خطاب زعيم تنظيم داعش الإرهابي.. البغدادي متخبطا يغشى عليه من الموت (تحليل)

الخميس، 28 سبتمبر 2017 10:47 م
خطاب زعيم تنظيم داعش الإرهابي.. البغدادي متخبطا يغشى عليه من الموت (تحليل)
محمد الشرقاوي

"إذا نزل بك البلاء فالجأ إلى السماء".. ملخص خطاب زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، حيث دعا مقاتلي التنظيم إلى مواصلة الجهاد والإكثار من الدعاء وحذرّهم من إلقاء السلاح أو التفاوض أو الاستسلام، ففي مواطن عدة أخذ يمني مقاتليه بأن من يُقتل فسيلقى في الجنة 72 زوجة من الحور العين.

هزائم داعش في مناطق عراقية وسورية، كانت بمثابة "ابتلاء" لزعيم التنظيم والذي زعم أن عناصره "صمدوا" على أرض الموصل و"لم يسلمّوها إلا على جماجمهم وأشلائهم بعد سنة من القتال"، إضافة لمعاركهم في سرت والرقة والرمادي وحماة بشكل خاص، متابعًا: "لقد أيقن القادة وأجنادها أن الطرق الموصلة إلى النصر والتمكين، هي الصبر والثبات أمام الكفار مهما تحالفوا وحشدوا".

كلمة البغدادي والتي جاءت كأول إصدار بعد سقوط عاصمة التنظيم الأم مدينة الموصل على يد القوات العراقية، في عملية عسكرية دامت لأكثر من 10 أشهر، بدت كمحاولة يائسة لتثبيت من تبقى من جنود تنظيم الدولة.  

عمليات الموصل
 

كذلك حاول إثبات وجوده على قيد الحياة، بالتطرق إلى قضايا سياسية ودولية، فتحدث عن استفتاء إقليم كردستان وملف كوريا الشمالية واجتماع أستانة حول سوريا، على الرغم من اعترافه بهزائم التنظيم "قدمنا سيلًا من الدماء والأشلاء في الموصل والرقة".

محاور عدة اشتملت عليها كلمة زعيم التنظيم، والذي بدا كمحلل سياسي للأوضاع على الساحة السورية، قل إن أمريكا تفقد مكانتها كدولة وحيدة ترأس دول العالم، وأن الولايات  التي صوّرت للناس أنها الدولة العظمى الوحيدة، تفقد مكانتها كدولة وحيدة ترأس دول العالم فقد أصبحت دولة منهكة بديون هائلة.

اعتبر البغدادي في كلمته بعنوان: "وكفى بربك هاديًا ونصيرًا" الوضع السياسي الأمريكي فتح المجال أمام ظهور روسيا كقوة عظمى بدلاً من واشنطن تتحكم بالملف السوري، وقال إن هذا ما حصل مؤخرًا في اجتماع أستانة وما نتج عنه من قرارات.

اجتماعات استانة
اجتماعات استانة

 

بدا البغدادي مشتتًا، في الكلمة التي بثتها مؤسسة "الفرقان"، منبر داعش الرسمي، جاءت في 46 دقيقة صوتية، فتحدث عن الأزمة التركية الكردية، فقال إن تركيا تعيش مخاوف عديدة من تمدد الكرد على حدودها، ما يدفعها إلى قتالهم حتى لا يطمع كرد تركيا في الاستقلال أيضًا ولكنها لا تقدم على محاربتهم خشية من غضب أسيادها الأميركيين والأوروبيين".

دلائل عدة، أكدت على أن التنظيم يعيش في الرمق الأخير في حواضنه الأم بسوريا والعراق، أولها، معاودة الحديث عن الفصائل السورية والتي تتبنى أيدلوجية دينية تتبع تنظيم القاعدة الإرهابي، وعلى رأسها جبهة النصرة – فتح الشام، والتي كانت إحدى ألويته حتى عام 2013.

فصائل سورية
فصائل سورية

 

البغدادي في حديثه خاطب الفصائل بالانضواء تحت راية داعش والعودة تحت قيادته مجددًا، بهدف توحيد جبهات القتال ضد النظام السوري والميليشيات الداعمة له والقوات الروسية، قائلًا: "أفيقوا من ثباتكم يا أهل السنة في الشام وعودوا إلى ربكم"، ما اعتبره مراقبون استجداء للفصائل السورية لتعويض النقص العددي في صفوف التنظيم.

في ظل حديثه عن الفصائل السورية، اعترف بالدعم التركي لها، مطالبًا قادتها بعدم الانصياع لتعليمات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بقوله: "لا يغرنكم الإخواني التركي المرتد".

كذلك الحديث عن العودة من جديد للأراضي التي حررتها قوات الجيشيين العراقي والسوري، على مدار الأعوام الماضية، زاعمًا أن أنصاره يسيرون على درب الصحابة للإعلاء من شأن الإسلام، حتى يجرى استعادة رايته وعودة الأراضي مرة أخرى.

 

22119090_1908491749477800_1740963111_n
 

من بين اعترافات "البغدادي"، أن عناصره يعيشون "انتكاسة نفسية" بعد الهزائم المتكررة في الآونة الأخيرة، وهو ما بدا في حديثه عن المؤسسات الإعلامية التابعة للدول المحاربة للإرهاب، داعيًا من أسماهم أنصار التنظيم: "اجعلوا مراكز إعلام دور الكفر في مرمى أهدافكم ودور حربهم الفكرية ضمن الأهداف".

كذلك أصدر أوامره بعدم الحديث عن الخسائر والهزائم، بقوله: "إياكم أن يحدث أحدكم نفسها بالهزيمة أو الخسائر أو المفاوضة أو الاستسلام وتسليم سلاحه"؛ وذلك لوقف نزيف الروح المعنوية.

وكعادة داعش توجيه تهديدات للدول الأوربية والمدنيين، حيث تضمن خطابه رسائل للذئاب المنفردة بتنفيذ عمليات، وهو ما يعني أن تكون كلمته إشارة لبدء موجة إرهاب جديدة ضمن استراتيجة "الإنهاك والنكاية"، وتهدف لتحقيق خسائر كبيرة بأقل الخسائر.

صحيفة التلجراف البريطانية، في تقرير سابق لها، أول الشهر الجاري، قالت إن زعيم "داعش"، أمر بالتحضير لهجمات إرهابية في بريطانيا ودول أوروبية أخرى، كرد فعل على الهزائم التي يتعرض لها في سوريا والعراق، ما يعني أن رسالته الآن إشارة بدء الموجة.

وفي الوقت الذي بث فيه زعيم التنظيم كلمته، نفذت المفارز الأمنية للتنظيم، 3 عمليات متفرقة في سوريا، أسفرت الأولى عن السيطرة على 4 قرى سورية وأسر جنديين روسيين، وقتل 65 جندي من القوات النظامية السورية والمعاونة لها، والعملية الأخرى أسفرت عن مقتل أكثر من 15 جندي نظاميًا، وأخرى كانت أكثر بشاعة أسفرت عن مقتل أكثر من 100 جنديًا سوريًا.

22092897_1908490732811235_1260627133_o

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق