عمرو أديب vs أحمد عبدون.. الأخير يخاطب غرائز المشاهدين

تحتاج مهنة الإعلامى أو مقدم البرامج لمهارات خاصة لا يتصف بها الكثيرون ممن يعملون في المهنة، إلا أن الالتزام بآداب المهنة وميثاق الشرف الإعلامي تعتبر "كالماسك على جمر" فى ظل حالة الفوضى الإعلامية التى ضربت أغلب القنوات الفضائية فى الفترة الأخيرة، بحثا عن تحقيق الشهرة وزيادة نسبة المشاهدة وكذلك زيادة نسبة المتابعة على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة، دون النظر إلى خطورة المادة الإعلامية المقدمة للمشاهدين، وما إذا كانت تسهم فى الارتقاء بالذوق العام للمشاهدين أو لا.

ومن بين مقدمى البرامج الذين التزموا بالحيادية فى مشوارهم الإعلامى، مقدم البرامج عمرو أديب، الذي يتمتع بسمعة طيبة فى الوسط الإعلامى، لما يتناوله من موضوعات هادفة فى برنامجه للارتقاء بالذوق العام لمتابعيه، فقد تناول على مدار عمله كمقدم برامج موضوعات تهم المواطن وتمس هموم رجل الشارع بطريقة حيادية يعرض فيها الرأى والرأى الأخر.

ويعالج "أديب"، أهم القضايا التى تهم رجل الشارع فى المقام الأول بطريقة بسيطة، بل وحاول معالجة بعضها بطرق إعلامية مبتكرة، فكانت مبادرته الأولى للترويج لبعض "الأكلات المصرية"، واستضاف عدد من أصحاب المطاعم المتخصصة فى "الأكل المصرى"، بهدف الترويج للسياحة العربية فى مصر وتحقيق رواج سياحى لهذه المطاعم.

تعرض عمرو أديب، فى وقت سابق لأزمة صحية على الهواء مباشرة، أثناء تقديمه لحلقته اليومية من برنامج "كل يوم" المذاع على قناة "أون E"، أدت لنقله إلى المستشفى، وعلى الفور، وقبل تماثله للشفاء التام، عاد "أديب" مرة أخرى لتقديم حلقات برنامجه ضاربا تعليمات الأطباء عرض الحائط، وقال لمشاهديه فى أول ظهور له على الشاشة: "مقدرتش ابعد عنكم أكتر من كدا.. أنتو دوايا".

اشتهر عمرو أديب، بحبه الشديد وولائه لنادى الزمالك، حتى أن حلقاته التى تذاع أثناء المباريات التى يشارك فيها النادى، يبدو "أديب" متوترا انتظارا لنتيجة المباراة، ويملأ الشاشة تهليلا عند فوز ناديه، ويتحول موقفه 100% عند خسارة الزمالك، وكان له تعليقا ساخرا عند خسارة فريقه أمام الأهلى فى ختام مباريات الدورى العام 2012 "أنا شعرى وقع من كتر خسارة الزمالك.. أنا مش فاهم هو النادى معمله عمل؟".

يستضيف عمرو أديب فى حلقات برنامجه، أكبر الشخصيات المتخصصة فى مجالها للحديث عن موضوع الحلقة، وتقديم أكبر قدر من المعلومات للمشاهدين، كذلك يعرض كل الآراء المختلفة حول موضوع الحلقة حتى يقدم الاستفادة القصوى للمشاهد.

بينما على الجانب الآخر، يأتى أحمد عبدون، مقدم البرامج، الذي تم منع ظهوره مؤخرا على شاشات الفضائيات بقرار من مجلس نقابة الإعلاميين، برئاسة حمدى الكنيسى، بعد تسببه فى إحالة الدكتور صبرى عبد الرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، و"استنطاقه" له بشرعية جماع الزوجة المتوفاة.

 تاريخ أحمد عبدون مليء بالكوارث منذ بداية ظهوره كمقدم لبرنامج "عما يتساءلون" على فضائية "دريم" مطلع الألفينات، وهو برنامج كان يبدو دينيا يعنى بالمسائل الفقهية للمسلمين، استضاف من خلاله عدد من مشايخ الأزهر الشريف للرد على مداخلات المشاهدين، وللحق فإن غالبية الأسماء المعروفة إعلاميا الآن، نالت شهرتها من برنامج "عبدون"، ولم يتعرض مقدم برامج دينية لهجوم مثلما تعرض أحمد عبدون، بداية من اهتمامه بتصفيف شعره وارتدائه "سلسلة" وتمرده على وقار مذيع البرامج الدينية، وصولا لتناوله المشكلات الجنسية.

 

اعتمد حمد عبدون، فى بداية عمله كمذيع على اسم شقيقته المذيعة المعروفة، التى لم تستطع إلحاقه بالعمل فى ماسبيرو، فتوسطت له لدى صاحب القناة الفضائية ليعمل بالقناة، وكانت انطلاقته الأولى في شهر رمضان ببرنامج "عما يتساءلون" ونال نسب مشاهدة عالية، واستمر بث البرنامج على مدار أكثر من 3 سنوات، إلا أن تركيز أحمد عبدون، على نفس الموضوعات التي يقدمها فى حلقات برنامجه، شنت بعض الأقلام حربا على البرنامج ووجهت انتقادات واسعة للموضوعات التى يتناولها مقدم البرنامج فى حلقاته ولأداء "عبدون" شخصيا، واتهموه بتناول موضوعات بعيدة عن الدين الصحيح وأنها تثير الغرائز، وتوقف بث البرنامج، وغادر القناة بلا رجعة، واختفى لسنوات عن الساحة الإعلامية.