أشهرها مصنع الكراسي.. 10 أماكن "بياخدوا الناس وراها"
الجمعة، 22 سبتمبر 2017 12:00 صأحمد متولي
"يبقى خلاص يا أخويا تتقابلوا على أرض محايدة وبدون جمهور.. سويسرا".. قالها العملاق توفيق الدقن، متمايلًا بجسده وتعبيرات الضيق والضجر من العظيم عادل أدهم، مرسومة في كل تجعيدة وثنية من ثنايا وجهه، ونظرات عين احترفت الدهاء تخترق عقل الأدهم الناضح شرًا.
سويسرا ليست سوى كلمة مشفرة، تشير إلى أن طرفي الصراع فى فيلم "الشيطان يعظ" يتقابلا وجهًا لوجه فى المقابر، كأرض محايدة لا تخضع لنفوذ ايًا منهما.
رمزية المناطق التي يرتادها البعض لممارسة عادات مخالفة للعرف المجتمعي والتشريع القانوني، هي ثقافة شعبية متجذرة فى الشخصية المصرية، فلا تخلو منطقة أو قرية أو مدينة من وجود منطقة مشهورة بالخصوصية لكل من يبحث عن ممارسة كل ما هو خارج عن القانون و العادات والتقاليد.
من هذا المنطلق تربع "إفيه" "مصنع الكراسي" على عرش إفيهات الدراما المصرية، لارتباطه بحقيقة واقعة، حيث اعتاد الفرد على تصديق كل عمل فني يرتبط مباشرة بثقافته وواقعه اليومي، لكن مصنع الكراسي ليس الوحيد المرتبط فى الثقافة الشعبية بـ"الشقاوة" والخروج عن السياق المجتمعي الملتزم.
أوضة المظيرة فى القلعة
خلف سور القلعة من ناحية شارع صلاح سالم، منطقة تتبع حرم أثري للقلعة أطلق عليها أهالي منطقة الخليفة "جبل الحطابة"، بعد أن أصبحت أطلال ترابية جراء تهدم القصور الأثرية الموجودة فيها مثل قصر "اللضامي والجيوشي" وبئر ماء جف أطلق عليه الأهالي بئر "المظيره"، بجوار البئر توجد غرفة مهجورة استخدمها الخارجون حتى نهاية التسعينيات، في تعاطي المخدرات ولعب القمار، قبل أن تدخل فى دائرة تأمين المنطقة الأثرية.
هالة من الأساطير غلفت سيرة البئر، كان الأهالي يخيفون الأطفال من الذهاب ناحية "المظيره" خوفًا أن يسقطوا فيها لـ"سابع أرض" حيث تسكن "جنية" تتشكل أحيانًا في هيئة سيدة عجوز، وتخرج من مخبأها وتظهر بالقرب من حنفية "بلاش"، وهي حنفية مياه عمومية صالحة للشرب، كانت توفرها الدولة للتجمعات السكنية في القاهرة القديمة في القرن الـ18، تقف الجنيه تملأ "فنطاس" من الحنفية وتنادي سئ الحظ الذي يتصادف مروره في هذا الوقت، تطالب منه المساعدة في رفع الفنطاس، وما إن يقترب حتى تحضنه بجسدها المغطي بالـ"الشوك" فتخترق جسده وتقتله، ثم تجر الجثمان إلى مخبأها حيث لا يستطيع أحد الوصول إليه.
كان يعزز من صدق هذه الأساطير، الأصوات التي تأتي من حجرة المظيره ليلًا، أصوات المترددون عليها لتعاطي المخدرات ولعب القمار، وإذا نشبت بينهم مشاجرة تعالت الأصوات وجلجت فى سكون الليل وبراح الخلاء، فيستغلها الأهالي فى إخافة أبنائهم مؤكدين حينها أن الجنية قتلت أحدهم فى التو.
جبل الحطابة لم يعد ملاذ للأشقياء، بعد أن أحترف التمثيل وأصبح "لوكيشن" يرتاده صناع الدراما المصرية.
مصنع الكراسى فى إمبابة
"خدوا ورا مصنع الكراسي".. جملة اعتاد المصريون ترديدها حتى أصبحت مصطلحا عالميا، للتعليق على أمور كثيرة مثل فشل النجوم في المسابقات، أو لقطة مهارية نفذها مهاجم كرة قدم، لكنها في الأصل منقولة عن لسان أهل منطقتي إمبابة والوراق بمحافظة الجيزة.
"ورا مصنع الكراسي" مصطلح يشير إلى ارتكاب الأفعال الفاضحة، باعتبار أن قصته مرتبطة بالمنطقة الخلفية لمصنع الكراسي بدائرة الوراق التابعة لمركز إمبابة، التي اشتهرت باتخاذها من قبل المراهقون مرتعا لارتكاب الأفعال المخلة في غيبة عن عيون الناس والقانون.
يقع المصنع بين حي إمبابة والوراق ويطل على النيل مباشرة، أسسته الدولة في أواخر الخمسينيات ثم تخول بمرور الوقت إلى أرض مهجورة بمساحة حوالي 50 فدانًا، استغلها المنحرفين والخارجين عن القانون، ومدمني المخدرات، في ممارسة أفعالهم سواء لإقامة العلاقات الجنسية في السيارات أو تعاطي المخدرات.
وأصبح مصطلح "ورا مصنع الكراسي"، يعبر عن الفعل الفاضح في الأوساط العشبية بمنطقتي الوراق وإمبابة، إلا أنه دخل العالمية عندما أعلن فريق بايرن ميونيخ الألماني عن برنامج لقاءاته ومنها مباراته مع النادي الأهلي المصري.
وكتب في ذلك الحين مشجع مصري على صفحته بموقع "فيسبوك" باللغة الإنجليزية we will take you behind the factory of the chairs، بمعنى سنأخذكم ورا مصنع الكراسي، وهو ما نال إعجاب أدمن صفحة فريق بايرن ميونخ، وعندما فاز البايرن على بروسيا دروتموند، كتب الأدمن على الصفحة الرسمية للبايرن بالألماني «إنهم خدوا بروسيا ورا مصنع الكراسى».
أرض مطار إمبابة
تحولت المساحات الشاسعة داخل أسوار مطار إمبابة القريب من حي المهندسين قبل تحويله لمدينة سكنية، وحديقة عامة، إلى مرتع اتخذه المجرمون بؤرة لتجمعهم وارتكاب جرائم القتل والسرقة بالإكراه.
في آخر أيام قبل استلام أرض المطار من قبل الجهات المختصة، كانت بداخله منطقة تسمى بـ"المواسير" اشتهرت بكونها وكر الباحثين عن المتعة الحرام أو ممارسة الشذوذ وارتكاب جرائم الاغتصاب.
الطريق الدائري
طريق محيطي حول القاهرة الكبرى أنشئ بهدف ربط محافظات القاهرة الكبرى القاهرة، والجيزة، والقليوبية، وتخفيف الزحام، بدأت الحكومة إنشائه في عام 1986 وتم الانتهاء منه بالكامل عام 2005.
ونظرا لمساحته الشاسعة وسرعة حركة السير عليه، اتخذه بعض المنحرفين والمجرمين مسرحا لمزاولة أنشطتهم بعيدا عن أعين الأمن والمواطنين، مثل ممارسة الأعمال المنافية للأداب داخل السيارات، أو تسليم شحنات المخدرات، وتنفيذ عمليات السطو على السيارات، حتى امتلأت دفاتر وزارة الداخلية بآلاف الحوادث المشابهة ارتكبها مواطنون على الطريق الدائري.
شارع الخرطوم بالمهندسين
الخرطوم أحد أشهر الشوارع بمنطقة المهندسين، يتخذ الطلاب من هدوئه وكرا لتعاطي المخدرات، وارتكاب الأفعال المنافية للأداب مع الطالبات الهاربات من المدارس، وأحيانا كثيرة ترتكب فيه جرائم سرقة بالإكراه في حق الطلاب أنفسهم من قبل عناصر مسجلة خطر.
شارع البطراوى مدينة نصر
رغم وقوعه في ضاحية مدينة نصر، وقربه من أشهر المولات التجارية، يعتبر شارع البطراوي المتفرع من شارع عباس العقاد، أحد أبرز الأماكن سيئة السمعة في تلك المنطقة، حتى صار مصنع كراسي أبناء الطبقة الراقية.
سور الميرلاند بمصر الجديدة
كانت الحديقة قبلة للأهالي ومتنفسا لهم، إلا أن السياج الحديدي المحيط بها تحول إلى مركز تجارة المخدرات، وتعاطي الحشيش، وشرب الكحوليات، أثناء فترة هدم منشآتها.
من أبرز الجرائم التي شهدتها المنطقة المحيطة بسور حديقة الميرلاند، واقعة التحرش بالفتاة الأمريكية الجنسية "كريستينا" أثناء ممارستها رياضة الركض حول السور، التي تورط فيها آنذاك شابان حاولا استدراجها داخل الحديقة للمارسة الجنس معها، إلا أنها استغاثت بالمارة بعدما تحرشا بها.
الطريق الأبيض أرض اللواء
يبدأ من منطقة أرض اللواء بمحازاة الطريق الدائري، ثم ينحني الطريق ليمر بين بيوت وأراضي الأهالي حتى قرية ناهيا، صنفته الأجهزة الأمنية كأخطر الأماكن والبؤر التي يتجمع فيها الخارجين عن القانون لممارسة أنشطتهم الإجرامية، ومؤخرا صار قبلة اختباء الإرهابيين.
وصلة كرداسة - المريوطية
أصبح الطريق المؤدي إلى مركز كرداسة عن الموازي لترعة المريوطية "مصنع الكراسي الجديد"، حيث يشتهر الطريق الطويل بتفاقم القمامة على جانبيه، ومروره بأراض فارغة، وظلام دامس يستغله راغبو المتعة الحرام في ممارسة الجنس داخل السيارات، كما يرتكب المسجلون خطر جرائم متعددة في حق المواطنين أثناء مرورهم بهذه الوصلة.
سور مجرى العيون
سور تاريخي تحول من مجرى مائي يبدأ من كورنيش النيل بفم الخليج، مرورا بمنطقة المدابغ بمصر القديمة ومساكن زينهم وشارع صلاح سالم، إلى وكر تعاطي المخدرات، كما تحولت منطقة مساكن زينهم المقابلة له مرتعا لكل خارج عن القانون.