محاكمة شقيق قاتل أطفال المدرسة اليهودية في فرنسا بتهمة التواطؤ
الإثنين، 02 أكتوبر 2017 06:53 م
بدأت اليوم الاثنين ، محاكمة عبد القادر مراح، شقيق محمد مراح ،الذى قتل بدم بارد وباسم الجهاد فى مارس 2012، سبعة أشخاص بينهم ثلاثة اطفال من مدرسة يهودية، بتهمة "التواطوء" فى الاعتداء الذى شكل تحولا فى الارهاب فى فرنسا.
وستعقد جلسات محاكمة عبد القادر مراح، والتى من المقرر، ان تستمر شهرا واحدا، امام محكمة جنائية تضم قضاة محترفين بحضور 232 من اطراف الادعاء المدني، تحت مراقبة مشددة فى اجواء من التهديد الارهابى المرتفع فى فرنسا.
وفي هذا الاطار، قتل رجل هتف "الله اكبر" في مرسيليا أمس الأحد، شابتين طعنا بسكين قبل ان يتمكن عسكريون من قتله فى اعتداء تبناه تنظيم داعش.
وكانت اعتداءات محمد مراح أولى الهجمات الارهابية التي تشهدها فرنسا منذ تلك التي نفذتها الجماعة الاسلامية المسلحة الجزائرية في 1995، ومثلت بداية شكل جديد من الارهاب الذى اودى بحياة 241 شخصا فى هذا البلد.
ومحور المحاكمة سيكون تحديد الدور الدقيق لعبد القادر مراح (35 عاما) فى الاعتداءات التى نفذها شقيقه بمفرده عبر مساعدته فى سرقة دراجة نارية خلال الوقائع.
وسيمثل معه فتاح ملكى (34 عاما) الذى اعترف بانه سلم محمد مراح سترة واقية من الرصاص ومسدسا رشاشا من نوع "عوزي" وذخائر قام باستخدامها.
واعترف المتهمان بالوقائع المادية لكنها انكرا معرفتهما بالنوايا الاجرامية لمحمد مراح. وقد يحكم على عبد القادر مراح بالسجن مدى الحياة وملكى بالسجن عشرين عاما.
بين 11 و19 مارس 2012، زرع محمد مراح الرعب على متن دراجته النارية. وقد صور افعاله بينما كان يقتل بدم بارد ثلاثة عسكريين فى 11 و15 آذار/مارس.
بعد أربعة ايام ركن دراجته النارية امام مدرسة يهودية فى تولوز وقتل جوناثان ساندلر (30 عاما) استاذ الدين، ونجليه ارييه (خمسة اعوام) وغابرييل (ثلاثة اعوام). وفى باحة المدرسة قتل عن قرب فتاة صغيرة تدعى مريم مونسونيغو (ثمانية اعوام) هى ابنة مدير المدرسة.
وتحصن القاتل فى شقة تمت محاصرته فيها 32 ساعة وسط تغطية من وسائل الاعلام فى جميع انحاء العالم. وفى 22 مارس شنت قوات خاصة للشرطة الفرنسية الهجوم وقتلت محمد مراح. وفى رسالة عثر عليها بعد مقتله يعبر الجهادى عن سعادته لانه بث الرعب "فى قلب اعداء الله".
وخلال تفتيش الشقة تمت مصادرة آلة تصوير وشرائح ذاكرة صور عليها القاتل هجماته. وطلب محامو العائلات بث التسجيلات امام الحضور من اجل "عرض افضل للحقيقة"، لكن القرار يعود الى رئيس المحكمة.
وقال اوليفييه موريس محامى عائلة احد العسكريين الذين قتلوا ان "هذه المحاكمة ستشكل ايضا فرصة لدراسة نقاط الخلل فى اجهزة الدولة وخصوصا فى ما يتعلق بمراقبة مراح عندما كان معروفا من قبل الشرطة".
وخلال استجوابه من قبل الاستخبارات، لم يخف مراح انه سافر الى سوريا ومصر وباكستان لكنه قال ان الهدف كان السياحة. وفى الوقع نجح فى المناطق القبلية الباكستانية، فى الاتصال بتنظيم القاعدة الذى تبنى هجماته.
ولهذه الاسباب طلب ايريك دوبون موريتى محامى عبد القادر مراح الاستماع كشاهد الى الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الداخلى برنار سكارسيني.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، رفض المحامى الادلاء باى تعليق قبل بدء الجلسات. لكنه كان قد دان فى 2016 الملف الفارغ للمحاكمة.
من جهته، قال سيمون كوهين محامى عائلات ضحايا المدرسة اليهودية ان "عبد القادر مراح عبر عن تعاطفه مع افعال شقيقه. انه ليس كبش محرقة. اذا كانت ايدى محمد ملوثة بالدماء، فروح شقيقه هى الملوثة بالدماء".
وكان عبد القادر مراح الملقب "بن لادن" فى الحى الذى يقيم فيه، مثل شقيقه معروفا من قبل اجهزة مكافحة الارهاب بسبب قربه من التيار الاسلامى المتطرف فى تولوز مثل الاخوين فابيان وجان ميشال كلان الذين اعلنوا تبنى اعتداءات 13 نوفمبر.
ويؤكد القضاة فى خلاصاتهم على التشابه العقائدى والدينى للاخوين واتصالاتهما المتكررة فى الايام التى سبقت الاعتداءات والعثور فى منزله على دليل للمجاهدين يتضمن نصائح للافلات من مراقبة اجهزة الامن.
وهم يرون انه لا يمكن ان يكون المتهم "غير مدرك للتوجه الجهادى لاخيه الذى ساهم فى بنائه".
وبعد الهجمات، قال عبد القادر مراح انه "فخور" باخيه مؤكدا ان "كل مسلم يرغب فى قتل عدوه".