تحية عبدالناصر تكتب عن الأيام الأخيرة فى حياة القائد: عندما نجح ابنه فى الثانوية وطلب الذهاب إلى لندن قال له: لن تسافر قبل طرد اليهود من سيناء
الإثنين، 02 أكتوبر 2017 04:00 م
فى صيف 1970.. نجح فى الامتحان عبدالحكيم أصغر أبنائنا من السنة ثانية ثانوى الى الثالثة.
قبل الامتحان قال له الرئيس: اذا كانت النتيجة أكثر من 80 ٪ تطلب أى شيء تريده.
نجح عبدالحكيم بمجموع 84 فى المائة ودخل لوالده يخبره، وكان حكيم كل يوم ينتظر فرصة ليدخل لوالده فى حجرته فيصافحه ويقبله، واذا كان الرئيس أحضر كاميرا أو راديو أو جهاز تسجيل صغيرا، يلفت نظره ويقول له: هل أعجبتك ؟ وعند خروج عبدالحكيم من الحجرة يقول له: خذها معك.. ثم يقول لى:
إنه جدع لطيف
هنأ الرئيس ابنه عبدالحكيم وقبله وسأله: ماذا تطلب؟
رد عبد الحكيم قائلا: يا بابا أنا لا أريد شيئا السنة دى.. أريد أن أذهب إلى لندن لمدة أسبوع
فقال له الرئيس: إن لك اخوات فى الجبهة الآن فى الحر وأنت تذهب إلى لندن؟! إن شاء الله بعد ما نطلع اليهود أرسلك تسافر كما تشاء.
كنت أجلس مع الرئيس فى حجرته وتحدث معى عن أنور السادات نائب الرئيس وقال: إنه أطيب واحد ويحبنا.. ولا ينسى أبدا.. ودائما يقول لى أنا لا أنسى فضلك.. لم أكن فى الثورة وأنت بعت لى وجبتنى، وقال لى الرئيس: أنت عارفة إنه ما كانش فى الثورة وأنا بعت جبته؟ فقلت: نعم أعرف ذلك، ولم يكن أنور السادات فى القاهرة وقت قيام الثورة وأرسل الرئيس فى طلبه من رفح.
سافر الرئيس للاتحاد السوفيتى وذهبت إلى إسكندرية مع خالد وعبدالحكيم، وكان بعد انتهاء امتحان آخر السنة.
بعد انتهاء زيارة الرئيس لموسكو وقبل عودته عمل له فحص طبى، وأشار عليه الأطباء هناك أن يذهب إلى مكان قريب من موسكو..
وقالوا له: إنك لم تستكمل العلاج وقت النوبة القلبية وكان يلزمك وقت للراحة.. وكان ضمن المرافقين هيكل ورجع بعد انتهاء الزيارة فى موسكو.. طلبنى فى التليفون وقال لى: إن الرئيس يهديك سلامه وهو بخير وسيبقى فى الاتحاد السوفيتى أسبوعين للاستجمام .
بقيت فى إسكندرية حتى قبل رجوع الرئيس بيوم، ثم رجعت للقاهرة مع الأولاد لنكون فى استقباله، وكان قبل عيد ثورة 23 يوليو بأيام قليلة.
حكى لى الرئيس عن بقائه فى الاتحاد السوفيتى وأنهم قالوا له إنها الطريقة التى يمكن أن يستريح بها أن يبقى هناك، وقال: لقد قلت لهيكل أن يتصل بك عند حضوره مباشرة حتى لا تقلقى.. فقلت: نعم لقد كلمنى هيكل وطمأننى.
كان يوم 23 يوليو 1970 فى المساء وجلست كالعادة أمام التليفزيون مع أولادى نستمع لخطاب الرئيس الذى أعلن فيه الانتهاء من بناء السد العالى وهنأ الشعب ببناء السد.. وكان آخر خطاب له فى عيد الثورة.
مكثنا فى القاهرة بضعة أيام وقال لى الرئيس: لا داعى للبقاء هنا فى الحر، اذهبى والأولاد لإسكندرية.. وإن شاء الله سأحضر بعد أيام قليلة.
أمضى الرئيس فى إسكندرية 11 يوما قضاها فى شغل كالعادة ورجع للقاهرة، ثم سافر للخرطوم لحضور مؤتمر.
فى أول سبتمبر سافر الرئيس إلى ليبيا لحضور احتفالات الثورة، وكان أول عيد لثورة ليبيا.. وبقى هناك أيام قليلة، وفى يوم 12 سبتمبر رجعت للقاهرة مع خالد وعبدالحكيم.. وكان اليوم السبت إذا أراد حكيم أن يقضى فى إسكندرية يوم الجمعة، هل تأتى معى إلى مرسى مطروح؟
فى اليوم التالى خرج الرئيس فى المساء وذهب للقيادة كالعادة ورجع فى ساعة متأخرة.
فى يوم الثلاثاء.. وكان الرئيس سيغادر القاهرة فى المساء بالقطار للاسكندرية ويبيت فيها، ثم يذهب بالقطار أيضا لمرسى مطروح فى اليوم التالى.. قال إنه سيزور القوات المسلحة هناك وسيرافقه وزير الحربية وحسين الشافعى، وسيحضر الرئيس الليبى معمر القذافى فى زيارة ليوم واحد، أثناء تناولنا الغداء قال لى: هل تحضرين معى؟
قلت: إنه يسرنى أن أذهب معك لمرسى مطروح، غادرنا القاهرة ومعنا عبدالحكيم، ونحن فى القطار قال الرئيس:
لم أر عبدالحميد منذ حوالى شهرين.. وقت الإجازة كنت فى موسكو، وعندما رجعت كان عبدالحميد فى رحلة مع الكلية فى البحر، وغدا إن شاء الله سأغادر إسكندرية وضحك.. وكان وزير الحربية جالسا معنا.
فى الصالون، بعد وصولنا للمعمورة.. حوالى الساعة التاسعة مساء طلبنى عبدالحميد بالتليفون وقال: لقد قالوا لى أن أخرج وأحضر للبيت.. يا ماما أنا لا أريد أن أخرج بمفردى فى غير وقت الخروج، إنى أشعر بإحراج ولا أريد الحضور للبيت الآن.. وسألنى: هل طلبتم خروجى؟ وكان متضايقا وهو يتحدث. ودخل الرئيس أثناء الحديث فقلت له: عبدالحميد يتحدث.. فأخذ السماعة وحياه بحرارة وقال له: وحشتنى جدا يا ميدو..
كما تريد.. افعل ما يريحك.. فقلت: فليحضر لنراه.. فقال لى الرئيس: إنه جدع حساس وضحك وقال: إنه وزير الحربية الذى طلب خروجه بعد الحديث فى القطار، ثم دخل حجرته، بعد وقت قصير.. وكان يتحدث بالتليفون وكنت فى الصالة ورأيت عبدالحميد أمامى، استقبلته بحرارة ودخلت معه للرئيس فى الحجرة فصافحه وقبله ثم قال له وهو يضحك: إنك تدخن.. وسأله عن عدد السجائر والتى يدخنها وقال له: لا تدخن كثيرا حتى لا تضر بك، بعدين، جلسنا نتناول العشاء وقال عبدالحميد: لقد رفضت الخروج، وبعد شويه قال لى الضابط النوبتشى: إنك يجب أن تخرج الآن فلدينا أمر بخروجك، فسأله الرئيس ومتى سترجع الكلية؟ قال: إنهم قالوا لى أرجع الكلية الساعة العاشرة صباحا غدا، لكن يا بابا أريد أرجع الليلة حتى أكون مع الطلبة فى الصباح.. فقال له الرئيس: اذهب يا ابنى كما تريد، وصافحه ودخل حجرته.
وصلنا مرسى مطروح فى المساء.. وكان الاستقبال من الجماهير كالعادة حارا، وذهبنا لنقيم فى بيت المحافظ وكان خاليا.
كان الرئيس يخرج فى مرسى مطروح، وفى مرة كان سيمشى على البحر فقال لى: تعالى معى، وذهبنا لبيت قريب من البيت الذى نقيم فيه وقال: إنها استراحة يقيم فيها حسين الشافعى، وكان حضر بعد أن أخذ حماما فى البحر.. مكثنا وقتا قصيرا معه ورجعنا البيت.
فى اليوم التالى حضر الرئيس الليبى معمر القذافى ومعه عدد من أعضاء مجلس الثورة، ومكثوا يوما واحدا، وفى يوم السبت غادرنا بالقطار للإسكندرية، وفى الطريق أثناء سير القطار وفى المحطات كان الأهالى ومعهم أولادهم يقفون لتحية الرئيس، فنظر لى وقال: إننى اشتغل من أجل هؤلاء.. فقلت: إنهم فى مظهر أحسن من قبل فرد وقال: أريد أن ينال هؤلاء الأطفال فرصة التعليم والعلاج والمظهر كخالد ابننا.. لم يحن الوقت بعد.
وكان الرئيس يتأثر عند رؤيته لطفل يشتغل عند أسرة كخادم، وكان يقول لى: إنها مشكلة لا تحل إلا بالتدريج، ويستطرد: ليس فى وسعى عمل شيئا إلا العمل باستمرار على رفع مستوى الفلاح فى القرية والكادحين ونشر التعليم..
بقينا فى إسكندرية حتى يوم الإثنين 21 سبتمبر.. لم أره يستريح، وكل وقته كان مشغولا بمتابعة أخبار الاعتداء على الفلسطينيين فى الأردن..وأمضى يومى الأحد والإثنين يمهد لمؤتمر قمة عربى، ويطلب الرؤساء والملوك العرب بالتليفون، ويتحدث معهم، وقال لى: سنغادر الإسكندرية.
أثناء الطريق تحدث بالتليفون وهو فى العربية وعلم أن الرئيس الليبى معمر القذافى يصل فى نفس الليلة فقال لى بعد وصولنا:
سأخرج لاجتمع مع الرؤساء الذين وصلوا ورجعنا البيت بمنشية البكرى، وكانت الساعة حوالى العاشرة مساء،. استبدل الرئيس ملابسه وخرج.. رجع فى الساعة الثالثة صباحا.
اليوم التالى الثلاثاء خرج فى الصباح ورجع قبل تناول الغداء، يوم الأربعاء خرج فى الصباح وتناول الغداء مع الضيوف وظل خارج البيت، وفى المساء خرجت لزيارة إحدى قريباتى.. دعوتها أن تحضر معى للبيت لتشاهد فيلما فى السينما، عندما رجعت إلى البيت وجدت الرئيس فى حجرته.. دخلت له فوجدته يستعد للخروج.. تبادلنا التحية وقلت له:
لقد كنت عند قريبتى وأحضرتها معى لنشاهد فيلما فقال: أحسن فلتتسلّ معها، ثم أضاف: سأذهب وأبقى فى الهيلتون مع الضيوف حتى ينتهى المؤتمر.. وحيانى وخرج حتى المدخل بجوار السلم.. وخرجت معه ووقف حوالى دقيقتين يقرأ فى نوته صغيرة ثم حيانى ونزل السلالم.. وبقيت واقفة فنظر لى مرة ثانية وهو ينزل السلالم.
ظَل الرئيس فى الهيلتون.. وكنت أتتبع الأخبار فى الجرائد والإذاعة والتليفزيون، وفى يوم الأحد، وكنت جالسة أمام التليفزيون وكانت نشرة الأخبار الساعة التاسعة مساء تقرأها المذيعة سميرة الكيلانى وقالت: لقد تم الوفاق واختتم المؤتمر أعماله، وغادر الضيوف منالملوك والرؤساء القاهرة، وكان فى توديعهم الرئيس وسيغادر الباقى غدا.. فهللت من الفرحة وصفقت بيدى، وكانت ابنتى منى حضرت فى هذه اللحظة، وبعد انتهاء نشرة الأخبار قالت لى: نشاهد يا ماما فيلم فى السينما؟ ونزلنا للدور الأول.
وفى الساعة العاشرة والنصف جاء لى السفرجى يقول:
لقد حضر سيادة الرئيس.. فقلت لمنى: فلتكملى أنت الفيلم وسأصعد وتركتها، دخلت الحجرة وجدت الرئيس راقدا على السرير.. صافحته بحرارة وقلت له: الحمد لله لقد سمعت نشرة الأخبار وفرحت جدا
وهللت.. فقال: الحمد لله.. وكان قد طلب العشاء وسألنى:
هل تناولت عشاءك؟ فقلت: نعم.. وجلست معه ولم يأكل إلا اللبن الزبادى ورجع إلى السرير.
لم تستكمل منى مشاهدة الفيلم وطلعت ودخلت حجرة والدها وصافحته وجلست معه على طرف السرير، وحضر خالد أيضا وصافحه وجلسا فى الحجرة قليلا يتحدثان مع والدهما.
ظل الرئيس يتحدث فى التليفون حتى الساعة الثانية عشرة ثم قال: سأنام مبكرا، وغدا سأذهب فى الصباح لتوديع الملك فيصل وأمير الكويت.. وأطفأ النور ونام.
فى الصباح استيقظ الرئيس قبل الثامنة، وحضر الدكتور الخاص وكنت قمت وخرجت من الحجرة ودخلت حجرتى، وكنت أستعد للدخول
للرئيس فى حجرته لأتناول معه الافطار فدخل لى فى الحجرة لتحيتى قبل خروجه وقال: سأذهب للمطار.. ووجدت الافطار قد جهز فى حجرته ولم يتناول شيئا، وعلمت أنه تناول فاكهة فقط.
رجع الرئيس فى الساعة الثانية عشرة وحضر الدكتور الخاص ودخل له، وكنت سأدخل للرئيس ووجدت الدكتور يجرى له فحص رسم قلب فرجعت ولم أدخل له فى الحجرة، ثم بعد ذلك خرج الرئيس مرة ثانية لتوديع أمير الكويت.
رجع الرئيس من المطار فى الساعة الثالثة بعد الظهر، وعند خروجى من حجرتى وجدت ابنتى هدى تستعد لتذهب الى بيتها بعد أن انتهت من الشغل، وكانت تجلس فى مكتب والدها فى الدور الثانى تعمل سكرتيرة له منذ عام. وكان الرئيس بعد مضى بضعة شهور من شغلها معه قال لى:
إن هدى الآن تدربت على العمل معى وتعلمت
وبتريحنى.. وكان سعيدا بها.
قالت لى هدى بصوت خافت.. وكنت مشيت حتى باب حجرة النوم: إن بابا تعبان وسينام.. فرآنى وقال: تعالى يا تحيه.. فدخلت الحجرة، وأشار لى بيده وهو راقد على السرير أن أجلس.. فجلست على طرف السرير فسألنى: هل تناولت الغداء يا تحيه ؟ قلت: نعم تناولته مع الأولاد.. فقال لى: أنا مش هاتغدى.. وأشار لى بيده أن أبقى كما أنا جالسة.. فبقيت حوالى عشر دقائق وهو راقد لم يتكلم.
وحضر الدكتور الصاوى حبيب فقال له الرئيس:
ادخل يا صاوى فدخل، وقمت كعادتى عند دخول الأطباء له فى الحجرة وخرجت الى المكتب، فقال الدكتور: نريد عصير.. فذهبت وأحضرت عصير برتقال وليمون جهزته بنفسى بسرعة وحملتهما ودخلت له فى الحجرة..
وقلت: هذا برتقال محفوظ وليمون طازج فقال: آخذ برتقال، وشرب الكوب وأنا واقفة وقال لى: متشكر.
خرجت من الحجرة وجلست فى حجرة المكتب، وبعد دقائق حضر دكتور اختصاصى.. منصور فايز فقلت له بالحرف: انت جيت ليه يا دكتور دلوقتى ؟
أنا لما بأشوفك بأعرف إن الرئيس تعبان وبأكون مشغولة.. فرد وقال: أنا معتاد أن أحضر كل أسبوع فى يوم الاثنين واليوم الاثنين.. ودخل للرئيس.
بقيت جالسة فى حجرة المكتب وسمعت الرئيس يتحدث، وسمعت الراديو.. نشرة الأخبار فى اذاعة لندن.
قالت لى منى ابنتى: بابا بخير والحمد لله.. تعالى نخرج من هنا. وخرجت معها وجلسنا على الترابيزة فى حجرة السفرة، وبعد دقائق جاء لى الدكتور الاختصاصى وقال: الرئيس الآن تحسن واذا أردت الدخول له فلتدخلى.. وأخذ يدخن سيجارة فقلت له: لا داعى حتى لا يشعر إنى
قلقة. بعد لحظات جاء الدكتور الصاوى يجرى مسرعا وقال: تعالى يا دكتور.. ودخل الدكتور يجرى، ودخلت لحجرة المكتب ومنعتنى منى من الدخول لوالدها وقالت: إن بابا بخير لا تخافى يا ماما، وأجلستنى فى حجرة المكتب وجلست معى. وبعد فترة حضر دكتور آخر ثم دكتور ثالث.. فدخلت عنده ووجدت الأطباء بجانبه يحاولون علاجه.. وكنت أبكى وخرجت حتى لا يرانى الرئيس وأنا أبكى، ثم دخلت له مرة ثانية وازداد بكائى وخرجت وجلست فى حجرة المكتب، ودخل عدد من السكرتارية، ثم حضر حسين الشافعى ومحمد حسنين هيكل..
وكل واحد يدخل الحجرة ولا يخرج منها.. وكنت أبكى.
أصرت منى أن أخرج الى الصالة فكنت أمشى وأقول: جمال جمال.. ووجدت الكل يخرج وينزل السلالم فدخلت مسرعة.. رأيت حسين الشافعى يخرج من الحجرة يبكى ويقول: مش معقول يا ريس.
وحضر خالد وعبدالحكيم فى هذه اللحظة ولم يكونا فى البيت ولا يدريان شيئا، ودخلا مسرعين، وحضرت هدى وكانت لا تعلم بما جرى بعد ذهابها لبيتها.
دخلت للرئيس ووقفت بجواره أقبله وأبكيه، ثم خرجت من الحجرة لاستبدل ملابسى والبس ملابس الحداد. ونزلت مسرعة الى الدور الأول ووجدت الكل.. الأطباء والسكرتارية وهيكل وحسين الشافعى وأنور السادات حضر..
والكل واقف فى الصالون.
قلت لقد عشت ثمانية عشر عاما لم تهزنى رئاسة الجمهورية ولا زوجة رئيس الجمهورية.
وسوف لا أطلب منكم أى شىء أبدا.. أريد أن يجهز لى مكان بجوار الرئيس لأكون بجانبه..
وكل ما أرجوه أن أرقد بجواره.
والآن أعيش المرحلة الثالثة من حياتى حزينة أبكيه.. وقد زاد حزنى حسرة، وسأظل أبكيه حتى أرقد بجانبه فى القبر.