روح أكتوبر.. كيف تفوق سلاح الحرب الإلكترونية المصري على إسرائيل في الحرب؟
الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 10:00 ممحمود علي
كان لسلاح الحرب الإلكترونية بالقوات المسلحة المصرية دورا مهما في حرب أكتوبر 1973 ، فالسلاح الذي تم إنشاءه قبل سنوات قليلة من الحرب كان من أهم الاسباب التي ساعدت على الانتصار الكبير، حيث نجح المصريون في خداع جيش الاحتلال الإسرائيلي بالأساليب الالكترونية المضادة والتي فاجأت الجميع وكان لها الأثر كبير علي مستقبل الحرب الالكترونية في العالم.
فكانت لحرب أكتوبر وخاصة سلاح الحرب الالكترونية تأثير كبير على أمريكا التي حاولت أن تستخدم كل طاقتها ومواردها التكنولوجية لتطوير هذا السلاح ، حيث اكتشفت أنه سلاح العصر والمستقبل بعدما ارتأت دوره المهم في حرب أكتوبر.
في ستينيات القرن الماضي، بدأت معظم الدول الكبرى في تطوير جيوشها بوحدات فرعية خاصة بالاعمال الإلكترونية المضادة في بعض فروعها الرئيسية ، مقل القوات الجوية والبحرية ، واختلفت الدول الكبري في هذا المجال بالزيادة والنقصان، ولكن ظل الاتحاد السوفيتي «السابق»، والولايات المتحدة الأمريكية حتى يناير 1970، هما الدولتان اللتان تضمان تنظيماً عاماً للحرب الالكترونية، على المستويات المختلفة ، ثم كانت مصر التي دخلت هذا المجال بصورة فاعلة عام 1970.
وفي أوائل السبعينات، بدأت مصر تستورد بعض معدات الحرب الالكترونية التي تدعم أعمال قتال الدفاع الجوى والقوات الجوية المتمثلة في معدات الإعاقة الإلكترونية لإعاقة القوات الجوية الإسرائيلية ، وخلال عام 1971 شكلت في مصر بعض وحدات الحرب الالكترونية على المستوى الاستراتيجي والعسكري.
وفي حرب أكتوبر كانت الحرب الالكترونية إحدى المفاجئات التي اعتمدت عليها مصر في خطة الخداع الاستراتيجي، إذ كانت إسرائيل قد أخرجتها من حسابها بعد خروج السوفيت من مصر، وقد اشتركت في حرب أكتوبر، وحدات الحرب الإلكترونية، وعاونت أعمال قتال القوات البرية، والبحرية، والجوية، والدفاع الجوي، إضافة إلى بعض أعمال الحرب الإلكترونية على المستوى الإستراتيجي.
ومع تنفيد مصر أول ضرباتها في 6 أكتوبر 1973 ، صاحب ذلك عملية إعاقة لاسلكية على مواصلات القوات الإسرائيلية، أدت إلى إرباك في ممارسة القيادة والسيطرة الإسرائيلية، وإعاقة وصول أو تلقي الأوامر، ودعمت وحدات الحرب الإلكترونية على كافة المستويات الاستراتيجية، والتعبوية، والتكتيكية أعمال قتال القوات البرية، والفروع الرئيسية الأخرى، وبما يخدم معركة الأسلحة المشتركة.
وفي حين حاولت الولايات المتحدة الأمريكية ان تميز إسرائيل في الحرب بمعدات الكترونية أكثر قوة من مصر حيث زودتها بكميات كبيرة من رقائق التداخل السلبي CHAFF، وهو أسلوب كان قد استخدم منذ زمن بعيد في الحرب العالمية الثانية، وفيتنام، وكان الجديد فقط في هذا الاستخدام هو تصميم رقائق الألومنيوم؛ بحيث تعمل ضد الترددات العاملة في رادارات الدفاع الجوي المصرية، إلا أن هذه المعدات لم تكن قادرة على إحداث تفوق إسرائيلي على مصر في هذه الجرب.
وتوقفت نتيجة حرب اكتوبر في النهاية على مدى النجاح الذي يمكن تحقيقه بوسائل الحرب الإلكترونية؛ حيث كان التفوق المصري في استخدام هذه الإجراءات الإكترونية واضح للعلن هو ما أجبر الولايات المتحدة على تطوير معداتها بشكل يمكن أن يعمل تفوق على أي معدات أخرى في العالم بما فيها التي استخدمتها مصر في حربها مع إسرائيل.
فمن خلال حرب أكتوبر 1973 واستخدام سلاح الحرب الالكترونية بشكل ناجح من المصريين ، ظهرت الأهمية البالغة لدور هذه الحرب في المعركة الحديثة ؛ مما أدى إلى قيام الدولتين العظميين، الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، بدراسة شاملة لهذه الحرب؛ لاستكمال التطوير والأبحاث.