في ذكرى وفاة زعيم الوحدة.. الوطن العربي يحن إلى عبدالناصر
الخميس، 28 سبتمبر 2017 01:00 م
47 عامًا على وفاة زعيم الوحدة العربية جمال عبدالناصر، الرئيس الثاني في عمر الجمهورية المصرية، هكذا أسماه العرب ومحبوه، غير أنه وبعد مرور كل هذه الأعوام بات الخريطة العربية غير ما تمناها ناصر.
الحلم الناصري كان يهدف إلى تحقيق وحدة عربية متكاملة في كافة النواحي، فبدأ عمله الدولي بلم شمل المحور العربي، فعقد اتفاق ثلاثي بين مصر وسوريا والسعودية فى أكتوبر 1955، وانضمت إليه اليمن بعد ذلك، للتعاون العسكري السياسي والاقتصادي.
بعدها أعلن عبدالناصر الوحدة مع سوريا فى 22 فبراير 1958، وسرعان ما تم الانفصال في 1961، إضافة لاتفاق الوحدة الثلاثية بين مصر وسوريا والعراق عام 1963 الذى تضمن المبادئ العامة المتعلقة بتنظيم الدولة الحديثة من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إضافة لتجارب التكامل مع السودان وغيرها من الدول.
تمنى الرئيس الراحل في 28 سبتمبر 1970، أن تكون هناك وحدة عربية ومظلة تجمع 22 دولة، لذا كان أول من دعم حركات التحرر في الوطن ودعم الاستقلال عن المحتل الأجنبي.
وقت قامت قامت ثورة يوليو عام 1952 لم يكن هناك من بين الدول العربية سوى سبع دول مستقلة بصورة منقوصة سواء نتيجة ارتباطها بمعاهدات غير متكافئة أوتحالفات عسكرية أجنبية تحمل فى طياتها التبعية·
سوريا.. مصارعة البقاء
لم يكلل للتجربة الناصرية النجاح في سوريا، بعد 3 سنوات من الاتحاد في دولة واحدة، باتت كل الآمال الناصرية في التلاشي، غير أنها تلاشت تمامًا في 2011، بعدما حلت الفوضى في خط الدفاع الأول عن القاهرة.
مخططات عدة لتقسيم الدولة السورية، تصدت لها الدولة المصرية، وتعاملت مع الأزمة السورية منذ بدايتها بمبدأ الحياد، وأنها مع الدولة السورية مهما كلف الأمر.
ولأن المشروع الوحدوي الذي كان يدعو له عبدالناصر في الوطن العربي، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، أن بلاده ستدفع الغالي والنفيس من أجل تماسك الدولة السورية وعدم تآكلها.
السودان.. ليست كما تمناها ناصر
في 1953 نجح عبدالناصر في عقد اتفاق مع المملكة البريطانية اتفاق فبراير 1953 بين مصر وبريطانيا وهو أن يكون للسودان الحق في تقرير مصيرها، وبهذا أصبحت جمهورية السودان الديمقراطية أول دولة أفريقية تحصل على استقلالها في يناير سنة 1956، نتيجة لجهود مصر.
السودان باتت دولة واحدة، طوال 55 عامًا من الاستقلال، غير أن صباح 9 يوليو 2011، كان نهاية للحلم الناصري في السودان، حيث أعلن جنوب السودان انفصاله عن الجمهورية الديمقراطية، التي حارب لأجلها ناصر.
ليبيا.. انتهى العصر الوحدوي
دعم عبدالناصر ثورة العقيد معمر القذافي لما كانت تدعو له من مشروع وحدوي، قامت على خطى ثورة يوليو 1952، فقد ركزت في بدايتها على استرداد ثروة الشعب الليبي، وتوظيفها في مشروعات التنمية، كذلك تأميم الشركات النفطية الاحتكارية مثل شركات شل والواحة بنكر هانت وموبيل اويل وغيرها من شركات أمريكية وبريطانية، وكان قد رفض المفاوض الليبي حينها قبول زيادة في الأسعار، بل أصرَّ على الحل الجذري وهو التأميم، ثم النجاح في إدارة تلك الشركات بسواعد وكفاءات وطنية.
غير الأمر الآن لم يعد كما تمناه ودعمه عبدالناصر، حيث تعيش الدولة الليبية 6 أعوام من الفوضى السياسية والعسكرية، بعد سقوط العقيد معمر القذافي، في أحداث بدأت وتيرتها فبراير 2011، حتى أنه كانت هناك مخططات لتقسيمها إلى 3 دويلات، لكن العقلية المصرية في الحفاظ على البعد الاستراتيجي كما رسخ لها الزعيم الراحل نجحت في إشال المخطط، وتقود عمليات جادة لإحلال الاستقرار في ليبيا.
اليمن.. فشل الحلم الناصري
تمثل الدور الناصري في إنجاح الوحدة اليمنية، حيث تخطى دور مصر في مساندة ثورة اليمن الشمالي عام 1962 الحدود التقليدية، وامتد استجابة لنداء قادة الثورة إلى تقديم العون العسكرى المباشر بإرسال الآلاف من جنود مصر للوقوف بجانب الثورة الوليدة ضد أعدائها من بقايا أسرة حميد الدين المعزولة.
لم تخرج مصر من اليمن إلا وترسخت دعائم الثورة فيها وأخذت تخطو خطى سريعة للحاق بركب التقدم وكان الوجود المصري في اليمن الشمالي ونجاحه في دعم ثورته، حافزًا لجبهات التحرير فى اليمن الجنوبى لتصعيد كفاحها ضد السلطات البريطانية هناك.
ومع تزايد مساعدات مصر للثورة فى اليمن الجنوبية منذ اندلاعها عام 1963، اتسعت حدودها وشملت كل مناطقها وحققت انتصارات سريعة مكنتها فى النهاية من تحقيق هدفها بقيام الجمهورية عام 1967.
50 عامًا على استقلال الدولة اليمنية، غير أنها كانت لقمة سائغة في فيضان «فوضى الربيع العربي»، وسيطرت عليها ميليشيات مدعومة إيرانيًا وإرهابية، ولم تعد كما تمناها الزعيم الراحل، رغم المحاولات المضنية من عدد من الدول العربية لعودة الاستقرار فيها مرة أخرى.
وتصارع الدولة اليمنية والقوى الداعمة لها، مخطط التقسيم المدعوم من جهات غربية، والذي سبق وقضى عليه عبدالناصر.
العراق.. ربنا يستر
دعمت مصر قيام الجمهورية في العراق، فى 14 يوليو 1958، فكانت أول القوى المساندة للنظام الثوري الجديد وتدعيمه ماديًا ومعنويًا، وعندما هددت القوى المعادية للنظام الثورى العراقى وهى أمريكا وبريطانيا وبدأت تحركات عسكرية وحشود فى الأردن قطع عبد الناصر زيارته ليوغسلافيا وتوجه إلى موسكو، واستطاع أن يقنع قادة الكرملين على القيام بمناورات عسكرية كبيرة على الحدود البلغارية التركية وحملت موسكو نتائج تدخل الغرب فى العراق، ثم أعلن عبد الناصر أن أي عدوان على العراق يعد عدوانًا على مصر، وتم توقيع اتفاقية تعاون كامل بين البلدين عام 1958.
59 عامًا لم تعد العراق كما دعمها الزعيم الراحل، حيث تواجه بغداد الآن أزمة كبيرة، تهدد تماسك الدولة، فإقليم كردستان أجرى استفاءًا أسفر عن موافقة الانفصال كدولة مستقلة، بنسبة 92%.