"التفصيل".. الباب الخلفى لـ "الست الأروبة" للتغلب على ارتفاع أسعار الملابس
الجمعة، 22 سبتمبر 2017 02:39 م
"قمااااااااش..المكنة طلعت قماااش" مقولة الفنان الراحل فؤاد المهندس فى فيلم عائلة زيزى، وهو يقفز فرحا بظهور القماش يخرج من ماكية صنعها "سبعاوي" بيده، ليحقق بها حلمه فى صناعة ماكينة تصنيع القماش، وكأنه يعلم مدى أهمية هذه الماكينة بعد عشرات السنوات من عرض هذا الفيلم.
وطالما سمعنا فى أفلام الزمن الجميل السيدات يترددن على ثلاثة أماكن بشكل مستمر وكأنها قاعدة رسمتها لهن الظروف الحياتية حينذاك فنجد فاتن حمامة على سبيل المثال ترد على تساؤل "كنتى فين؟" برد يحمله الثقة لأنها دائمة التردد عليه "كنت عند الخياطة"، فكانت الخياطة والكوافير وطبيب الأسنان أكثر الأماكن التى تتردد عليها السيدات.
وفى ظل ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة فى الأسواق حاليا بعد ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، لم تعجز أصحاب العقول المدبرة لشراء ملذات حياتهن وارتداء أحدث صيحات الموضة بأقل تكلفة ممكنة، فبدلا من التوجه لشراء "البالة" وهي الملابس المستعملة، اضطرت كثير من السيدات للتوجه إلى تفصيل ملابسهن وملابس أفراد أسرتهم سواء بأيديهن أو بالاتفاق مع ترزي لتصنيع أحدث أشكال الملابس بأرخص الأسعار.
وإذا قمنا باحتساب تكلفة التفصيل نجد سعر القماش يبدأ من 30 جنيها للمتر على أن تحتاج البلوزة على سبيل المثال لحوالى 1.5 متر قماش بحد اقصى بالإضافة إلى المبلغ المدفوع للترزى والذى يتم تحديده بحسب نوع القماش ونوع الملابس، فالبلوزة نجد تكلفة تفصيلها يتراوح بين 30 إلى 40 جنيه فتكون فى النهاية البلوزة بسعر يتراوح بين 80 إلى 100 جنيه، فعلى سبيل المثال البلوزة التفصيل التي تبلغ تكلفتها 80 جنيه نجدها في المحال التجارية لبيع الملابس الجاهزة بمبالغ تصل إلى 300 و 400 جنيه بتكلفة تفصيل طاقمين كاملين.
وليس البلوزة فقط فهناك سيدات يقومن باتباع هذا الأسلوب في كافة أنواع الملابس "فساتين، وبلوزات، وبنطالونات، وتي شرتات، وغيرها" وذلك هربا من ارتفاع أسعار الملابس حاليا بشكل مبالغ فيه، أما عن شراء القماش فهناك مناطق يلجأ إليها راغبي تفصيل الملابس لشراء القماش وأكسسوارات الملابس بأقل الأسعار في القاهرة فنجد شارع الأزهر والموسكي والغورية ووكالة البلح ملئ بأشكال وأنواع وألوان مختلفة.
ولم يكن التفصيل هو الباب الخلفى لتغلب الأسر على ارتفاع أسعار الملابس الجاهزة فقط ولكنه رد الروح في ورش تفصيل الملابس، فبعد أن ظل الترزي فترة طويلة يعمل على تفصيل عدد من العباءات وتنسيق الملابس الجاهزة لزبائنهم، أصبح الإقبال على الترزي يتزايد مع ارتفاع الأسعار خطوة بخطوة.