكثير من خسارة مليار شهريا ومن اجل تحقيق هذا وضعت قطر قرابة المليونى فلسطينى فى غزة فى ظروف قاهرة وحرمتهم من اكثر من (600) الف فرصة عمل كانت ستستقل بالاقتصاد الفلسطينى وتشكل ركيزة اساسية لاستقلال القرار الوطنى الفلسطينى وتؤسس لانطلاق الدولة الفلسطينية من اجل مصالحها الاقتصادية.
ولم تكتف قطر بهذا بل أسست لاحقا شركة قطرية اسرائلية تركية وتم سرقة غاز غزة وتحويله عبر ميناء اسدود الاسرائيلى و جيهان التركى ولم يستفيد فلسطينى واحد من ثروات بلده فلا تتشدق قطر وتقول انها دفعت للشعب الفلسطينى بل انها ارجعت بعضا مما سرقته لذر الرماد فى العيون ورغم ان قطر كانت تحاول على الابقاء على قيادة حماس فى قطر واستغلالها وغمسها فى المشروع الاخوانى الكبير الا انها فشلت مع انتقال قيادة حماس للداخل الفلسطينى وبداية تشكل وعى لبعض قيادات الحركة بالمخاطر الاستراتيجية للمشروع القطرى ، وحركة حماس نشأت على مبدأ مناهضة الاحتلال لا التلاعب فى امن الدول العربية واعلم ان هذه مواضيع ساخنة كانت على طاولة الانتخابات الخيرة لحماس وان قطر دفعت بثقلها وراء الامر لكنها فشلت كما فشلت فى اماكن اخرى وايضا كان هناك محاولات قطرية لاقصاء الدور المصرى فى القضية الفلسطينية واستبداله بدور تركى قطرى لكن الحسابات القطرية لم تأخذ فى الحسبان العلاقة التاريخية التى تربط فلسطين بمصر وتناست ان كل بيت مصرى فيه شهيد فى سبيل قضية فلسطين وتناست علاقة الدم وكم الامهات المصريات فى غزة وعلاقة الدم والقرابة والاهم من ذلك أمن فلسطين ومصر واللذان لا يمكن ان يفترقا بسبب الجغرافيا والتاريخ وصله الدم ولعبت مصر دورها الحاسم والتاريخي فى فترة النضوج السياسي وبرهنت انها لم ولن تتخلى عن دورها فى فلسطين ولن ينسى الشعب الفلسطينى ولا الاجيال القادمة هذا الوفاق الوطنى الفلسطينى الذى ترعاه مصر وكانت احد فتائل اشعاله قطر .
= حدثنا اكثر عن الدور القطرى فى سوريا وهل فعلا استخدم المال القطرى فى جرائم ضد الانسانية هناك ؟
- شرعنة المنظمات الإرهابية وتنظيم حملات الجهاد إلى سوريا ودفع تكاليف سفر أكثر من ستين ألف مقاتل انضموا لداعش والنصرة من القارات الأربع، هل هناك جريمة أبشع من ذلك؟
ولنأخذ مثالا آخر على الجرائم القطرية فى سوريا ما دمنا نضرب الامثلة على الاشكال المتعددة للدور القطرى السالب فى المنطقة من اجل تقريب الصورة للقارىء العربى وسوف اتناول هنا ما يسمى باتفاق ( المدن الاربعة) حيث جرت المفاوضات بحضور مكثف للمخابرات القطرية مع وجود شخص رفيع من الحرس الثورى الايرانى وممثل لحزب الله اللبنانى وممثل شخصى للارهابى الجولانى من هيئة تحرير الشام اى النصرة سابقا ، حيث تم الاتفاق على اطلاق سراح المخطوفين القطرين فى العراق ، وتهجير سكانى ل(65) الف نسمه فى الاتفاق الاولى الذى جرى تخفيضه الى (25) الف نسمه بعد فضح الموضوع اثناء المفاوضات التى كانت تديرها الامم المتحدة فى جنيف وقد وصلت التكلفة المالية للاتفاق الى (900) مليون دولار يدفعها الجانب القطرى للطرف العراقى الذى يختطف الرهائن القطرين وفضح الموضوع وقتها رئيس الوزراء العراقى لانه لا يستطيع تحمل تكلفته السياسيه لاحقا وايضا (100) مليون دولار يدفعها الجانب القطرى لجبهة النصرة الارهابية والمسماه حاليا بهيئة تحرير الشام ووصل الامر بالقطرين بان اتصلوا برئيس الهيئة العليا للمفاوضات وهو بالطائرة فى الاجواء وضغطوا عليه من اجل مباركة الاتفاق حيث كانت الفكرة تتمثل فى ترحيل الشيعة فى (كفريا والفوعه ) الى منطقة الزبدانى وترحيل عدد كبير من ( الزبدانى ، مضايا ، بلودان ، يلدا ، بابيلا، بيت سم، حى التضامن،نفتانس، بنش، طاعوم، زروزه ،شلخ ، معرة سفرين ) الى (إدلب) ونقل ناس من (ادلب) الى (بلودان)
وكل هذا بناءا على الهوية العرقية وتعريف الانتماء المذهبى وهذه جريمة حرب مركبة وفق تعريف المحكمة الجنائية الدولية لاركان جريمة الحرب وتهجير قسرى وتغير التركيبة الديمغرافية فى مناطق النزاع للسكان المدنيين الأصليين وفق انتمائاتهم الدينية والمذهبية ولا ننسى ان هذه الصفقة والتى وصلت للمليار واحدة من صفقات عدة وفاق المبلغ الذى دفعه القطرين للاطراف كل المساعدات الايرانية لهم منذ بداية الازمات فى سوريا والعراق زد على انها كانت محاولة قطرية فاشلة لربط مصير العراق بقضايا خارج حدوده ودعم غير مباشر للارهاب وتمويله ماليا كما حدث سابقا فى قضية مختطفى قوات حفظ السلام فى الجولان وقضية الراهبات وتمويل الارهاب تحت غطاء الفدية والتى اشرف عليها سابقا الكبيسى بنفسه كرئيس للمخابرات القطرية .
ما رأيك فى تشكيل صندوق عربي لدعم المنظمات العربية ؟
- أنا من أوائل من نادوا بالفكرة مع مجموعة من الحقوقين العرب الشرفاء فالعرب لا ينقصهم الامكانيات ولا القدرة السياسية ولا الكفاءة المهنية على ادارة هذا الصندوق واحتضان المنظمات العربية الجادة للتكامل معها من اجل تطوير منظومة حقوق لا تتعارض مع القيم الاخلاقية والثقافية للمجتمعات العربية كما انها سوف تسد ثغرة كبيرة فى الامن القومى العربى فى وجه التمويل المشروط وهى قانونية لكل الدول فى اتخاذ ما تراه مناسبا لحماية امنها القومى كما انها ستؤسس للانتقال من حالة الصراع الى العمل المشترك بين الحكومات والمنظمات الغير حكومية بما يخدم المواطن العربي وستلقى على قارعة الطريق بمن رهنوا امن وسلامة اوطانهم بالتمويل الخارجى المرتكز على اجندات تدميريه تكلف المنطقة فاتورة باهضة فى الملفات الاقتصادية والضغط السياسى وسوف تعلمنا كيف نقتلع شوكنا بايدينا ونختلف ونتصالح داخل البيت الواحد كما انها ستخلق مجتمع مدنى قوى هواه وطنى وسيكون النواه لتحول نوعى فى اعطاء القوة والزخم والاستقلالية للمنظمات العربية بالمنافسة واخذ دورها على الساحة الدولية ولعلمك الخاص التمويل الاجنبي شبه محرم فى الغرب ام انه حرام عليهم وحلال علينا وانا شخصيا مستعد مع مجموعة من الخبراء العرب لوضع التصور الكامل والية العمل والنظم الضابطه للمشروع ان طلب منى وارجو ان يكون الموضوع محل اهتمام صناع القرار فى عالمنا العربى بل يجب ان تضغطوا كصحافة من اجل ان يكون على طاولة اول قمة عربية قادمة .
= ما رأيك فى حملة منظمة العفو الدولية ضد مصر بخصوص المثلين الجنسين والادعاء بان اخضاعهم للكشف الطبى هو تعذيب ؟
منظمة العفو الدولية خضعت واستجابت فى مؤتمرها الاخير فى دبلن لأنصار تجارة الجنس العالمية وتبنت وسط نقاش مثير للجدل ان الدعارة حق من حقوق الانسان واستسلمت لتجار صناعة الجنس العالمية التي تقدر واردتها بمليارات الدولارات وتجاهلت اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1949 بشأن مكافحة الإتجار بالبشر، والتي تُعرّف الدعارة، وما يصاحبها من آفات الإتجار بالأشخاص لأغراض الدعارة، بأنها تتنافى مع كرامة الشخص البشري وقدره، وتُعرّض للخطر رفاه الفرد والأسرة والجماعة؛ فإذا كانت المنظمة تؤيد الدعارة باعتبارها حق من حقوق الإنسان، فإنها بذلك لا تدعم النساء اللواتي لا يمتلكن خيارًا بهذه الممارسة، بل تدعم القوادين وتجار الجنس الذين يمتلكون جميع الخيارات المتعلقة بهذه الممارسة ،وكنا وقتها فى الشبكة الدولية للحقوق والتنمية عارضنا منظمة العفو الدولية بشدة على ذلك وربما شكل ذلك الامر احد نقاط الخلاف الفاصلة بيننا وايضا المثليه الجنسية ترتبط بشكل اساسى بثقافة المجتمعات وهويتها ومدى تقبلها اجتماعيا ودينيا واخلاقيا ويفترض بان تتكامل الحقوق العالمية مع الهويات الثقافية للمجتمعات وتعزز تنوعها وهو الغنى الحقيقي للبشرية وما دامت مصر بهويتها الدينية والثقافية والاخلاقية لا تتقبل الامر فانه مجرم قانونا ومن اراد ان يمارسه فليبتعد عن مجتمع محصن بشذوذه الى مكان اخر ولا يفرض رؤوى شاذه على مجتمعات تحافظ على هويتها المنيعة اخلاقيا وبالتالى لا اعتقد ان القانون المصرى بحمايته للجذور الاجتماعية يتعارض وحقوق الانسان ومنذ متى كان الفحص الطبى يشكل تعذيب وكم من الاختبارات والفحوص الاجبارية تجرى فى سجون الغرب ولم نسمع صوت العفو الدولية ولكنى لا استغرب هذا الامر على منظمة العفو الدولية التى نأت بنفسها بعيدًا عن الاعتراف بتشويه الأعضاء التناسلية للإناث باعتبارها ممارسة تنتهك حقوق الإنسان، حتى العام 1995، رغم انها تشكل ضررًا محضًا، ولا تشكل خيارًا بالأساس ولا ننسى ان منظمة العفو الدولية استمرت لعشرات السنوات باعتبار المناضل الاممى نيلسون مانديلا مجرما ورفضت الاعتراف به كسجين رأى ومناضل من اجل الحرية لسنوات طويلة الى ان استجابت للضغوط فى النهايات وبالتالى اعتقد انها لا تمتلك المنظومة الاخلاقية الكافية لتقديم النصائح بتشريع الرذيلة ويكفى القاء نظرة على التقرير السنوى للمنظمة وكأن الذى يكتبه احول حينما لا يتطرق الى الانتهاكات الاسرائلية الجسيمه فى فلسطين ويتناول قضايا متفهه ويركز ويتدخل فى طريقة ممارسة العيش والحياة للشعوب الاخرى محاولا املاء خيارات هوية معاكسة على شعوب تضرب فى جذور التاريخ لالاف السنوات وهذا يعيدنا الى مربع ضرورة وجود منظمة عربية كبرى بنفس الثقل والحجم لخلق التوازن وهو ما كانت تمثله الشبكة الدولية للحقوق والتنمية على الساحة الدولية قبل ان يتم التامر عليها لتقليص نشاطها وربما كانت نقطة الضعف تتركز فى ان حاضنة المركز الرئيسى للمنظمة كانت خارج حدود الاقليم العربى مما اعطى السلطة لضربها فتلك تجارب يجب ان نستفيد منها ونتعلم.
اقرأ أيضا