جولة في بنك المعرفة المصري.. تجربة تستحق التأمل

سعادة لا توصف فور الإعلان عن إنشاء بنك المعرفة المصري والذي يتيح المواد العملية والثقافية للمواطن المصري مجانا، حيث أعلنت رئاسة الجمهورية في 14 نوفمبر 2015، إطلاق مشروع "بنك المعرفة المصري"، باعتباره خطوة نحو بناء المجتمع المتعلم عن طريق إتاحة العلوم والمعارف الإنسانية بشكلٍ ميسر لكل مواطن مصري.

و"بنك المعرفة المصرى" هو أكبر مكتبة رقمية في العالم تتكون من المحتوى المعرفى لأكبر دور النشر في العالم مثل "سبرنجر-نيتشر، ناشونال جيوجرافيك، ديسكفرى، إيلسفير، كامبريدج، أكسفورد، بريتانيكا، أميرالد، ثومسون رويترز والعشرات من الناشرين.

سعادتي حينها وأصدقكم القول، أنه قفذ إلى ذهني جملة لن أنساها:"يعني خلاص مش هشتري كتب"، خاصة أن شراء الكتب كان يلتهم نصف راتبي، وبعد التأني وتجنيب المصلحة الشخصية (توفير فلوس الكتب) فكرت كثيرا في قدرة هذا المشروع على إعادة التنوير والثقافة لمجتمع أحوج ما يكون للقراءة والتعلم.

بعد أن تم إتاحة الموقع إلى الجمهور بداية عام 2016، كنت انتظرت كثيرا هذه اللحظة لأكون أول الملتهمين من مادته العملية والثقافية، وأكبر المستفيدين منه.

"صوت الأمة" تأخذكم في جولة لبنك المعرفة المصري، لنتحرك في أقسامه، ونتخيل أننا دخلنا إلى غرفة كبير تضم ملايين الكتب في المجالات المختلفة.

 

الدخول إلى الموقع بالطبع يحتاج جهاز كمبيوتر وإنترنت، وبعدها يمكنك الدخول إلى هذه الموقع بنك المعرفة المصري.

فور وصولك إلى الغرفة الرئيسية ستجد نفسك مضطرا لاختيار أي الأقسام تود أن تسجل فيه حسابك ليكن بوابتك للمعرفة واستاذك الذي لا يبخل عليك بمعلومة، الأقسام هي (الطلاب والمعلمون، الأطفال، الباحثين، القراء، وانضم مؤخرا قسم الدوريات المصرية)، حينها حاولت أنا أن أعرف ما الذي يحويه كل قسم إلا أنني فشلت في الدخول قبل إنشاء الحساب، وهي خطوة سهلة للغاية عن طريق كتابة الإيميل الخاص بك، ورقم السر الذي تمر من خلاله إلى مقعدك الذي لن يتغير ولا يتبدل، ولا يمكن لآخر أن يجلس عليه.

 

ستجد أيضا في الغرفة الأولى مجموعة من الأبواب التي بإمكانك دخولها (الرئيسية، مصادرنا، الأحدث، تواصل معنا، من نحن، أسئلة متكررة) ومن خلال هذه الأبواب يستطيع بنك المعرفة أن يقدم إليك يد العون في كثير من الأمور، حتى لا تتخبط في معرفة الخريطة التي يسير بها بنك المعرفة المصري، وحتى لو حدث ولم تستطع أنت تفهم الموقع، لا تقلق أنا أيضا أخذت وقتا لأعرف كيف يمكنني الإستفادة.

وبعد اختياري بوابة القراء لتكون صومعتي التي دائما ما أركن إليها وأفتش في محتوياتها، وأعبث في مجلداتها، صُدمت للوهلة الأولى بعد أن بدر إلى ذهني، أنني لن أجد ما أحتاجه أنا من كتب محددة وكتاب بعينهم، إلا أنه بعد فترة وجدت البدائل، كما أنني وجدت ما لن أجده في مكتبات القاهرة ولا عند بياعين الرصيف.

بعد انتهاء حسابك في بوابة القراء.. هنيئا لك تستطيع أن تدخل إلى قسم (مصادرنا باللغة العربية- هي لغتي المفضلة للقراءة) ستجد مجموعة من المصادر التي يمكنك الدخول في إحداها، لتجد تعريفا عن المصدر، والأقسام المختلفة التي بها كتب معينة يمتلكها هذا المصدر.

والآن أتركك لتقرر في أي الأقسام تود القراءة والتصفح (القواميس والمعاجم والأدلة، الديانات وعلوم الإسلام، العلوم الاجتماعية، العلوم البحتة، الهندسة والعلوم التطبيقية، اللغات والفنون والآداب، الجغرافيا والتاريخ، العموميات والمختارات، المكتبة المدرسية التمهيدية، الدوريات، مقالات الدوريات، الرسائل العلمية، الإدارة والاقتصاد، شريعة وقانون، مخطوطات عربية، اقتصاديات).

حقق بنك المعرفة (EKB) نجاحًا خلال الفترة الماضية، حيث شهد العام أكثر من 80 مليون عملية بحث، ما أسفر عن 70 مليون عملية تنزيل للملفات و250 ألف عملية تسجيل لحسابات مستخدمين جدد، واتسع نطاق قاعدة المستخدمين ليضم الطلاب، والأطفال، والباحثين، والمهتمين بالقراءة والاطلاع، وبلغ مجمل ساعات الدعم الفني وورش العمل الفنية 25800 ساعة لفريق الدعم الفني من بداية الإعلان عن الفكرة وحتي أبريل 2017 ، تقدم خلالها ترتيب بنك المعرفة المصري محلياً بنسبة 60% خلال 16 شهرا كما ارتقي البنك وفقاً لتصنيف أليكسا الدولي إلي الدرجة A بنسبة 91% لمعدل الأداء.

وفي عامه الثاني ينتظر بنك المعرفة عددا من المشروعات لتوسيع رقعة المستفيدين وتنويع الخدمة المقدمة، ومنها إطلاق بنك المعرفة لمنصة التعليم الإلكتروني بالتنسيق مع الجامعات المصرية والهيئات المعنية، وكذلك مشروع اسأل المدرس لإتاحة فصول للتقوية للطلبة عن بعد.