سر الفتاة الغريبة التي أهدت الشهرة لـ ستيفن كينج
الخميس، 21 سبتمبر 2017 01:50 م
في حياة كل كاتب شخصية ما، شخصية من نسج خياله، استطاعت أن تفرض نفسها على القارئ، كما أثرت على الكاتب نفسه، معلنة بداية بزوغ نجمه في سماء الإبداع.. ومع مرور ذكرى ميلاد الكاتب الأمريكي ستيفن كينج، فلا يمكننا أن ننسى «كاري»، والتي تعد واحدة من بين شخصياته التي شكلته نجمه.
لم تكن «كاري» أكثر من شخصية أتت إلى ستيفن كينج، في وقت فراغه، فتتبعها، ليكتشف هذه الفتاة غريبة الأطوار، التي لديها قدرة على تحريك الأشياء والأجساد عن بعد، وربما لم يكن يعلم حينذاك أنها ستكون سببًا في شهرته فيما بعد.
كانت أول قصة قصيرة باعها ستيفن كينج هي «الأرض الزجاجية» إلى مجلةStartling Mystery Stories وكان ذلك في عام 1967م، لكن «كاري» كانت هي أول رواية كتبها حينما أراد أن يقتل حالة الفراغ التي يعيشها، وحينما عرضها على دار نشر Doubleday في 1973م، قامت بنشرها على الفور، وحظيت بإعجباب شديد من النقاد.
كانت «كاري» سببًا في أن يقوم بيل تومبسون، مدير تحرير دار النشر، بعرض فكرة التفرغ للكتابة، وترك سيتفن كينج لمهنة التدريس في الجامعة.
الفراغ أو الملل، الذي نشتكي منه دائمًا، كان عاملاً رئيسيًا في شهرة ستيفن كينج، فبعد روايته الأولى «كاري»، كان عليه أن يواجه مرض والدته وجهًا لوجه، ولأن الخيال يخلق للسالك فيه طرقا لا تنتهي، كان ستيفن كينج يقضي أوقات النهار في رعاية والدته، وفي المساء، يصطحب خياله وروحه إلى جراج المنزل، ليكتب ويكتب ويكتب.
توالت روايات ستيفن كينج بعد «كاري»، فبعدها أتت «العودة الثانية»، التي أصبحت فيما بعد «حشد سالم» ثم «الصمود»، و«منطقة الموت» وغيرها من الروايات، التي استمر في كتابتها، كما تحولت روايات له إلى أفلام سينمائية حظيت بشهرة عالية، وذلك حينما قرر المخرج الشهير برايان دي بالما، تحويل رواية «كاري» إلى فيلم سينمائي، وقامت ببطولته سيسي سباسيك وجون ترافولتا، وباعت رواياته أكثر من 350 مليون نسخه من كتبه حول العالم.
لقد أصبح ستيفن كينج مرجعية متكاملة لكل كاتب في مجال أدب الرعب، حيث يعتمد أسلوبه على عنصري الإثاره والغموض ليجذب كل عشاق الرعب، كما أنه من الكتاب الذين اعتمدوا على ما يدور حولهم من مؤثرات خارجية ساهمت في بعض أعماله، فحينما مرضت والدته أثرت على عالم روايته «العودة الثانية».
حصل ستيفن كينج على العديد من الجوائز العالمية، منها جائزة الكتاب الوطني، وجائزة إدغار، الميدالية الوطنية للفنون، وغيرها.