مرصد الإفتاء يواصل تحذيراته: داعش والقاعدة يستغلان أزمة الروهينجا وعلى الأمم المتحدة التدخل
الأحد، 24 سبتمبر 2017 01:10 ممنال القاضي
حذَّر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتطرفة، التابع لدار الإفتاء المصرية، من تصاعد أزمة مسلمي الروهينجا والاضطهاد الذي يتعرضون له في ميانمار، والذي أدى إلى استغلال الجماعات المتطرفة للأزمة، مما يعني تقويض الإنجازات التي تم تحقيقها دوليًّا في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة وأن الجماعات المتطرفة تستغل مثل هذه الأزمات للتمدد في مناطق جديدة، وتجنيد مزيد من العناصر تحت مزاعم التخلص من اضطهاد الكفار والمشركين.
وكانت القيادة العامة لتنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب»، دعت عناصرها المتواجدين في الهند وباكستان وبنجلاديش والفلبين، إلى النفير إلى بورما، «للدفاع عن المسلمين في إقليم أراكان»، الذي يشهد عمليات لقوات الحكومة البرومية ضد متمردين من أقلية الروهينجا.
ولفت المرصد إلى أن أزمة اللاجئين الروهينجا في بنجلاديش تعد مثالًا حيًّا على هذا الاستغلال، فعلى الرغم من استمرار بنجلاديش في استقبال لاجئي الروهينجا الفارين من القتل والاضطهاد في ميانمار، فإن لديها مخاوفَ أمنية من استمرار الأزمة التي تدفع مختلف التنظيمات المتطرفة الإقليمية والعالمية لاستغلال القضية لأغراض التجنيد والدعاية، والتي يمكن أن يكون لها آثار سلبية على الأمن الداخلي للبلاد، فضلًا عن تقويض الأمن والسلم العالمي.
صحيفة التايمز البريطانية، قالت في تحليل خبري أعده ريتشارد لويد باري، إن ميانمار أصبحت أرضًا خصبًا لجهاديي تنظيم داعش والقاعدة، وذلك في ظل ضربات متوقعة لدول وسط آسيا ودعوة تلك الجماعات للهجرة إلى هناك، مضيفة أن كانت هناك مخاوف من أن تكون تلك الضربة من نصيب الفلبين، لكن الجماعات الجهادية هناك لم تتجاوز حدود جزيرة "مينداناو".
وأضاف مرصد الإفتاء أن أزمة الروهينجا أدت إلى مسارعة الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة إلى اغتنام الفرصة الناتجة عنها، وبذلك أصبحت بنجلاديش تواجه تهديدًا من تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية المشابهة، ومع تفاقم الأزمة في ولاية راخين في ميانمار، فإن مستقبل مكافحة الإرهاب والتطرف في بنجلاديش يبدو قاتمًا.
وأوضح المرصد أن اندلاع العنف في ولاية راخين في ميانمار، الذي أدى بدوره إلى تدفق اللاجئين الروهينجا إلى بنجلاديش، جعل الجماعات المتطرفة تعمد إلى تطوير نفسها لتتوافق مع قضية الروهينجا، مما زاد العبء الأمني أمام بنجلاديش التي تعاني بالفعل من أزمة اللاجئين على حدودها.
ووفق تقرير التايمز، فإنه لا توجد مؤشرات أو بوادر لنشوء تطرف في أوساط مسلمي الروهينجا، حتى الآن، غير أن تنظيم القاعدة قال إنه «سيتولى تدريب وتنظيم المجاهدين هناك ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم»، معتبرًا أن «القتال في بورما لحماية المسلمين بات فرض عين وواجب».
وأكد مرصد الفتاوى التكفيرية أن استغلال التنظيمات المتطرفة والجماعات الإرهابية لمحنة الروهينجا لم يكن بالأمر الجديد، حيث حدث ذلك بين عامَي 2012 و2015، إلا أن الأزمة هذه المرة تأتي في ظل تداعي تنظيم داعش الذي فقد الكثير من أراضيه التي يسيطر عليها في العراق وسوريا وليبيا؛ مما يدفعه إلى التوسع في جنوب شرق آسيا وجنوبها، كما يدفعه إلى الانخراط في صراع ولاية راخين.
ونجحت قوات الجيشين العراقي والسوري، والميليشيات الداعمة لهما في دحر عناصر تنظيمي داعش والقاعدة في عدد كبير من المحافظات، في العراق انتهى الجيش من تحرير محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، كذلك الجيش السوري حرر دير الزور ويستعد لدخول معارك الرقة.
وأضاف مرصد الإفتاء أن التنظيم الإرهابي سلط الضوء بانتظام على محنة الروهينجا في مختلف منشوراته، خاصة مجلة دابق، التي أكدت أن التنظيم سيركز على ميانمار، وذكرت أيضًا أن التنظيم يهدف إلى إنشاء قاعدة له في بنجلاديش واستخدامها كمنصة لشن هجمات على ميانمار.
وينظر استراتيجو التنظيمان بعين الرضا إلى ما يحدث في ميانمار، وهو ما يمهد لشن عمليات عنف في القريب العاجل، حيث تعتقد بعض الجماعات المسلحة البنجالية أن حماية المسلمين الذين يواجهون مشاكل في المنطقة فرض عين عليها؛ ومن ثَمَّ فإن العنف المتواصل ضد الروهينجا سيخلق تحديًا أمنيًّا جديدًا، إذا ما أرادت تلك الجماعات ضرب ميانمار، واستخدام جنوب شرق بنجلاديش قاعدة للهجمات.
ودعا مرصد الفتاوى التكفيرية كافة الهيئات والمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى ضرورة التحرك الفوري واستخدام كافةالوسائل الممكنة للضغط على سلطات ميانمار وحكومتها لوقف عمليات الإبادة الجماعية والاعتداءات الوحشية والانتهاكات بحق مسلمي الروهينجا.