حمى الانفصال تجتاح العالم.. وإقليم كتالونيا يفشل للمرة الرابعة
الأحد، 01 أكتوبر 2017 09:00 م
يبدو أن العام الحالي، هو عام التشتت، والانهيار بعد أن اجتاحت حمى الاستفتاءات الانفصالية عددا من الأقاليم التابعة للدول المركزية، مثل: كردستان العراق، وكتالونيا الإسباني.
وفي الوقت الذي مازالت فيه الصورة ضبابية، وغير واضحة المعالم، حول ما ستؤول إليه الأحداث بشأن استقلال إقليم كردستان العراق، تلوح بوادر فشل إقليم كتالونيا في تحقيق حلمه للمرة الرابعة على التوالي.
وجاءت الإجراءات العنيفة التي اتخذتها الحكومة الإسبانية ضد الإقليم، والتي وصلت إلى ضرب، وسحل الناخبين، وإطلاق الرصاص المطاطي تجاههم، واضطرار مسؤولي اللجان إلى نقل صناديق الاقتراع في أكياس بلاستيكية، لتؤكد عزم إسبانيا على المضي قدما نحو إفشال الاستفتاء، وضرب شرعية نتائجه، لا سيما في ظل صمت يؤكد دعم المجتمع الدولي لحكومة مدريد.
وتخشى الكثير من الدول أن تمتد حمى استفتاءات الانفصال إلى أراضيها، وهو ما يجعل المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، يقف بالمرصاد رافضا أي محاولات لاستقلال كردستان العراق، أو كتالونيا.
وفيما يتعلق بالأخير، فإن الاستفتاء الانفصالي الذي تجري وقائعه اليوم، ليس المحاولة الأولى الفاشلة، لسلطة الإقليم؛ من أجل الاستقلال عن التاج الملكي الإسباني، وإنما هي محاولة تحمل الرقم 4، في سلسلة من المتوقع ألا تنتهي قريبا، وبخاصة بعد الإجراءات العنيفة التي اتخذتها السلطات هناك، والتي ستزيد بالطبع من رفض الكتالونيين البقاء ضمن إسبانيا.
ولم يكن الاستفتاء الأخير وليد هذا العام، أو حتى العام السابق عليه، إذ إن ترتيبات الانفصاليين لتنظيمه، بدأت في 2015، وكان من المتوقع تنظيمه في مطلع 2016؛ لولا العراقيل القانونية، التي ترتبت على قرار من المحكمة الدستورية الإسبانية ببطلان الاستفتاء، وهو ما حاول الكتالونيون مواجهته بالقانون أولا، قبل أن يقرروا تنظيم الاستفتاء، دون الاهتمام بقرارات القضاء الإسباني.
وقبل ذلك بثلاثة أعوام، وبالتحديد في 2012 اندلعت في الإقليم مظاهرات صاخبة، شارك فيها نحو مليون شخص، ملأوا شوارع برشلونة عاصمة الإقليم، دعما فكرة الانفصال عن إسبانيا، وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسباني، آنذاك، لتأكيد رفضه طلب الإقليم بالانفصال.
أما المثير فكان في عام 2014 حين نظم الإقليم استفتاء غير رسمي على الانفصال، شارك فيه نحو مليوني شخص، ووافق حينها أكثر من 88 % من المشاركين على الانفصال.
وجاء اختيار الرئيس الحالي للإقليم، العام الماضي؛ بناء على ما عرف عنه من دعم أكيد لفكرة الانفصال عن إسبانيا، فهل هناك محاولة مقبلة للانفصال، إذا تأكد فشل التجربة الحالية؟ أم أنها ستكون الأخيرة؟
مدن إفريقية على الطريق
ولم يقف الأمر عند حدود قارتي آسيا وأوروبا، وإنما امتدت عدوى الجمة الانفصالية إلى مدينة كاميرونية، أعلن مسؤولوها إجراء الاستعدادات اللازمة لإعلان استقلالها عن البلاد.
المدينة التي أعلنت نيتها الاستقلال عن الكاميرون، تسمى "بويا"، وأهلها يشكلون تكتلا للناطقين بالإنجليزية، الذين يصل عددهم إلى خُمس تعداد الشعب الكاميروني الذي يتحدث الفرنسية. وتعود قضية استقلال "بويا" إلى ستينيات القرن الفائت، فور اندماج جنوب الكاميرون، الذي كان خاضعا للاحتلال البريطاني، مع الشمال المستقل عن فرنسا، وسط شكاوى من الفئة المتحدثة بالإنجليزية، من تراجع الاهتمام بهم من قبل الدولة، ومعاملتهم كأقلية.
ومنذ ذلك الحاين تندلع ما فترة، وأخرى احتجاجات في "بويا"، تواجهها الدولة بالقمع الأمني، الأمر الذي دفع قادة الأقلية هناك، لإعلان قرب انفصالهم عن الدولة المركزية.