"قطر: الكتاب الأسود".. أخونة الدوحة ومباركة إسرائيل لـ"الجزيرة" (الحلقة الثانية)

تحت عنوان "جنون العظمة وعمى البصيرة صنوان " كشف كتاب " قطر : الملف الأسود " عن قصة إنشاء قناة الجزيرة القطرية بمباركة إسرائلية لتحقيق حلم "تنظيم الحمدين " فى لعب دور بالمنطقة عن طريق دعم التنظيمات الإرهابية وهو الكتاب الذى اعده فريق بحتى بالمركز العربى الأوروبى لمكافحة التطرف بباريس.

يكشف الكتاب الهام الذى  ينشر لأول مرة فى "صوت الأمة " كيفية اختراق الإخوان لمؤسسات الدوحة وكذلك استغلال الحمدين للدين بعد صعود رجب طيب اردوغان إلى السلطة فى تركيا.

يقول الكتاب: "لم يحتاج  ترتيب البيت الداخلي، بالمعنى الأمنى وبناء ولاءات جديدة، إلى كثير من الوقت، وقد باشر الأمير حمد  بن خليفة الدخول إلى حقبة جديدة أول سماتها  العلاقة الصراعية مع المملكة العربية السودية التي اعتبرت  انقلاب الابن على أبيه  سابقة خطيرة في المجمع الخليجى باعتبارها " انقلاب" في الأسرة الحاكمة يفتح باب "االانقلابات العائلية " كصيغة محلية للانقلابات العسكرية التي عانت منها الدول العربية ودول العالم الثالث.

كانت قناة الجزيرة أول مشروع قطرى يتجاوز الحدود وقد اقتنص أمير قطر فرصة القرار البريطانى باغلاق قناة البى بى سى العربية وقتها بحمل الفريق المدرب والمعد إلى الدوحة الأمر الذى سمح لقطر بدخول ثورة الاتصالات عبر فضائية إخبارية محترفة بوقت مبكر وقد وضع الحمدان " ابن خليفة وابن جاسم " سياسة انفتاح إعلامية تقدم كل الضمانات للطرفين الأمريكى والاسرائيلى وتفتح الباب لآراء عربية احتجاجية ومعارضة لم يكن لها أى متنفس إعلامى فى العالم العربى وقتئذ وبالمقابل كانت قناة الجزيرة أول قناة عربية تستقبل معلقين وصحفيين وسياسيين إسرائيليين.

يتابع الكتاب :"اصبحت قناة الجزيرة خلال الخمسة أعوام الأولى على ولادتها قناة تملك جمهورا واسعا فى غياب تجارب متشابهة ومحدودية تأثير الفضائيات البنانية ذات الطابع المحلى على الجمهور الناطق بالعربية وتمكن محمد جاسم العلى المدير العام الأول للجزيرة من تحقيق نجاحات كثيرة عبر التعدد المذهبى والدينى والسياسى للفريق الصحفى الذى اعتمد عليه وفتح الباب للتيارات القومية والليبرالية والإسلامية إلا أن صعود تأثير يوسف القرضاوى والإخوان على الأمير وتغلغلهم فى أجهزة الأمن والإدارة فى قطر انعكس مباشرة على القناة وصار من الضرورى وضع اليد مباشرة على مشروع الجزيرة باسم التجديد وجرى ذلك عبر اختيار حمد بن خليفة لصحفى اسلامى من حماس متواضع السيرة الصحفية تدرب فى معهد اقامه حسن الترابى فى السودان لاعداد الكوادر الإسلامية الإعلامية وكان حديث العهد بتجربة الجزيرة عند اختياره فى 2003 وتوافق ذلك مع التحضيرات القطرية الإخوانية لاعلان " المجلس العالمى لعلماء المسلمين " برئاسة القرضاوى ومقره قطر " .

يضيف الكتاب :"اعلن رسميا فى 2004" وبعد أن كانت نجاحات الجزيرة تتلخص فى الفضاء التعددى الذى تسمح به وكونها قناة التعريف ببيانات القاعدة وأسامة بن لادن " بعد مرور كل اشرطته على السفارة الأمريكية " فى الدوحة لأخذ الموافقة علي بثها كما أوضحنا " بدأت عملية أخونة القناة والتحضير لدور وظيفى لها ضمن التغييرات التى تبعت الاحتلال الأمريكى البريطانى للعراق ولطمأنة الجانب الغسرائيلى نظمت الخارجية القطرية زيارة لتسيفى ليفنى وزيرة الخارجية الاسرائيلية إلى مقر قناة الجزيرة وطلبت من مديرها العام وضاح خنفر أن يستقبلها بنفسه ويعطيها فكرة عن استديوهاتها"

الجزيرة فى العصر الخنفرى كما سماها صحفى قطرى كانت فى الواقع باشراف قرضاوى اخوانى منظم وقد وصفت الصحفية لينا زهر الدين فى كتابها الجزيرة ليست نهاية المشوار عملية وضع اليد عليها من إقصاء سكرتارية المدير السابق ثم طردها وتفتيت خلية النحل التى شكلت غرفة الأخبار حملة تعيينات شملت المتشددين مع تعزيز التيار الإخوانى الموجود أصلا ولو بشكل مستتر فى القناة إلى ابعاد أو تهميش كل من لا يمكن وضعه فى القالب الجديد.

عزمى بشارة

مع الصعود القوى لقناة الجزيرة ثم اخونتها وإعلان المجلس العالمى لعلماء المسلمين فى الدوحة وتحت سيطرتها والارتفاع الهائل فى عوائد استثمار النفط والغاز فى قطر ووصول حزب العدالة والتنمية ورجب طيب اردوغان للسلطة فى تركيا تملك الأمير حمد بن خليفة أنه امتلك الثالوث المقدس الذى يجعل منه لاعبا إقليميا مركزيا " السلطان ،المال ، الدين " لم يكن حمد بن خليفة وحليفه الأساسى حمد بن جاسم متدينان ولكن بالنسبة لهما " الصحوة الإسلامية " تعيش عقدها الثالث وهى تستقطب بتياريها السلفى والجهادى والإخوانى التقليدى قطاعات هامة من المجتمع وهى بأمس الحاجة لمال الإمارة والغطاء السياسى وكون الحركة قد حلت نفسها فى قطر منذ 1999 لأن قطر حسب الإخوان تتوفر فيها شروط الحاكمية ويقام فيها شرع الله وهى ارض الملاذ وأهم مصادر بيت المال " الخزانة " فلا حاجة إلا لاستثمار أميرها وخيراتها لصالح الحركة .

إلا أن الدعم المالى يستتبع الولاء أو على الأقل الارتهان لأمير ليس من طموحاته أن يصبح أمير المؤمنين بقدر ما يطمح لأن يصبح الرقم الصعب فى الخليج العربى هذه المنطقة الاستراتيجية فى النظام العالمى منذ انتزاعها مكانة حساسة فى الاقتصاد العالمى عبر ثرواتها النفطية والغازية

يقول الكتاب :"النزهة المذهبية التى حملها لقناة الجزيرة لقناة الجزيرة وابعاد صحفيات شاركوا فى صناعة صورتها والتوظيف السريع للقناة من قبل الإخوان المسلمين مع صعود محطات تليفزيونية أخرى " العربية ، ابوظبى ، دبى " أدى كل هذا إلى هبوط سريع فى شعبية شبكة الجزيرة وبعد أن حاول الأمير تقديم نفسه مع حمد بن جاسم كطرف وساطة فى الأزمات ومقرب بين أطراف الصراع فى أكثر من قضية " لبنان ، دارفور" واستقدامه عضو الكنيست الإسرائيلى عزمى بشارة ووضع ميزانية هائلة تحت تصرفه لرفع صورة الأمير الإخوانى عن نفسه عبر إعطاء دور هام لعربى من فلسطين مسيحى الديانة قومى النزعة شعبوى التوجه فإن الدور القطرى كان يتعثر وصار يعتمد أكثر على شراء السياسيين وتوظيف الحركات المسلحة وبناء لوبى يدافع عن قطر فى الغرب وشراء العقارات والسلاح من الغرب".

ويؤكد الكتاب :"جاءت حركات الاحتجاج فى تونس ومصر واليمن وليبيا وسوريا لتعيد الحياة لحلم "الدور" الذى تلبس" الحمدين " وهنا جرى استنفار كل ما جرى تجميعه فى عقد ونصف من الزمن لتحقيق " حلم الدور القيادى للإمارة الصغيرة لم يقبل حكام قطر حقيقة أن الفأر لا يملأ صنوقا يتسع لأكثر من فيل".

اقرأ أيضا:

قطر: الكتاب الأسود.. عمة القرضاوي وشراء الذمم (الحلقة الأولى)

القرضاوي يتبرأ من الإخوان.. ورواد تويتر: يغسل يديه من إرهاب الجماعة