واشنطن بوست: النتائج المتواضعة لفوز ميركل فى الانتخابات زاد من الاحتقان داخل كتلتها
الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 07:49 م
رأت صحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء أن تحقيق المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لنتائج متواضعة في الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأول مما جعلها تحتفظ بمنصبها للمرة الرابعة على التوالي، يترك في حقيقة الأمر تداعيات كبيرة على أوروبا.
وقالت الصحيفة، إنه على الرغم من أن الحزب الديمقراطى المسيحى الذي تقوده ميركل ظل في المقدمة للمرة الرابعة على التوالي، مما سجل رقما قياسيا في ألمانيا ما بعد الحرب، إلا أنه فقد أرضية كبيرة لصالح أقصى اليمين وحقق أسوء نتائج له منذ عام 1949.
وأشارت إلى أن حزب (البديل من أجل ألمانيا) المناهض للهجرة والمعادي للإسلام، والذي تأسس قبل 4 أعوام، حقق اختراقا تاريخيا بحصده 89 مقعدا أي ما يساوي 3ر13%، وهو ما يعادل 3 أضعاف نتيجته في 2013.
وأضافت الصحيفة:"أن هذه النتائج المفاجئة وضعت أمام ميركل عددا قليلا من الخيارات المتاحة لتشكيل حكومة مستقرة، وهي الحكومة التي قد تحتوي على أيدولوجية كبيرة صعبة المراس ربما تشكل تحالفا من المحافظين والليبراليين والتقدميين الموالين لقضايا البيئة، الأمر الذي يضمن المسار الوحيد المُرجح لحل الأزمة".
وأشارت إلى أن نتائج الانتخابات زادت أيضا من الاحتقان داخل كتلة ميركل نفسها، حيث هدد فرع الحزب بولاية بافاريا بالإنشقاق والخروج على الساحة بمفرده.
وأبرزت الصحيفة أن تداعيات الانتخابات الألمانية على أوروبا ربما تكون واسعة ومتنوعة، فبعد أن اعتمدت القارة طويلا على ميركل خلال الأوقات العصيبة، أصبحت تقف أمام حقيقة تظهر أن يديها الثابتة ربما لاتعد مثلما كانت عليه في الماضي.
وتابعت "إن توقيت تعثر ميركل شكل صعوبات خاصة لأولئك الذين كانوا يتطلعون للفترة التي تعقب الانتخابات الألمانية باعتبارها أنسب وقت لدمج أوروبا بشكل أكثر صرامة وتعزيز مؤسساتها المتعرجة التي تئن من تكرار الأزمات".
وأوضحت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان في مقدمة هؤلاء الأشخاص، لاسيما بعد أن صاغ خططا طموحة من أجل منطقة أكثر مركزية وكفاءة باليورو..وأعلن أن الأشهر القادمة ربما تفتح نافذة نادرة لأجل التغيير مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن قادة أكثر دولتين لاعبتين في أوروبا- فرنسا وألمانيا- حظوا بتفويض جديد من قبل ناخبيهم.
كما سلطت الصحيفة الضوء على قوة ميركل داخل الاتحاد الأوروبي ومدى تأثير صوتها على العديد من القضايا، بدءا من مسألة تحديد مصير اليونان داخل منطقة اليورو حتى العقوبات ضد روسيا حتى تمكنت من سحق منافسيها وتحقيق الريادة في اتباع نهج متعمد تجاه القيادة جعلت من موافقتها أهمية حاسمة في تنفيذ القرارات التي تمس حياة نصف مليار مواطن تابعين للكتلة التي تضم 28 دولة.
وأضافت الصحيفة الأمريكية:" أن الاضطرابات الحالية في المشهد الداخلي بألمانيا ربما تعوق طموح ميركل للمزيد من الاندماج في القارة".