حكاية تاريخ صنعه الأجداد و"ضيعه" الأحفاد.. كوبري القناطر تحفة معمارية حطمها الإهمال (فيديو)
الأربعاء، 20 سبتمبر 2017 10:14 مهناء قنديل
نفخر كثيرا بما تركه لنا الأجداد من كنوز أثرية تكشف عظمة وروعة منفذيها، لكن الإخفاق في الحفاظ عليها أفقدها رونقها بفضل الإهمال، ومن بينها كوبري القناطر الخيرية المعروف باسم "كوبري المناشي"، الذي عانى من إهمال رغم أنه قطعة معمارية أثرية لا نظير لها، أنشأها محمد علي، صاحب الفضل في تشييد القناطر الخيرية كاملة.
النشأة والتاريخ
وضع محمد علي باشا، حجر الأساس لكوبرى القناطر في عام 1847، قبل أن يتم افتتاحه بعدها بـ20 عاما، ليبقى شامخا على نهر النيل، صامدا في وجه الإهمال لسنوات طويلة، قبل أن تشتد وطأته في فترة عهد مبارك.
ورغم ما يحظى كوبري القناطر الخيرية بأهمية كبيرة في الربط بين محافظة القليوبية، ممثلة في مدينة القناطر، ومنشأة القناطر التابعة لمحافظة الجيزة، إلا أنه يعاني من تداخل الاختصاصات بين الجهات المعنية والوقوع في مناطق مأهولة بالسكان، فضلا عن غياب وزارة الآثار تماما عن أداء أي دور لها.
هجوم الإخوان الهمجي
لم يترك الإخوان عقب فض اعتصامهم المسلح في رابعة عام 2013، بشرا ولا حجرا إلا انتقموا منه، وكان من بين الأشياء التي طالها غضبهم الأعمى، وإرهابهم الجبان، تلك القطعة المعمارية الثمينة، فعكفت عناصرها على زراعة مجموعة من القنابل بدائية الصنع، ليتم تفجيرها في جسم الكوبري، ما عرضه لأضرار بالغة، وكل ما فعلته الدولة هو الاكتفاء بوضع أحجار ضخمة أغلقت مداخل ومخارج الكوبري، دون أي معالجة لآثار التفجير.
وروى أحمد عيد، من سكان المنطقة، هذه القصة قائلا: "فوجئنا بأربعة انفجارات متتالية، ما أدى لانهيار أربعة أجزاء من الكوبري، وهو ما جعل وزارتا الآثار والري تتخذان قرارا بإغلاقه".
وأضاف لـ"صوت الأمة": "منذ وفاة السادات، سقط الكوبري من حسابات المسؤولين، وفقدت الدولة اهتمامها به"، مشيرا إلى أن الكوبرى كان بمثابة باب رزق للكثيرين وإغلاقه أعطى إيحاء بأن القناطر بأكملها لا تعمل.
وقال أحمد فؤاد، وهو من أبناء القليوبية،: "تطعل الكوبري أوقف حال العمال البسطاء، الذين كانوا ينقلون بضائعهم عن طريقه، أما الآن فيتكلفون مبالغ طائلة من أجل الوصول ببضائعهم إلى حيث يريدون".
وأضاف لـ"صوت الأمة": "الصدأ أكل جسم الكوبري، وتهالكت البوابات المقامة أسفله، وأصبح بلا فائدة، وخسر رونقه الحضاري، والأثري".
بدوره قال فتحي محمد إسماعيل، نائب رئيس المناسيب بالقناطر، إن أحدا من المسئولين لم يزر المكان، سواء من وزارة الري، أو وزارة الآثار، مؤكدا أنه منذ وضعت وزارة الآثار يدها على الكوبري، لم يهتم به أحد.