السم في العسل.. الـ"فاروا" يهدد بإهدار 10 ملايين دولار صادرات "النحل" سنويا (الحلقة 3)
الخميس، 28 سبتمبر 2017 08:00 مهناء قنديل
تواصل "صوت الأمة" إلقاء الضوء على التراجع الذي تشهده صناعة العسل، بسبب الإهمال، وغياب الرقابة، وتراجع دعم الدولة للنحالين.
وبعد أن رصدنا في حلقات سابقة تفاصيل غش العسل، وكيفية التفرقة بين السليم، والفاسد من أنواعه المختلفة، نناقش هذه المرة، جانبا جديدا من المشكلة التي تهدد مستقبل هذه الصناعة في مصر، وتنذر بضياع نحو 10 ملايين دولار، عائدا سنويا من تصدير النحل المصري.
ويعد مرض "فاروا" من أخطر ما يواجه النحل المصري، الذي يعد من السلالات العريقة عالميا؛ إذ إنه دخل إلى مصر عبر طورد نحل قادمة من الخارج، لم تخضع للرقابة الكافية.
ويؤدي هذا المرض إلى انتشار ثقوب في أجسام النحل؛ الأمر الذي يمنعه من الطيران، وهو ما دفع الخبراء، إلى التحذير من انهيار مقومات هذه الصناعة المتميزة في مصر، خاصة إذ أضيف إلى الأمراض التي تؤدي إلى ضعف الإنتاج، غياب التنسيق بين المزارعين ومربي النحل، وارتفاع تكاليف التربية.
ويقول المهندس أحمد عبد الرحمن، الخبير في تربية النحل، إن مصر تعاني من غياب العمل المؤسسي المنظم، الذي يهتم بتربية النحل، مشيرا إلى أن وأغلب النحالين يعملون بشكل فردي، وهو ما أدى إلى التدهور الحاصل الآن؛ في ظل رش المزروعات بأنواع من المبيدات الضارة للنحل، والتي تمده بغذاء يصيبه بالأمراض، فضلا عن مرض الـ"فاروا"، الذي انتشر مع الاستيراد غير المراقب.
ولفت "عبد الرحمن" إلى أن مرض "فاورا"، ليس له علاج حتى الآن؛ وهو ما يؤثر على معدلات الإنتاج للخلية، وتخفضها من 30 كيلوجرام عسل، إلى 4 كيلوجرامات فقط، محذرا من أن صناعة النحل المصرية، باتت على وشك فقدان أسواقها التي اعتادت الاستيراد من مصر، وهي: الإمارات، والكويت، ولبنان.
وألقى خبير تربية النحل الضوء على قضية غياب رقابة الدولة، مشيرا إلى أن حالات الغش فى مواصفات المنتج؛ أصبحت تسيء لسمعة مصر في هذا المجال، مطالبا بإنشاء كيان نقابي، يجمع النحالين، ويعمل على تدريبهم بشكل جيد؛ ينمي الصناعة، ويدفعها للانتشار في جميع أنحاء العالم.
ويرى محمد بلتاجى، نحال، أن البيئة المناسبة للتربية في المناطق الزراعية، يجب أن تحتوي على زراعات رحيقية، بعيدة عن الروائح الكريهة كالمصارف وخلافه، مع توافر مياه نظيفة.
وكشف عن أطوار بيض النحل فأوضح أن الملكة تضع نوعين من البيض، إما أن يكون مخصبا ينتج عنه إناث شغالات، وملكات، أو غير مخصب ينتج عنه الذكور، وذلك في دورة تكاثر سريعة عمرها ٢١ يوما، في فبراير ومارس وإبريل، مشيرا إلى أن عسل البرسيم هو أفضل أنواع العسل.
ويقول الدكتور خالد الشافعي، خبير تربية النحل، إن تصدير خلايا النحل، يمثل رافدا اقتصاديا مهما، في ظل اعتماد الاقتصاد الوطني الكبير على المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مطالبا بتنمية هذا النوع من المشروعات، والتصدير إلى جميع أنحاء العالم، عبر خطة واضحة تشرف عليها وزارة الزراعة، وتعمل على جذب الاستثمارات لصناعة النحل.
وأوضح أن مصر تصدر نوعين من طرود النحل، الأول بالأقراص، وهو عبارة عن ٥ براويز مغطاة بالنحل، والثاني طرد النحل المرزوم، وهو عبارة عن كيلوجرام من النحل به ملكة صغيرة.
ويؤكد أن نحل العسل ثروة قومية فى العالم كله، وهو العمود الفقري للزراعة؛ لأن النحل يعمل على زيادة إنتاجية المحاصيل الزراعية فى العالم، إلى الضعف.
وأشار إلى ضرورة أن يكون المكان مناسبا تتوافر فيه المحاصيل الرحيقية، وأن يتمتع النحال القائم على المنحل بالكفاءة الفنية في ﺇدارة المنحل، مشيرا إلى أن صر حصلت على الترتيب الـ٢١ على مستوى العالم في تصدير النحل، وإنتاج الطرود.
ويمكن حصر أهم مناطق إنتاج العسل في مصر كالتالي: قرية حنون بمحافظة الغربية التي تعتبر معقل تربية النحل، وتحتل صدارة إنتاجه في مصر، وتصديره للدول العربية والأوروبية.