فيروسات "قنوات الأطفال" تضرب عقول الصغار بالأمراض.. و"التوحد" الأكثر انتشارا
الخميس، 28 سبتمبر 2017 04:00 مهناء قنديل
تزايدت خلال الفترة الأخيرة، شكاوى الآباء، والأمهات، من ارتفاع معدلات الاضطراب النفسي لدى أطفالهم، بعدما وصلوا إلى سن الخامسة، في حالة طبيعية.
وشهدت عيادات الطب النفسي، ارتفاعا ملحوظا في زيارات الآباء لعرض أبنائهم من الجنسين، على الأطباء؛ بعد ظهور أعراض غريبة على سلوكهم دون سبب مفهوم، وانتشرت الشكاوى على صفحات السوشيال ميديا، وهو ما دفع «صوت الأمة»، للبحث عن أسباب هذه الظاهرة، وعلاجها.
- السوشيال ميديا تشتعل
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي، بحكايات الأمهات، والآباء حول إصابات أبنائهم، بالأمراض النفسية، بسبب البقاء مدة طويلة أمام القنوات الفضائية، التي تعرض مواد موجهة للأطفال في سن مبكرة.
وتقول أم على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، محذرة باقي الأسر: «احذروا ما تفعله بكم قنوات الأطفال، ومشاهدتهم الأناشيد والأغاني، التي تذيعها، مثل: طيور الجنة، وكراميش، وبراعم، وغيرها».
وأضافت: «وإليكم ما يحدث بناء على ما شرحه لي الطبيب الذي ذهبت بابني إليه؛ للتعرف على أسباب تغير سلوكه إذ قال لي الطبيب، إن هذه القنوات تجعل الطفل يستمتع بالإيقاع، كونه لا يفهم الكلمات، ثم يحاول التركيز على التصوير، والذي يكون عبارة عن صور مختلفة تعرض الواحدة تلو الأخرى بسرعة خاطفة لا يمكن لدماغ الطفل اللحاق بها أو تخزينه، فنجد الطفل يلتصق بشاشة التلفاز محاولًا تتبع حركات الأطفال ورقصاتهم في ذلك التصوير، فإذا استمر شهورا، يبدأ في التغير، فيبدو عليه تشتت في الانتباه، وإطلاق صرخات بين الفينة والأخرى وفرط في الحركة وعدم الإندماج مع محيطه، مع تعسر النطق وظهور أعراض طيف توحدي».
وأتمت: «أعزائي الآباء والأمهات، لا أحد يريد أن يرى ابنه في هذه الحالة، فلا تألوا جهدا في تمضية الوقت معهم في أعوامهم الأولى الحرجة وعدم وضعه أمام التلفاز مفضلين صمته على صحته ليتمتعوا بصحة عقلية وجسدية كتلك التي تمتعتم بها في طفولتكم، تمتع بأبنائك وهم صغار فسوف تمر الأيام بسرعة، ولن يبقى لك من براءتهم وطفولتهم إلا مجرد ذكريات».
- القنوات الفضائية سر الأزمة
البداية كانت عند الاستشاري النفسي والتربوي الدكتور مصطفى أبوسعد، الذي أجرى دراسة منشورة حذر فيها من القنوات الفضائية، وبخاصة الموجهة للأطفال؛ مؤكدا أنها المسؤول الأول عن تصاعد معدلات الاضطرابات النفسية لدى الأطفال، لا سيما بين الثالثة، والخامسة من العمر.
وأوضح أنه كشف عن خطورة مشاهدة الأطفال في سن مبكرة، لبرامج القنوات التي تبث في محيط الوطن العربي بأكمله ومنها، وتعرض الأناشيد والغناء والرقص، مشددا على أن المواد الفيليمة المتنوعة التي تبثها هذه القنوات، مثل: طيور الجنة، وأجيال، وغيرها؛ تؤثر على قدرات الطفل في النطق، والتواصل، والذاكرة الخيالية.
وأشار «أبوالسعد» إلى أن مرض التوحد هو الأكثر انتشارا بين الأطفال الذين يشاهدون هذه القنوات، لافتا النظر إلى أن بعض الأعراض التي تبدو بسيطة في بدايتها، تكون مؤشرا خطيرا على سقوط الطفل ضحية المرض، ومنها: عدم استجابة الطفل عند النداء عليه، وحرصه على اللعب بمفرده دوما والحركة المفرطة أو الخمول، إلى جانب عدم إدراك الخطر، وعدم التواصل البصري، ونوبات البكاء، أو الضحك، المفاجأة.
ولفت «أبوسعد»، إلى أن وضع الطفل تحت تأثير صور سريعة للأطفال والكبار، ومتنقلة بين الرقص والحركة، إلى جانب موسيقى والإيقاعات، التي تتم بلهجات غريبة عن التي اعتاد سمعها في محيطه الأسري؛ يدفع الطفل للتركيز في الإيقاع، نظرا لعدم فهمه للكلمات، مما يجعله ينقطع عن التواصل مع المجتمع المحيط به.
وحول روشتة العلاج أكد الخبير النفسي ضرورة اتباع الإرشادات التالية:
* إبعاد الأطفال كليا عن قنوات الرقص والغناء.
* محاورة الطفل لمدة ساعة يوميا دون اشتراط أن تكون متصلة.
* قراءة القصص لأطفال بصوت مرتفع وبطيء والتركيز على مخارج الحروف وتكرار الجمل.
* إشراك الطلاب مع مجموعة من الأطفال في اللعب، مع اعتماد فترات للتلوين واللعب بالطين وضمهم وحضنهم لتهدئتهم من آثار الرقص والغناء.