مذكرات عمرو موسي: ما كل هذه النرجسية الصارخة والأحكام الطائشة !

السبت، 23 سبتمبر 2017 03:04 م
 مذكرات عمرو موسي: ما كل هذه النرجسية الصارخة والأحكام الطائشة !
عادل حمودة يكتب:

شاهدت حوار الكلمات الطائرة بين عمر سليمان وعمرو موسي قبل ترك الخارجية في مطعم إيطالي بواشنطن بدأ بالنكات وانتهي بالغمزات!
 
موسي يعترف : المخابرا كسبت أرضا في السياسة الخارجية بعد حرب أكتوبر حين لجأ السادات إلي الاتصالات السرية !
 
ويعترف : كنت أول من تجرأ وتحمس للتفاوض المباشر بين مصر وإسرائيل وسجلت شهادة أبن المشير أحمد إسماعيل علي ذلك !
 
ليس صحيحا ما ذكره موسي عن تراجع دور أسامة الباز في السياسة الخارجية بعد تولي موسي وزارة الخارجية !
 
رفض الباز كتابة مذكراته قائلا : إنها بطولة باثر رجعي بعد أن يكون المسرح قد أغلق بالضبة والمفتاح !
 
ليس في المذكرات كثيرا مما لا يعرفه المتابعون للسياسة المصرية أو ما نشر في كتب مصرية وأجنبية عن الأحداث الهامة !
 
 
[ في ساعة مبكرة من صباح يوم 15 مايو 2001 استيقظ عمرو موسي من نومه مبكرا وقبل أن يتناول إفطاره الخفيف رن جرس التليفون الخاص الموصل بشبكة اتصالات رئاسة الجمهورية .
 
[ كان المتحدث رئيس الديوان الدكتور زكريا عزمي الذي أخطره بالتعديل الوزاري الذي أخرجه من وزارة الخارجية ونصحه بأن لا يذهب إلي مكتبه منعا للحرج . 
 
[ طلب موسي من مدير مكتبه السفير محمد العرابي أن يلقاه في النادي الدبوماسي ومعه الملفات المقرر عرضها عليه اليوم وراح موسي ــ في مكتب خاص هناك ــ يراجع الأوراق ويؤشر عليها كما اعتاد ــ بالقلم
الرصاص قبل أن تصبح قرارات تكتب بالقلم الحبر ــ وكأنه لن يقال بعد ساعات قليلة . 
 
[ لكن ما أن عرف موسي بأن الوزير الجديد حلف اليمين الدستورية أمام الرئيس حتى وضع القلم الرصاص جانيا وطلب من العرابي الذهاب إلي وزارة الخارجية ليكون ضمن استقبال خليفته فهم الرجل مسرعا بينما موسي يغوص في مقعد وثير وهو يدخن سيجاره ويتامل مسيرة حياته . 
 
[ بدت هذه الرواية التي افتتح بها موسي الكتاب الأول من مذكراته التي نشرت منذ ايام قليلة تحت عنوان " كتابيه " وكأن خبر إقالته من وزارة الخارجية كان مفاجئة له وحسب شهادتي فإن ذلك لم يكن صحيحيا تماما. 
 
[ قبل نحو الشهرين من ذلك التوقيت كنت أغطي رحلة الرئيس مبارك إلي واشنطن التي كانت تقف علي أظافرها بعد وصول رئيس أمريكي جمهوري جديد ــ يؤمن فريقه ومستشاريه بالتغيرات الحادة في الشرق الأوسط بدعوي فرض  الديمقراطية بالفوضي الخلاقة أو الفوضي المدمرة ــ هو جورج بوش . 
 
[ وكنا نعرف أن تلك الرحلة هي الرحلة الأخيرة التي سيكلف بها موسي وهو وزير للخارجية بعد أن رشحته مصر لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية وهو منصب غالبا ما يحظي به وزير سابق للخارجية المصرية مثل
محمود رياض وعصمت عبد المجيد وأحمد أبو الغيط ولم يصل إليه وزير عربي إلا مرة واحدة هو الشاذلي القليبي عندما نقلت الجامعة من القاهرة إلي تونس بعد زيارة السادات إلي القدس وتكوين جبهة الرفض ضد مصر . 
 
[ كان من السهل علينا ملاحظة التغيرات التي طرأت علي عمر سليمان فمدير المخابرات الذي لم نتعود منه سوي الصمت أصبح منفتحا علينا .. لا يتردد في الإجابة علي أسألتنا بما يرضينا من معلومات .. علي خلاف مشاهير الدبوماسية ( مثل أسامة الباز وعمرو موسي وأحمد ماهر ) الذين كانوا يتحدثون طويلا دون أن تخرج منهم بمعلومة صريحة أو مفيدة أو واضحة .. فقد دربوا علي ما يبدو علي المناورة والمراوغة وربم الثرثرة خوفا من النطق بكلمة عفوية تطيح بهم .
 
[ ولم تخل إجابات سليمان وقتها من خفة الدم في كثير من الأحيان فعندما سئل عن رأيه في وزير الخارجية كواندليس رايس قال : " تتمتع بسيقان مميزة " . 
 
[ وعادة ما كنا نلتقي بالرئيس مبارك في نهاية رحلات واشنطن فإن لم يستطع فإن وزير الإعلام صفوت الشريف كان يدعوا رؤساء التحرير إلي عشاء يحضره كل رجال الرئيس الذين تابعوا معه المفاوضات ليكشفوا لنا ما جري فيها تاركين لكل منا التعبير عن ما سمع بحرية ومسئولية مهنية . 
 
[ كان العشاء هذه المرة في حجرة خاصة مستقلة في مطعم إيطالي شهير هو " اوليف " وحضر عمرو موسي وعمر سليمان وزكريا عزمي وصفوت الشريف وأسامة الباز وعلي الجانب الآخر كان إبراهيم نافع ( الأهرام ) ومكرم محمد أحمد ( المصور ) ومرسي عطا الله ( الأهرام المسائي ) ومحمد عبد المنعم ( روز اليوسف ) وسمير رجب ( الجمهورية ) وحفوظ الأنصاري ( وكالة أنباء الشرق الأوسط ) وجلال دويدار ( الأخبار ) وأنا ( صوت الأمة ) وبدا واضحا منذ اللحظة الأولي أن هناك تراشقات خفية بين موسي وسليمان جعلت موسي يخفف منها بنكتة عن مصير الزوجة في الجنة ولم يتردد سمير رجب في إطلاق نكتة أخري جنسية لم تضحك أحدا بسبب تجاوزها . 
 
[ وتعمد سليمان ليلتها أن يعطينا من أسرار الرحلة ما لم ننله في رحلات سابقة .. ربما لنشعر بالفرق بينه وبين موسي .. أو ربما لنشعر بالفرق بين المخابرات والدبوماسية .. والحقيقة أننا فوجئنا بالكم الهائل من المعلومات التي يفصح عنها فلم نجد أمامها سوي أن يمسك الأنصاري ومكرم وأنا بالأوراق التي توضع عليها أطباق الطعام ونكتب علي ظهرها غير المطبوع .. أما باقي رؤساء التحرير فقد أكتفوا بالسمع والتدخين والثرثرة الجانبية . 
 
[ وفي كثير من الأحيان كان سليمان يحيل إجابة السؤال إلي موسي قائلا : " هذه قضية قومية يجيب عليها سيادة الوزير " في إيحاء منه إلي موهبة موسي في سرقة الكاميرات بتصريحاته السياسية العروبية . 
 
[ وفتحت تلك الجملة بابا للاشتباك حول جمال عبد الناصر بدأه محمد عبد المنعم سرعان ما أدي إلي غضب حاد متبادل بين مكرم محمد أحمد ومرسي عطالله وهو ما جعل سليمان يعتذر عن البقاء بدعوي أن " الرئيس يطلبه مبكرا " . 
 
[ لم يكن لدينا شك أن سليمان سيكون وزيرا للخارجية ولكن توقعاتنا خابت واختير أحمد ماهر للمنصب وإن لم يمنع ذلك سليمان من الدور الأكثر تاثيرا في السياسة الخارجية بما يتجاوز الدور المباشر لوزير الخارجية. 
 
[ وموسي نفسه يعترف بذلك في مذكراته حينما يذكر : أن السادات في 7 أكتوبر 1973 وقبل أن يمر علي بدء الحرب 20 ساعة الغي دور  وزير الخارجية محمد حسن الزيات ( الموجود وقتها في نيويورك ) في الاتصال بنظيره
الأمريكي هنري كيسنجر ولجأ إلي القناة السرية التي تمر عبر وكالة المخابرات المركزية ( الأمريكية ) وبقي الزيات في الظلام وتعطلت طاقات الدبلوماسية المصرية في إدارة الحرب وما بعدها . 
 
[ لقد كان السادات " يعتبر نفسه أكبر من الدبوماسية المصرية كلها وعلي عكس النظام المؤسسي المحكوم بمسارات واضحة بين وزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية وبقية المؤسسات الأمنية تغيرت الأمور في عهد السادات حيت لم تعد تتم بهذا الشكل السريع والمتدفق لأن الأخير لم يكن يرهق نفسه في قراءة التفاصيل عكس عبد الناصر الذي كان يطلع علي المذكرات بتفاصيلها ويستخلص منها ما يريد " . 
 
[ وحسب متابعتي لما يجري في كواليس الحكم فإن الاعتماد علي المخابرات في السياسة الخارجية تضاعف في سنوات حكم مبارك ويعترف بذلك وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في مذكراته التي نشرت في كتابين ( شهادتي وشاهد علي الحرب والسلام ) في يناير 2013 حيث يكرر أنه رافق عمر سليمان في كثير من المهام الدبوماسية التي كان مدير المخابرات يلعب الدور المؤثر فيها وإن ترك لوزير الخارجية مهمة التحدث عنها مع الصحافيين . 
 
[ ولم يكن خافيا أن المخابرات كانت تملك وحدها ملفات مهمة مثل ملف المصالحة الفلسطينية وملف التعامل مع إسرائيل والملف الليبي بل والملف الخليج أيضا وملف العلاقات مع الولايات المتحدة كذلك . 
 
[ حدث أن تدخل الملك عبد الله بن عبد العزيز للتوسط بين مصر وقطر ونقل سليمان الرسالة إلي الرئيس ولكن أمر ما جعل مبارك يعتذر عن السفر إلي الرياض ومقابلة الشيخ حمد بن خليفة فكلف سليمان بنقل الاعتذار إلي الملك وكان وزير الخارجية لا يعلم بالوساطة ولا بالاعتذار عنها . 
 
[ وحسب ما سمعت من سليمان فإن دور أجهزة المخابرات تضاعف في الشرق الأوسط بعد أن أعلن مدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينت ما سمي بـ " تفهمات تنت " لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلي مائدة المفاوضات . 
 
[ وما أن اشتعلت تظاهرات يناير 2011 حتى تضاعف إنزعاج سليمان خشية تدهور الأحداث حسب خطة فرض الديمقراطية بنظرية الفوضي الخلاقة التي سمعها من تنت وانتهت إلي حروب طائفية ومذهبية وعرقية فتت كثير من الدول العربية . 
 
[ وكان تنت معجبا بقدرة سليمان علي إدارة الأزمات وتحول الإعجاب إلي صداقة تضاعف أواصرها بالثقة المتبادلة بينهما وعبر تنت عنها بإهداء سليمان سيارة بيضاء لكن الأهم أنه كشف له مخطط هدم الدول العربية لرسم خريطة ما سمي بالشرق الأوسط الجديد .
 
[ ولاشك أن مبارك منح موسي مساحة مؤثرة في السياسة الخارجية ولكنها اقتصرت علي موضوعات دعائية أكثر منها واقعية تعامل معها موسي ببراعة مثل مبادرة إخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية بل أن موقف موسي  الجرئ من جبهة الرفض ومواجهته للقادة العراقيين هو في الغالب ما شجع مبارك علي اختياره وزيرا للخارجية . 
 
[ ولم ينفرد موسي بنجاح الخارجية وحده فقد
كان هناك الدكتور بطرس غالي بجانبه نائبا لرئيس الوزراء للاتصالات الخارجية وهو
يمتلك خبرة هائلة لم يبخل بها علي كل الدبلوماسيين الذين تربوا تحت يديه ومنهم
موسي نفسه . 
 
[ وكان هناك أيضا أسامة الباز الذي عمل معه
موسي فور تعينه ملحقا في الخارجية وبقدرة الباز الهائلة علي التفاوض التي ظهرت في
مباحثات كامب ديفيد أصبح الخبير الأول في السياسة الخارجية وباختياره مرشدا سياسيا
لنائب الرئيس حسني مبارك تضاعف بريق الباز بعد تولي مبارك الرئاسة ليصبح مستشاره
السياسي وجسر الوصل المتين بينه وبين العالم . 
 
[ كان الباز يختار رؤساء الحكومات ويكتب خطب
الرئيس ويتوسط لحل الخلافات بين الحكم ومعارضيه ولكن عدم تعينه وزيرا للخارجية ترك
علامة استفهام كبيرة سأله عنها حافظ الأسد فأجاب الباز : " أفضل أن أكون
بجانب الرئيس دائما " لكن موسي يري أن السبب في إهمال الباز لمظهره ناقلا عن
السادات ــ دون ذكر المصدر ــ أن صحفيا مقربا منه سأله : " لماذا تحتار في
اختيار وزراء الخارجية ولديك واحد أسامة الباز ليعرض أمرا ثم خرج فقال السادات
لمحدثه : شايف لابس إزاي ؟ أسامة ما ينفعش وزير خارجية إنما ينفع هنا معايا "
 
[ لم يذكر موسي اسم الصحفي المقرب من السادات
ولم يذكر اسم من نقل الرواية إليه وهو ما يضعف المذكرات التي تعتمد علي كثير من
الحكايات غير الموثقة ــ وإن كانت مسلية ــ وهو ما كان علي موسي تجنبه حتى لا يشكك
أحد فيما نشر . 
 
[ ولا أتصور أن موسي كان سينشر ما نشر عن
الباز وهو علي قيد الحياة .. لقد وصفه موسي بشخصية غريبة الأطوار دون أن يعطي
مثالا واحدا علي ذلك إلا إذا اعتبر أن ذكاء الباز الحاد وتبسطه مع الناس وعلاقاته
الوثيقة مع النخبة الثقافية والفنية والصحفية نوعا من غرابة الأطوار . 
 
[ وليس صحيحا أن الباز ــ كما اضاف موسي ــ
كان محبا للحياة المجتمعية بمباهجها سرا علي خلاف الصورة المتواضعة التي فرضها علي
الناس علنا فلم يكن ليتناول في العشاء أكثر من " اللب الأبيض " وحبات
تعد علي الاصابع من الفول السوداني . 
 
[ وليس صحيحا أن دور الباز تراجع فور تولي
موسي وزارة الخارجية فقد ظلت الملفات المؤثرة تحت تصرفه .
 
[ وقد سألت الباز قبل إصابته بالزهايمر :
" لم لم تكتب مذكراتك ؟ " فأجاب : " ما يستحق أن أقوله لن أقوله
حافظا علي شخصيات وعلاقات ومصالح عليا للدولة وما يمكن نشره لن يزيد عن ثرثرة
مسلية ولكن غير مفيدة يلعب فيها أصحابها أدوار البطولة بأثر رجعي معتمدين علي غياب
من يرد عليهم بعد أن ماتوا أو علي ضعف الذاكرة المصابين به جميعا أو أغلق المسرح
بالضبة والمفتاح " . 
 
[ واضاف الباز : " إنني سأتفرغ لكتابة
مجموعة من الكتيبات السياسية والدبلوماسية ليتعلم منها الدبلوماسيين الشباب ما
يفيد " . 
 
[ ولن أزيد عن ما كتب ضد ما ذكر موسي عن
استيراد الطعام من سويسر إلي جمال عبد الناصر فقد تكفل بالرد عليه كثيرون مما
حرمهم من مناقشة نقاط لا تقل أهمية في المذكرات . 
 
[ لقد اشتهر عمرو موسي بمعاداة إسرائيل إلي
حد أن وجد مطربا شعبيا يغني له : " أنا باكره إسرائيل وبحب عمرو موسي "
.. ولكن المفاجأة المثيرة للانتباه هي التي كتبها في الفصل السابع واختارا عنوانا
له : " السلام توارد خواطر مع أفكار السادات " . 
 
[ لقد ياس موسي من الوساطات التي تجري بين
مصر وإسرائيل عام 1977 في الأمم المتحدة ووصل إلي نتيجة محددة وقاطعة : " لا
سبيل إلا بالتفاوض المباشر مع تل أبيب " . 
 
[ ويضيف : " كان التفكير بهذه الطريقة
عن لقاءات مباشرة مع الإسرائيليين في هذا الوقت المبكر بعد حرب شرسة دارات علي
جبهة قناة السويس ضربا من المجازفة غير المحمودة إذا تمت المجاهرة به لكنني بصفتي
دبوماسيا محترفا قرات الواقع فوجدت أننا نسير في حلقة مفرغةوما دمنا قد أدينا
واجبنا بكفاءة نادرة علي جبهات القتال فإنه آن للدبلوماسية أن تخوض معركتها وجها
لوجه كما تحرك السلاح وجها لوجه " . 
 
[ ويستطرد : " أول من عبرت له عن
قناعاتي بضرورة التفاوض المباشر مع الإسرائيليين في هذا الوقت المبكر هو السفير
محمد أحمد إسماعيل علي ( السكرتير الثالث وقتها ) نجل المشير أحمد إسماعيل وزير
الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة إبان حرب أكتوبر 1973 وكان ( محمد ) إسماعيل
عضوا في بعثة مصر في الأمم المتحدة سنة 1977 في يوم وجودنا في نيويورك علي هامش
اجتماعات الجمعية العامة دعوته غلي أن يمشي معي في حديقة الأمم المتحدة " . 
 
[ سأله محمد عن مسار التفاوض مع الإسرائيليين
بعد أن سكتت المدافع علي الجبهة فقال : " يا محمد كل ما نقوم به بلا جدوي
لابد من اتصال مباشر الآن بيننا وبين إسرائيل أري أن نطرح هذا الأمر للمناقشة في
وزارة الخارجية وعلي مستوي صناعة القرار في الدولة بكاملها يجب أن نجيب علي أسئلة
من عينة : كيف يتم هذا الاتصال الحتمي ؟ وعلي أي مستوي ؟ ومتي ؟ وما الذي سنطرحه ؟
وما الذي نتوقعه من هذه المفوضات المباشرة ؟ " . 
 
[ " ومن المفارقات أن ما كان يدور في
ذهني في هذه الفترة كان هو ما يدور في عقل الرئيس السادات وطبعا لم تكن هناك أي
لقاءات أو احاديث جرت مع الرئيس في هذا الشأن " . 
 
[ وأتصور أن هذه الواقعة من الوقائع المهمة
في المذكرات التي استهلك الجزء الأول منها أكثر من 600 صفحة دون أن نجد فيه الكثير
من الوقائع التي لا يعرفها المتابعون للسياسة المصرية خلال العقود الماضية .. بل
أن كثيرا مما جاء في المذكرات لا يضيف جديدا عن ما نعرفه .. وما سبق نشره في كتب
مصرية وأجنبية . 
 
[ وفي الوقت نفسه نجد المذكرات تتفجر نرجسية
بما يتجاوز الحد فصاحبها لا يكف عن الحديث عن نفسه باعتباره دبلوماسيا محترفا كما
أنه يقيم شخصيات عاصرها ــ مثل زكريا عزمي وكمال الشاذلي وعاطف عبيد وكمال
الجنزوري ــ بخفة لا تناسب ما توقعناه من عمرو موسي . 
 
[ وواضح أن مذكرات عمرو موسي مذكرات شفاهية
سجل فيها ما عنده وترك كاتبها يصيغها بعيدا عنه وهو أمر معمول به في مذكرات
الشخصيات العامة ولكن بشرط أن تراجع النص قبل النشر فهو منسوب إليها وليس مكتوبا
عنها . 
 
[ وأخشي أن لا يكون عمرو موسي قد راجع ما كتب
له . 
 
* نقلا عن أخبار اليوم

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق