لماذا لا يتخلص الفريق «عنان» من رجب «بتاع كله»؟
الإثنين، 25 سبتمبر 2017 11:00 صمصطفى الجمل
رجب هلال حميدة «بتاع كله»، هكذا ينادونه أهالى دائرته سرا وعلانية، الأمر ليس عيبا فى ذاته كما تتصور أيها المسىء للفهم، هم فقط يقصدون أنه من أبناء مدرسة «مبيقولش لأ».
لا تكن سيئ النية وتأخذ الجملة على دلالتها الشائعة، هم يريدون أن يقولوا إنه «على كل لون»، يقصدون تنوعه السياسى قطعًا.
هو محترف للكلام، نجح فى صنع شعبية فى فترات قصيرة، جلس على مقاهى وسط البلد، أكل من عربة فول سيد خرابة القريبة من الجامعة الأمريكية، طاف حارات مصر القديمة، داس شوارع باب الشعرية، فحجز كرسى فى البرلمان، ليقترب من علية القوم، كوّن علاقات مع كبار الحزب الوطنى المنحل، وأخرى مع حيتان البيزنس، صار صديقا لوزراء ورؤساء حكومة، وغيرهم ممن كانوا يملكون مفاتيح البلاد مصائر العباد، قبل الثورة، لتأتى الثورة بطامتها عليه وعلى غيره، ممن كانوا على شفا السجن، لولا فساد الأدلة.
عقب إخلاء سبيله فى 2012، أثار «حميدة» الجدل فى عدد من القنوات الفضائية لحديثه عن أعضاء الحزب الوطنى المنحل المحبوسين على ذمة قضايا ومنهم صفوت الشريف وعلاء وجمال مبارك وكيف كانت صلتهم جيدة ببعضهم وكيف كانوا يحافظون على الصلاة؟! وأن نظام مبارك لم يكن فاسدا، رغم أنه أثناء محاكمته فى قضية موقعة الجمل، طلب من الإعلامى سيد على، أن يقول للقاضى كم كان يكره نظام مبارك والحزب الوطنى، فكيف يكون متهما بقتل المتظاهرين.
لم يسر الشيخ رجب، على درب غيره من رجال نظام مبارك، الذى آثروا اللعب بعيدا عن الأضواء، فبعد خروجه من السجن هاجم الثورة والثوار، معربا عن سعادته بمؤتمر مبارك، قبل أن يقرر خوض الانتخابات، وإقحام نفسه فى اشتباك من نوع آخر، نوع عنيف يحبه الشيخ ويجله، ولِمَ لا حيث كان مع واحدة من أشهر راقصات مصر «سما المصرى»، الشيخ دخل معها فى مناظرة ومناقرة، انتهت بشرشحة فضائية، حققت لكل منهما مرادهما، من الظهور واحتلال دائرة من الضوء وحسب، ومع استبعاد الراقصة من الانتخابات لم يجد الشيخ مَن يناقره، فقرر أن يتقرب من واحد من كبار رجال السياسة إلى وقت قريب، ألا وهو الفريق سامى عنان، ولأسباب لا يعلمها إلا الفريق، بات الشيخ رجب متحدثا باسمه واسم أسرته وحزبه الذى أسسه بعد الثورة، بات المصدر والمرجع.
ورّط «حميدة» الفريق عنان بدلا من المرة عشرات، فكان هو مصدر خبر ترشح الفريق عنان للانتخابات الرئاسية القادمة، قبل أن يعود وينفى الفريق وعدد من المصادر المقربة منه ذلك الأمر، بعد الضجة التى أثارها رجب بتصريحه، الأمر الغريب هنا، أنه لم يكف عن التصريح باسم الفريق، بعد تلك الواقعة، فمرة أخرى أثار الجدل، بتلميحه إلى ضرورة خوض الفريق عنان الانتخابات الرئاسية القادمة، قائلا: «الفريق عنان مؤهل لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة فى 2018 بسبب تاريخه السابق وخبرته الماضية، الفريق سامى عنان ومعه آخرون حموا الثورة المصرية من الانهيار والسقوط واستكملوها مع الشعب، والهجوم الذى يتعرض له الفريق يؤكد أنه رقم صعب ومن الخطأ أن يتعرض كل من يريد خوض الانتخابات لهذه السخافات، أيام قليلة، وعاد رجب لينفى تلك التصريحات، قائلا: «عنان يؤيد ويدعم استمرار الرئيس عبدالفتاح السيسى فى منصبه لفترة رئاسية ثانية، وينبغى أن يأخذ فرصته الكاملة، انحيازا للدولة، وعدم المقامرة بإجراء تغيير فى ظل حاجة الدولة إلى تقوية واستقرار واستكمال الأعمال ذات الطابع الاستراتيجى، ما لن يتحقق سوى بإعطاء الرئيس السيسى فرصته الكاملة لإتمام ما بدأه من مشروعات وخطط استراتيجية للنهوض بالدولة المصرية»، معتذرا عن إثارته لمسألة ترشح عنان، حيث قال: «دون تفكير أخطأت فى هذا، ولم يكن ذلك مطلوبا، وأسأت للفريق عنان، وما كان ينبغى أن أصرح به على قنوات الإخوان، وكان نتيجة تقديرات سياسية خاطئة منى».
ليبقى استفهام، لن يجيب عنه سوى الفريق عنان، الذى حاولنا الوصول إليه مرات ومرات، لماذا رجب هلال حميدة، لماذا الإصرار على إبقائه بجوارك يسىء إليك ويخصم من رصيدك لدى العامة، لماذا لا تصدر بيانا تنفى فيه صلة الرجل بحزبك وشخصك؟