كاتالونيا تبدء اضراب عام للمطالبة بالاستقلال

اعلنت  كتالونيا اليوم الثلاثاء، دخولها فى اضرابا عاما ، بمشاركة اغلب مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى ، بهدف الدفاع عن "حقوقها" ،  والمطالبة بالاستقلال ، والتنديد بعنف قوات الامن ،اضافة الى دخول نادى اف سى برشلونة فى الاضراب .

وكانت نقابات صغيرة دعت فى الاصل لهذا الاضراب، بعد اعمال العنف الاحد التى تطلبت تقديم مساعدة طبية لاكثر من 800 شخص، وقررت النقابات الكبيرة الانضمام الى الاضراب لاظهار وحدة الصف فى مواجهة هذه الاعتداءات ، كما دعت للاضراب الجمعيات والاحزاب الداعية لاستقلال كتالونيا والتى تملك قدرة كبيرة على التعبئة ، ووقتها  قال رئيس كاتالونيا كارليس بيجديمونت "انا مقتنع بان دعوة الاضراب ستلقى تجاوبا كبيرا"..

من المقرر أن يبدأ الاضراب  فى ميناء برشلونة والجامعات العامة ووسائل النقل ومتحف الفن المعاصر والاوبرا وحتى الكاتدرائية الشهيرة "ساغرادا فاميليا"، ويريد المنظمون ان يكون الاضراب تظاهرة "سلام" ، خاصة  بعد تعاظم الحراك الاجتماعى فى الاسابيع الاخيرة فى كاتالونيا.

وتعتبر رسالة الاضراب موجهة ايضا الى المجتمع الدولى لطلب مساعدة كاتالونيا على "ضمان حقوق" مواطنيها، وطلب رئيس كاتالونيا الاثنين "وساطة دولية" فى النزاع بين برشلونة ومدريد.

وبعد الاعتقالات وعمليات التفتيش التى استهدفت تنظيم الاستفتاء منتصف سبتمبر الماضى ، وعدت الجمعيات الداعية للاستقلال ب "تعبئة دائمة" للمجتمع ضد ما وصفته ب "قلة الاحترام" و"الاهانة" الدائمتين من قبل مدريد ، وفى المقابل تتجاهل الحكومة الاسبانية ، الانتقادات وتندد بما اسمته بـ "التلاعب" بالحشود.

وطلب  الاتحاد الاوروبى أمس من راخوى ان يعتمد الحوار، وعبرت الامم المتحدة عن رغبتها فى اجراء تحقيق حول اعمال العنف فى حين عبرت برلين وباريس عن دعمهما لوحدة مملكة اسبانيا ، واعلن البرلمان الاوروبى انه سيجرى نقاشا الاربعاء حول الوضع فى كاتالونيا ، لكن يبدو ان الهوة تتعمق اكثر لتتجاوز الاطار السياسي ، ففى برشلونة اضطر 200 من عناصر الحرس المدنى لمغادرة فنادقهم بعد تجمع ليلى لمتظاهرين امام الفندق وتوجيه شتائم ورمى زجاجات.

بينما شهدت مدريد تعرض اللاعب جيرار بيكيه الى صيحات استهجان من الجمهور فى اول ايام معسكر تدريب للمنتخب الاسبانى الذى يلعب ضمنه منذ سنوات. وهتف بعض الجمهور "بيكيه اسبانيا بلادك" و جابت صورة دموع اللاعب انحاء العالم.

جدير بالذكر ، أن كتالونيا تبلغ مساحتها 30 الف كم  مربعا ويقطنها 16 % من سكان اسبانيا ،أن الازمة السياسية الاعمق  تمر بها اسبانيا منذ ارساء الديمقراطية فيها فى 1977، و تنامت مشاعر الاستقلال فى كاتالونيا منذ 2010 ، مع  تفاقم الازمة الاقتصادية والغاء جزئى من المحكمة الدستورية لوضع كان يمنح كاتالونيا سلطات اوسع ، ومنذ 2012 تزايد عدد الكاتالونيين الذين يطالبون مدريد بتنظيم استفتاء لتقرير المصير من أجل حسم النقاش، رغم انقسام سكان كاتالونيا ازاء الاستقلال لكن حكومة راخوى لا ترغب مطلقا فى الخوض فى الامر مشيرة الى ان هذا الخيار غير منصوص عليه فى الدستور، اضافة أنه تأتى هذه التعبئة الكبيرة التى تتخللها تظاهرات، بعد يومين من تنظيم الاستفتاء حيث واقتحمت الشرطة الاسبانية والحرس المدنى مئة مكتب تصويت لمصادرة صناديق الاقتراع ومعداته، تتخللته بعض احداث للعنف ، وشارك فى الاستفتاء عدد كبير من الكاتالونيين  ، كما بدأت تتصاعد مطالبات كتالونيا بالاستقلال مع اعلان  قاددتها، انهم ينوون جديا اعلان الاستقلال مع  فوز مؤيدى الاستقلال فى الاستفتاء باكثر من 90 % من الاصوات.