الانفصال لن يأتي بالخير.. أزمات تهدد بقاء كردستان وكتالونيا؟

الأحد، 01 أكتوبر 2017 06:00 م
الانفصال لن يأتي بالخير.. أزمات تهدد بقاء كردستان وكتالونيا؟
استفتاء كتالونيا
محمد الشرقاوي

يظنون أن بالانفصال خير، فلو كان ما بقيت الدول التي انفصلت في أزمات لا تنتهي، سياسية كانت أم عسكرية، الأمر ليس بالهين، وفق مراقبون فإن الدول الناتجة "استفتاءات حق تقرير المصير"، سرعان ما تفشل، وذلك أن أغلب تلك الدول تكون ناشئة نتيجة أزمات عرقية وإدارية مع دولة المنشأ.

أزمات عدة، ستتعرض لها الأقاليم المنادية بالانقسام، البداية مع "كردستان- العراق"، فهو معرض حال انفصاله لعدم وجود اعتراف دولي بالإقليم، وبالتالي لن يكلل له التأسيس، فالاعتراف الدولي أهم أركان "الدولة" وفق العلوم السياسية.

إضافة إلى فرض حصار دولي، من دول الجوار، العراق، وتركيا، وإيران، إضافة إلى رفض الولايات الأمريكية الانفصال، معتبرة في بيان رسمي للخارجية الأمريكية أن الانفصال سيزعزع استقرار المنطقة، ويصرف الانتباه عن الجهود الدولية المبذولة حاليا لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي.

كما أن الاتحاد الأوربي أعلن معارضته إجراء الاستفتاء، ودعا إقليم كردستان إلى عدم المضي في هذا الاتجاه، خاصة وأن الاتحاد يدعم وحدة وسيادة العراق، وأن إجراء الاستفتاء من طرف واحد غير مثمر ويجب تجنبه، يُضاف إلى هذا وجود قضايا خلافية بين بغداد وأربيل يجب حلها عن طريق الحوار السلمي بالاستناد إلى بنود الدستور العراقي.

كما أن هناك حظر جوي، تفرضه كلًا من دول الجوار والدول الرافضة للانفصال، أهمها توقف حركة الطيران الدولي من إقليم كردستان العراق وإليه اعتبارا من مساء يوم الجمعة 29 سبتمبر في إطار قرارات الحكومة ببغداد ردًا على تصويت الإقليم على الاستقلال.

 حيث علقت كافة شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية استجابة لإخطار من حكومة بغداد التي تسيطر على المجال الجوي العراقي.

رياح الانفصال تحوم في أجواء أسبانيا أيضًا، فإقليم كتالونيا يجري استفتاءًا للانفصال عن المملكة الأم، وبالتالي ستواجه عدة أزمات، لن تكلل له النجاح.

بنك "ناتيكسيس" الإسباني، نشر دراسة أوضح فيها أن مدينة برشلونة ستخسر الكثير في حال انفصالها عن أسبانيا، بدءًا بانخفاض عائداتها من التصدير بسبب تطبيق رسوم جمركية على سلعها الموجهة لأوروبا.

إضافة إلى مغادرة عدة شركات عالمية متمركزة في كتالونيا لا ترغب في تحمل تبعات مغادرة هذه المقاطعة للسوق الأوروبية المشتركة، كما تواجه كتالونيا خطر انخفاض الاستثمارات الأجنبية المباشرة، التي تأتي بنسبة 80 % من أوروبا.

وتواجه كتالونيا إمكانية التعرض لحملة مقاطعة من قبل السلطة المركزية، وهو أمر خطير بالنظر إلى أن نصف مبادلاتها التجارية تتم مع بقية أجزاء إسبانيا، رغم أن الانفصاليين يقللون من أهمية هذه الخطوة ويؤكدون أن حملة المقاطعة هذه لن تؤثر بشكل كبير على اقتصادهم المحلي.

وتطرقت الدراسة إلى مشكلة إلغاء اعتماد اليورو كعملة وطنية كتالونية، فرئيس المفوضية الأوروبية جون كلود يونكر أعلن عن عدم قبول كلتونيا في الاتحاد الأوروبي وهو ما يزيد من ضبابية مستقبل كتالونيا في حال استقلالها.

بعيدًا عن الأزمات الاقتصادية، فهناك أزمات ستواجه الإقليم تتمثل في احتمالية انقسام داخلي بالإقليم نفسه، يقول مراقبون إنه في حال نجاح إقليم كتالونيا في الاستقلال، فإن هذا الأمر سينعكس بمنتهى القوة على سكان إقليم الباسك، الأكثر تطرفًا من الكتالونيين. فالباسكيين سيقومون بالبحث عن كيفية استقلال إقليمهم بشتى الطرق.

الانفصال الكتالوني سيلقي بظلاله على المجال الرياضي خاصة نادي "برشلونة"، الذي سيعاني بشدة على المستوى الاقتصادي والكروي في حال ابتعاده عن الدوري الإسباني لكرة القدم.

أبرز الخسائر ستتمثل في عدم قدرته النادي على المشاركة الأوروبية لأن كتالونيا بعد استقلالها مباشرة لن تكون تابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم وذلك بانتظار مفاوضات ستستمر سنوات عديدة. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق