هلوسة الإخوان!
الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 02:00 م طلال رسلان
- جماعة الإخوان ودروب من الإسفاف والهذيان.. جيفارا ومانديلا وعمر المختار.. ومهدى عاكف!
«اكذب حتى يظن الناس أنك صادق، أو تصدق أنت نفسك».. هذه المقولة تلخص مبدأ وعقيدة جماعة الإخوان.. تاريخ من الإرهاب، التزييف، التناقض، واللعب على كل الأحبال، المهم المصلحة.. بالطبع مصلحتهم.
«اكذب حتى يظن الناس أنك صادق، أو تصدق أنت نفسك».. هذه المقولة تلخص مبدأ وعقيدة جماعة الإخوان.. تاريخ من الإرهاب، التزييف، التناقض، واللعب على كل الأحبال، المهم المصلحة.. بالطبع مصلحتهم.
بين جيفارا ومانديلا وعمر المختار.. انحصر وصف الجماعة لمرشدهم محمد مهدى عاكف، الذى توفى فى 22 سبتمبر 2107، هل ترى مدى التناقض بين الثلاث شخصيات السابقة هذا فعليا مبدأ وعقيدة الإخوان.. من الكفر بكل الأديان إلى الشيوعية ثم الإسلام «سنة وشيعة»، هذا درب من الإسفاف والهذيان.
نشر أحدهم على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»، صورة لمهدى عاكف وبجوارها صورة لعمر المختار معلقا: «لا فرق بين الصورتين إلا الزمان والمكان»!!.. لا نعلم فعلا ما علاقة مهدى عاكف بعمر المختار.. هل يقصد الجهاد؟.. ربما!، ولكن جهاد عاكف كان من منطلق «نحن نتقرب إلى الله بأعمال التنظيم الخاص».
ونشر آخر، بعد التدوينة الأولى مباشرة، صورة لـ«عاكف» بجوار تشى جيفارا، الثورى الكوبى الماركسى، الذى كفر بكل الأديان، لا نعلم أيضا ما علاقة مهدى عاكف بجيفارا، سوى أن هذا درب من الإسفاف لدى الجماعة.
ليس هذا ببعيد عن سياسة قادة الجماعة؛ التخبط والإسفاف والالتواء، فيما عُرف بمبدأ التقية، لم يتخلَّ الإخوان عن «تقيتهم» هذه فى أى لحظة من اللحظات.. آمن حسن البنا بها واعتبرها أصلا من أصول العمل الحركى للجماعة، وآمن بها كل من جاء بعده.
الجماعة تاريخ من الهذيان السياسى.. يحدثنا التاريخ أن الجماعة عندما كانت فى بدايتها، وبينما الإنجليز يتلاعبون كما يشاءون بالملك فؤاد ويحركونه كيفما شاءوا، يأخذون منه ما يريدون، ويسلبون إرادته حتى صار «مطية» لهم، فكرهه الشعب أيما كراهية، إلا أن الإخوان كانت لهم حاجة عنده وعند نظامه، فضلا عن صلتهم بالإنجليز، تلك الصلة التى أوردها الإخوان فى تاريخهم تلميحا، وأوردها الباحثون تصريحا، لذلك استخدم «البنا» التقية مع «فؤاد» وهو يخاطب الجماهير، وقال إن الملك فؤاد «ذخر للإسلام».
وبعد أن انتهى عهد فؤاد، جاء عهد ابنه فاروق الأول، وإذ أراد البنا الاستحواذ على فاروق أرسل له فرق الإخوان المسلمين تصطف فى الطرقات لاستقباله وتهنئه على سلامة العودة للبلاد لتسلم الحكم، وتمر السنوات ويقع فاروق فى أتون الفساد، فخرجت المظاهرات ضده منددة بفساده ورعونته ونزقه وعلاقاته النسائية وإدمانه للقمار، إلا أن البنا رسم لنفسه طريق التقية، فوصف فاروق بقوله إنه «ضم القرآن إلى قلبه ومزج به روحه».
وعندما تحرك مصطفى النحاس، رئيس حزب الوفد، على المستوى الشعبى والبرلمانى، مطالبا بتقليص الصلاحيات الدستورية للملك فاروق، وخرجت المظاهرات الشعبية من كل الأحزاب والتوجهات السياسية تهتف «الشعب مع النحاس»، فإذا بمظاهرات إخوانية تخرج لهم وكأنها جحافل مختبئة فى كهوف سرية، والغريب أن هتافات الإخوان لم تنضم لمظاهرات الوطن، ولم تطالب بما طالب به الشعب، ولكنها انحازت لفاروق، فأخذت تهتف وكأنها تتعبد لله «الله مع الملك»! وكأن البنا أخذ عهدا على الله أن يكون الله مع الملك!
ويستمر التاريخ فى فضح تقية الإخوان، تلك التقية التى استخدموها فى مواجهة المجتمع المصرى بأكمله، حتى إن المؤرخين المحسوبين على جماعة الإخوان، والذين تحالفوا معها فى أوقات كثيرة، ومنهم المستشار طارق البشرى، أبدوا استعجابهم من موقف الإخوان الذى كان مؤيدا ومتحمسا لرئيس وزراء مصر إسماعيل صدقى، الذى كان ملقبا بـ«عدو الشعب» وعن التحالف بين البنا وإسماعيل صدقى يقول طارق البشرى: «مع كل ذلك، يبقى تأييد الإخوان لإسماعيل صدقى عصيا على التبرير، فصدقى بأى معيار من المعايير هو رجل المصالح الأجنبية فى مصر».
لم يستطع البشرى تفسير تحالف البنا مع إسماعيل صدقى، مع أن طارق البشرى نفسه تحالف مع الإخوان فى كتابة تعديل للدستور هو الأسوأ فى تاريخ مصر! حتى إن كثيرا من الكتّاب، أطلقوا عليه «عدو الشعب»، ولكن الذى لم يره «البشرى» أن «البنا» تحالف باللسان والعمل مع إسماعيل صدقى من باب التقية، حتى يستطيع من خلاله الوصول إلى التمكين الذى يراه، تماما مثلما تحالف الإخوان مع البشرى ليضع لهم مادة فى الدستور تمنع الطعن على قرارات لجنة الإشراف على الانتخابات حتى يسمح للإخوان بالتزوير من خلال آلتهم البشرية الضخمة، فإذا ما تم التزوير عجز الشعب عن الطعن قضائيا على تغيير إرادته ووصل الإخوان للتمكين الذى يريدون!
قبل ثورة يناير وبعدها حين كشف بعضهم للرأى العام أن الإخوان عقدوا صفقة مع نظام مبارك عام 2005 خرجت القيادات تقسم بالله العظيم، والعيش والملح «وتـُربة أبوهم» إن الإخوان لم يعقدوا صفقة وإنهم أبرياء من هذه الفرية اللعينة والكذبة المفضوحة، ثم بعد أن مرّت على السنين سنين وقامت الثورة المصرية خرج المرشد السابق الرجل الصريح الأستاذ مهدى عاكف، وقال: «نعم عقدنا صفقة مع النظام السابق عام 2005 وجلسنا مع شخصيات أمنية كبيرة، واتفقنا على كل شىء، ثم التزم نظام مبارك بالصفقة فى المرحلة الأولى للانتخابات وقتها، ثم تراجع عن الاستمرار فى الصفقة بالمرحلتين الثانية والثالثة»!
يقول ثروت الخرباوى فى أحد مقالاته: هل تريدون المزيد من الحكايات الطريفة عن تقية الإخوان وموقفهم عندما يفتضح المخبوء فى أقبيتهم؟ عندك صفقة بيعة الإخوان لمبارك عام 1987، إذ وقف المستشار مأمون الهضيبى وقت أن كان رئيسا للهيئة البرلمانية ليعلن بيعة الإخوان لمبارك، وقال فى بيعته: «وجدناك شريفا فبايعناك، ووجدناك أمينا فبايعناك، ووجدناك وطنيا فبايعناك».
وعندما وعد مرشد الإخوان محمد بديع الشعب المصرى بأنه لن يترشح أحد من الإخوان فى انتخابات الرئاسة، إذا بالجماعة بعدها تقرر خوض انتخابات الرئاسة، وهو الأمر الذى يعتبر نكولا عن الوعد، فكتب أحد شيوخ الإخوان، ويُدعى الشيخ فوزى شداد، فى موقع «إخوان أون لاين» يوم 21/4/2011 دراسة شرعية تدور حول جواز النكول عن الحلف والوعد ثم أداء الكفـَّارة!!.