أثرى: اعتماد البابا مسار العائلة المقدسة دعاية مجانية لزيارة كل الكاثوليك في العالم لزيارة مصر
الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 11:49 ص
أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بوزارة الآثار، أن زيارة وزير السياحة يحيى راشد غدا للبابا فرانسيس بابا الفاتيكان لاعتماد مسار العائلة المقدسة في مصر كرحلة تقديس إلى مصر يمثل إحياء لرحلة التقديس المسيحي عبر مصر منذ القرن الرابع الميلادي ودعاية مجانية لزيارة كل الكاثوليك في العالم لزيارة مصر.
وقال ريحان - في تصريحات صحفية اليوم - إنه يجب استثمار هذا الإنجاز التاريخي للربط بين رحلة التقديس القديمة من أوروبا إلى الإسكندرية ومنها إلى سيناء حيث دير سانت كاترين ومنه إلى القدس بطول 575 كم بسيناء وحدها ومسار العائلة المقدسة من سيناء حتى دير المحرق بأسيوط في رحلة واحدة، موضحا أن انطلاق العائلة المقدسة من القدس كان عبر شمال سيناء من رفح إلى الفرما ومنها عبر فرع النيل البيلوزي إلى دلتا مصر وصحرائها.
وأضاف أن رحلات التقديس إلى مصر بدأت منذ زيارة القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادي للمواقع المقدسة بسيناء بوادى فيران وجبل موسى ثم اتجهت إلى القدس.
ورصد ريحان معالم المحطات التي مرت بها العائلة المقدسة بسيناء والآثار المكتشفة بها بداية من رافيا (رفح) التي تبعد 50كم عن العريش، وقد كشف بها كما جاء في كتاب تاريخ سيناء لنعوم شقير عام 1916، عن تحف فنية من الفترة المسيحية منها ثمثال فارس بيده رمح وتمثال من الرخام يحتمل أنه لمريم العذراء وحمام روماني وأعمدة ذات تيجان كورنثية وبعدها مدينة بيتلون (الشيخ زويد) تبعد 25 كم شرق العريش، وقد قام عالم الآثار الفرنسي كليدا بإجراء حفائر بها عام 1913، وعثر على فسيفساء ترجع للعصر الروماني معروضة الآن بمتحف الإسماعيلية.
وتابع ريحان مسار الرحلة إلى رينوكورورا (العريش)، حيث ذكر أبو المكارم الذي كتب عن تاريخ الكنائس والأديرة في القرن ال"12" الميلادي، وجود كنيستين بها بقيت آثارهما حتى القرن ال"12" الميلادي.
وأشار إلى المحطة الرابعة وهي أوستراسينى (الفلوسيات) وتقع في الطرف الشرقي من بحيرة البردويل وكانت منطقة عامرة في الفترة البيزنطية وكان لها أسقف وأصبحت المدينة مركزًا لكرسي ديني هام، وكشف بها الآثري الفرنسي كليدا عام 1914 عن كنيستين على الطراز البازيليكي إحداهما مستطيلة طولها 62م من الشرق للغرب وعرضها 22م وقد استخدم في بنائها الحجر الكلسي الرسوبي الناتج من الترسيبات البحرية التي تنتشر بالساحل الشمالي بشمال سيناء.
ولفت إلى المحطة الخامسة وهي كاسيوس (القلس) التي تقع على شاطيء البحر المتوسط فوق المنحنى الذي تقع على جنوبه بحيرة البردويل على مسافة 38 كم غرب الفلوسيات، ويشير كتاب الفترة الرومانية والبيزنطية إلى وجود حصن بمدينة كاسيوس عاش به المتوحدون الأوائل، فيما تقع المحطة السادسة وهي (جرها - المحمدية) على شاطيء البحر عند الطرف الغربى لبحيرة البردويل وبها بقايا حصن كبير، وقد ورد ذكر ميناء جرها في العصر البيزنطي.
وعن أهم محطات طريق رحلة العائلة المقدسة، قال ريحان إن بيلوزيوم (الفرما) تبعد 35 كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطيء البحر المتوسط وتبعد الأثار المكتشفة بالفرما 5كم عن الطريق الرئيسي طريق القنطرة - العريش، وقد تنسك فيها القديس إبيماخس الشهيد فى القرن الثالث الميلادي ونشأ بها الراهب إيسودوروس الفرمى وكان رئيسا لدير في سهل الطينة جنوب المدينة.
وأضاف ريحان أن الفرما تضم مجمعا للكنائس بتل مخزن في الجزء الشرقي منها، وقد وصفه كليدا عام 1909، وأول حفائر به قامت بها منطقة شمال سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1988 كشفت عن كنيسة بازيليكا ومعمدانية في الجزء الشمالي الشرقي وكسر من الفخار البيزنطي المحلي وعملات برونزية تاريخها ما بين النصف الثاني من القرن الرابع للنصف الأول من القرن السادس الميلادي.
وأوضح أن نفس البعثة كشفت عن كنيسة بالجزء الشمالي من المدينة عام 1985 تتكون من مبنيين مرتبطين ببعضهما الأول على شكل الروتندا (شكل دائري) أرضيتها مبلطة بالرخام الأبيض بجوارها بقايا تيجان الأعمدة الكورنثية والمبنى الثاني يتكون من كتلة ضخمة من البناء بالطوب الأحمر مساحتها 15م طولًا،12.30م عرضا وكذلك معمودية بالجهة الشمالية الغربية خارج المبنى الغربي عبارة عن بناء من الطوب الأحمر على شكل صليب متساوي الأضلاع داخل دائرة قطرها 4.70م وكسيت جدرانها بالرخام، وتضم الفرما أيضا كنيسة كبرى على الطراز الصليبي تعد من أهم ملامحها الأثرية في الفترة البيزنطية.