روح أكتوبر.. أحمد إسماعيل.. مُشير النصر (بروفايل)
الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 11:00 ممحمد أبو ليلة
في يوم 26 أكتوبر من عام 1972 وقبل الحرب بعام واحد استدعى الرئيس الراحل محمد أنور السادات اللواء أحمد إسماعيل - الذي كان يشغل وقتها مدير المخابرات العامة- إلي منزله في الجيزة، وكلفه بمنصب وزير الحربية والاستعداد للحرب بأسرع وقت، .. "كان هذا النهار أحد الأيام المهمة والحاسمة في حياتي كلها، بل لعله أهمها علي الإطلاق كانت الساعة الثالثة بعد الظهر والمكان، منزل الرئيس السادات بالجيزة"..هكذا كتب إسماعيل في مذكراته عن توليه منصب وزير الحربية .
وتابع: كنا ـ السادات وأنا ـ نسير في حديقة المنزل.. لم أكن أدري سبب استدعائي، ولكني توقعت أن يكون الأمر خطير، وبعد حديث قصير عن الموقف حدث ما توقعته، حيث أبلغني سيادته بقرار تعييني وزيراً للحربية اعتبارا من ذلك اليوم، وفي الوقت نفسه كلفني بإعداد القوات المسلحة للقتال بخطة مصرية خالصة تنفذها القوات المسلحة المصرية، ليتخلص بها الوطن من الاحتلال الصهيوني، وكان لقاؤه لي ودوداً إلي أقصي حد، وكان حديثه معي صريحاً إلي أبعد حد.
وتولى إسماعيل قيادة الجيش وأخذ يضع الخطط والدراسات الكافية لعبور قناة السويس، حيث كان له دور معنوي كبير وقيادي في حرب أكتوبر.
حادث الزعفرانة
أحمد إسماعيل الذي ولد في شهر أكتوبر من عام 1917، وجد في قرار السادات بعودته لقيادة الجيش وارتداءه البدلة العسكرية تقديراً لدوره وجهوده الوطنية، خصوصاً أنه ترك الجيش بعدما تم إعفاءه من منصبه كرئيس أركان حرب القوات المسلحة في عام 1969، حينما نشب خلاف شهير بينه وبين عبد الناصر، حين وقعت حادثة الزعفرانة يوم 9 سبتمبر 1969 يومها كان جمال عبد الناصر مصحوبا بالفريق أول محمد فوزي وزير الحربية واللواء أحمد إسماعيل علي رئيس أركان الحرب يحضرون مناورة حية لفرقة مدرعة، ووصلت أنباء نزول فوج إسرائيلي برمائي على شاطئ خليج السويس في منطقة الزعفرانة، وأعلنت إسرائيل إسرائيل وقتها أن قواتها الآن على أرض إفريقيا، وأنها لم تواجه البتة أية مقاومة مصرية.
وقتها أمر عبد الناصر أحمد إسماعيل على الفور بالتوجه لموقع الحدث وإدارة المواجهة من هناك على الطبيعة، لكن أحمد إسماعيل فضّل العودة للقاهرة مخالفاً أوامر الرئيس ومقنعاً نفسه بأن أداء أفضل ينتظره من غرفة العمليات عنه من الزعفرانة، استشاط عبد الناصر غضباً من فعلة أحمد إسماعيل فأمر بعزله من منصبه.
الثغرة
بعد قرار السادات تطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط علي الجبهة السورية حدث الخلاف الشهير بين الرئيس السادات ورئيس هيئة الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي وقرر السادات إعفاء الأخير من منصبه بشكل مؤقت، وكانت للفريق الشاذلي شعبية واسعة في الجيش بين كبار القادة والجنود، إلي جانب أن الخلافات بدأت في عز اشتعال المقاومة الإسرائيلية وظهور ثغرة الدفرسوار, بالإضافة إلي الحساسية التي كانت تسيطر علي علاقة إسماعيل والشاذلي، وميل الأول إلي تأييد الرئيس علي حساب آراء رئيس الأركان في التعامل مع الثغرة.
وقتها تولي إسماعيل قيادة هيئة الأركان بنفسه، وعاونه المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الذي جري تصعيده إلي المنصب رسمياً مع انتهاء الحرب، ونجح أحمد إسماعيل في الحفاظ علي وحدة الصف بين القادة، وانصاع في الوقت نفسه إلي تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة.
بعد حرب أكتوبر منحه الرئيس السادات رتبة المشير في يوم 19 فبراير عام 1974 اعتباراً من السادس من أكتوبر عام 1973، كما حصل علي نجمة سيناء من الطبقة الأولى وتم تعيينه في 26 أبريل 1974 نائبا لرئيس الوزراء.
وفي يوم 25 ديسمبر عام 1974 أُصيب "إسماعيل" بسرطان الرئة وفارق الحياة عن عمر ناهز الـ 57 عاماً في أحد مستشفيات لندن، بعد أيام من اختيار مجلة الجيش الأمريكي له كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكاً جديداً.