مرصد الأزهر للغات الأجنبية: التسامح الديني على المستَوى القانوني والتشريعي
الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 01:29 ممنال القاضي
عرض مرصد الازهر للغات الفرنسية تقرير يتضمن : اعترفت كندا بالدين الإسلامي كواحد من الأديانِ الرسميةِ بها في عام 1973م. وكَفَل القانون الكندي للمسلمين حريةَ ممارسةالشعائِر الدينية وإقامة دور العبادةِ بعد الحصولِ على ترخيص من الحكومةِ.
وأوضح المرصد انه كَفَل لهم الحريةَ في الاحتفالِ بأعيادِهِم الدينية وإقامة مآتم العزاءِ الخاصة بهم؛ بل إن القانونَ الكندي يجرم من ينتهك حق ممارسةالعِبادَة للكنديين والمقيمين في كندا. وتتضمن التقرير مرصد الازهر : أن قضايا المسلمين هي محل نِقاش برلماني متَكَرر؛ فعلى سبيلِ المثال نشَر عددٌ من المواقعِ الإخباريةِ ما قامتْ به النائبة (اقرأ خالد)، عن الحزبِ الديمقراطي الحاكم في كندا، من تقديمِ مشروعِ قانونٍ إلى البرلمانِ الكندي في مطلع 2017م يُدينُ كافّةَ أشكالِ "الإسلاموفوبيا" المُمَنْهَجَة. هذا المشروعُ الذي لَقيَ دعمًا من الحزبِ الحاكمِ والحكومةِ الكندية، لقي منافسةً من حزبِ المحافظين المعارِض، الذي تواردت أنباء عن تجهيزِهِ مشروعَ قانونٍ آخَرَ، بدلًا من مشروعِ الديمقراطيين. لكن مجلس العموم الكندي قامَ بتمريرِ مشروعِ قانونِ "103" الذي يقضي بإدانة "الإسلاموفوبيا" والتمييز على أساسِ الدّين.
وقد حَظي القانون بتأييدِ جميعِ أعضاء الحزب الديمقراطي ومعظَم أعضاء الحزب الليبرالي، بينما أَبدى أغلبيّةُ أعضاءِ حزب المحافظين اعتراضَهم على هذا القانون.
يأتي ذلك بعد شهورٍ من المناقشات، فيما اندلعت مظاهرات مؤيدَة ومعارضة لهذا القانون جابت جميعَ أنحاء كندا، بَيدَ أن المعارضين للقانون يَرَوْنَ أنه يضَعُ حدًّا لحريّةِ التعبيرِ ويمير الإسلامَ بمعاملة خاصّةٍ في القانونِ الكندي.
ويأتي هذا القانون عَقِبَ حادثِ"كيبك" الذي وقَعَ في التّاسِعِ والعِشْرينَ مِن يناير الماضي والذي أَسْفَرَعن مقتل 6 من المسلمين. وقالت عضو مجلسِ العمومِ (اقرأ خالد) بعد تمريرِ هذا القانونِ الذي قَدمت مقتَرحه في الخامس من ديسمبر 2016: "أشعر بسعادَة كبيرة عَقِب التصديقِ على هذا المقترَح"، مطالبة الحكومةَ الكندية بالتالي:
• إدانة "الإسلاموفوبيا" وجميعِ أشكالِ التمييزِ الديني وأحداثِ العنصرية المُمنهَجة.
• إنهاء المناخ العام المتزايِد من الكراهية والخوفِ.
واكد المرصد فى تقريره مدى رفَض الليبراليون محاولةَ ديفيد أندرسون، عضوِ حزب المحافظين بالمجلس، إزالةَ كلمةِ "إسلاموفوبيا" وتبديلها بـ"إدانة جميع أنواع الأحداث العنصرية الممنهجة والتمييز الديني للمسلمين أو اليهود أو المسيحيين أو السيخ أو الهندوس أو أتباع أيِّ ديانةٍ أخرى". وادّعى "أندرسون" أنّ كلمةَ "إسلاموفوبيا" غير محددَة ومن الممكن أن يساءَ فهمُها ويَنتج عنها التأثير على حريةِ التعبير.
التسامح الديني يتَجلى مع استقبالِ اللَاجئين السوريين فى كندا
في الحقيقة، ضرب المجتمع الكندي المسسِم بالتعددية أروعَ الأمثلة في الرحابة المجتمعية تُجاهَ الأفراد والأُسر اللاجئة، رغمَ اختلاف الثقافة واللُّغة والعادات. ومما يشهد لهذه الحقيقة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من مشهدٍ لأطفالٍ كنديين من أعراقٍ مختلِفة يرحبون بأقرانهم من أبناء اللاجئين السوريين القادمين إلى كندا.
ومنذ الرابع من نوفمبر 2015م، استقبلت كندا 33,239 ألفَ سوري. وتشير الأرقام الأخيرة إلى أن 22,296 لاجئًا سوريا تقدموا بطلباتٍ للهجرة، ومن أصل هذا العدد، هناك 172,500 شخصٍ من المفترض أن يحصلوا على تراخيص بالعمل خلال العام 2017م أي بزيادة 12 ألفًا عن العام 2016م، بحسَب أرقام وزارة الهجرة.وبالنسبة إلى اللّاجئين، من المقرر أن تستقبلَ كندا 40 ألفا منهم عام 2017م أي بتراجعِ 16 ألفًا عن 2016م، و84 ألفًا آخَرين (بزيادة أربعة آلاف) في إطار لَمّ شَمْل الأُسَر.
و أعلن التقرير ان وزير الهجرة الكندي السابق "جون ماكولوم"؛ أن بلاده تريد استقبال 300.000 مهاجرٍ في عام 2017م على غِرارِ عام 2016م، على أن يكونَ عدد اللاجئين أقل من المهاجرين؛ وذلك لأسبابٍ اقتصادية. وكان رئيسُ الوزراء الليبرالي، "جاستن ترودو"، قد أعلن فورَ تولّيه منصَبه إعادةَ تحفيزِ الهجرة إلى بلاده، خصوصًا من خلال استقبال لاجئين.
كما نشَر موقع "french.cri.cn" خبرا حولَ ترحيبِ كَنَدا بالفارّين من الحرب والإرهاب، حيث صرّح رئيس الوزراء الكندي، "جاستن ترودو"؛ أن بلاده ستستضيف "الأشخاصَ الفارّين من الاضطهاد، والإرهاب، والحرب"، بغَضّ النظرِ عن دينهم. كما نشَر السيد "جاستن ترودو" تغريدة على صفحته الخاصّة، على موقع التواصُل الاجتماعي "تويتر"، عبارةً عن: صورةٍ له وهو يُرَحِّبُ بأحد شباب اللاجئين السوريين، قائلًا "كندا تُرَحب بالفارين من الاضطهاد، والإرهاب، والحروب، بغَضّ النظر عن دينهم؛ فالتنوُّعُ هو سِرُّ قوتنا، كندا تُرَحِّبُ بكم".
ومن الجدير بالكر؛ِ أن "جاستن ترودو"، منذ توليه منصبَ رئيسِ وزراءِ كندا في 2015م، قد استقبلت بلاده ما يَقرب من 000,40 لاجئ سوري
لكن مع هذه الرحابة العامة، وقعت بعض حالاتِ الاعتداءِ التي لا تَعدو كونَها فرديةتجاهَ بعضِ اللاجئين، فكما ذكرنا آنِفًا قد شهِد شهر يناير 2016م اعتداءبغازِ الفلفل استهدفَ مجموعةً من حوالَي 30 لاجئًا سوريّا خلال حفل نظِّمَ لاستقبالِهِم في فانكوفر، غربي كندا.