ملتقى القبائل السورية بالقاهرة يشدد على الهوية العربية لدمشق.. الجربا: مصر والسعودية والإمارات مثلث الصمود.. و«الخطيب» يدعو الجامعة العربية لنزع فتيل التقسيم
الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017 05:19 ممحمود علي
شهدت القاهرة صباح اليوم الملتقي التشاوري القبائل السورية، والذي جاء على خلفية تهميش المكون العربي في الاجتماعات الدولية للحوار السوري، فيما أعتبره المنظمون أنه يعبر عن دور مصر المحوري في قضايا المنطقة وبالاخص الملف السوري.
من جانب أكد رئيس تيار الغد السورى المعارض أحمد الجربا أن سوريا تتعرض لاحتلال وتتقاسمها مناطق نفوذ تتوزع بين روسيا وأمريكا وتركيا وإيران، مشيرا للجماعة المسلحة التى جاءت لاقتلاع قرار السوريين الوطني.
وفي كلمته خلال الملتقى الأول للعشائر والقوى السياسية السورية أكد الجربا ان الاجتماعات فى مصر العروبة، والشقيقة الكبرى، مشيرا للدعم السعودى والاماراتى للخيارٍ العُروبيٍّ الوطَنيٍّ السورى، قائلًا : «إن اجتِماعنا في مِصر العروبة والشقيقةِ الكُبرى المشكورة، إلّا دليلٌ على المشروعِ العربيِّ العروبي الذي يُسانِدُنا ويشُدُّ عضدنا..هذا المشروعُ الذي يحملِ رايتهُ اليوم، مُثلَثُ الصُمودِ العربيِّ الوازِن، المُتَمثِّلُ بمِصرَ والسعودية والإمارات».
وأوضح الجربا ان ظروف سوريا تغيرت وخريطتها السياسيةُ تبدلت، محذرا من سعى البعض لتغيير ديمغراقية سوريا السياسية بالكامل، مشيرًا إلى سبب اللقاء الذى يجمع أبناء المنطقة الشرقية لا سيما الجزيرة والفرات، مؤكدا ان هذه المنطقة تشكل خط الصدع ومحور المواجهة الدولية فى مكافَحة الإرهاب وتقاسُمِ النُفوذِ في آنٍ معاً، موضحًا أن مصير سوريا برمتها يتحدد اليومَ في المعركةِ الدائرةِ فى لحظة شديدة الحساسية، مؤكدا ان اجتماعات العشائر العربية الأصيلة والنخب السياسية والفكرية والثقافية له أهميةٌ استثنائية، مشيرا للنفوذ الإيرانى والتركى فى سوريا من دون أى وجود لدولة عربية واحدة صاحبة نفوذ.
وأكد ان الدول الشقيقة راهنت على حصان عربيٍ يمكن أن يحفظ عروبة سوريا ويصونُ هويتَها، بالتلاحُمِ والتعاضُدِ مَعَ كُلِّ المُكوناتِ الأُخرى، وعلى رأسِهِم الكُرد الإخوةُ فى التاريخِ والجغرافيا وشُركاءُ الأمسِ والمُستقبل، موضحًا ان اجتماعات القاهرة دليلٌ على المشروعِ العربيِّ العروبي الذي يُسانِدُ سوريا ويشُدُّ عضدها، مؤكدا ان مشروع الصمود العربى الوزان تمثله مصر والسعودية والإمارات، مؤكدا ان يد السوريين ممدودةٌ وعُقولٌهم مفتوحةٌ للجميع لأخذهم حقوقهم.
وشدد الجربا على ضرورة إطلاقِ حوارٍ وطنيٍ حقيقي، تَحتَ مِظلَّةِ الإدارةِ الانتقاليةِ الجديدة. لأنَّ طَيَّ الصفحَةِ الراهنة، ومواجَهةَ كُل أشكالَ الارهاب التي مورست على سوريا، لن تكونَ مِن دونِ مُصارَحَةٍ ومُصالَحَةٍ حقيقية، وهذا أمرٌ لن يُنجَزَ دونَ حِوارٍ حقيقي، مؤكدا ان سوريا لم ولن تكونَ ورقةً أو مسرحاً للُعبةِ الأمم القاتلة.
وأوضح أن هذه النقاط يمكن ان تشكيل منطلقا عملياً وإطار عمل سياسى، يُمَكِّن طرح رؤية السوريين والحفاظَ على حقوقِهم ومكتسباتِهم لأن الوقوف على الأطلالِ والاكتفاءِ بالشكوى لن يُأتى إلّا بالمزيدِ مِنَ الكوارث.
من جانبه قال دكتور محمد شاكر المتحدث باسم قوات النخبة السورية أن الملتقي التشاوري لأبناء المنطقة الشرقية يأتي في لحظة مهمة وتاريخية لسوريا، حيث شكلت المنطقة عبر التاريخ بعدًا يعكس هوية سوريا داخل بعدها العربي.
وأضاف شاكر في تصريحات خاصة على هامش مؤتمر الملتقي التشاوري للقبائل السورية في القاهرة أنه على الرغم من ذلك إلى ان المكون العربي ذو الأغلبية المطلقة مهمشًا تهميشًا كاملًا في صناعة الحدث والتأثير.
وأكد شاكر أن هذا التهميش أدي إلى عدم قدرة أبناء المنطقة في أن يكونوا أصحاب قرار في إدارة مناطقهم بشكل فعلي، وربما عدم قدرتهم في العودة إليها، بعد ماحدث من نزوح جماعي لأبناء الرقة ودير الزور عن المنطقة بسبب مجازر تنظيم داعش الإرهابي، ومن ثم العمليات العسكرية التي لم تحترم أدنى قواعد القانون الدولي الإنساني.
وأوضح شاكر أن المؤتمر يأتي في ظل ما شهده الصعيد الميداني في سوريا من استبعاد لقوات النخبة السورية كفصيل من أبناء القبائل في المنطقة الشرقية، وودلالات هذا الاستبعاد ومدى مشروعيته، مؤكدا أن النخبة مستقل داخل التحالف الدولي، ومعترف به من أكثر من ستين دولة في العالم، وبقرار إلزامي تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مايعني انتهاكاً آخراً لإرادة المجتمع الدولي، الذي عوّل على أبناء المنطقة في تحرير بلادهم من التنظيم المتطرف، وباعتراف صريح من قيادة التحالف الدولي.
وفيما يخص الصعيد السياسي أكد شاكر أن الملتقى يأتي في إطار ما دأب عليه تيار الغد السوري وجناحه العسكري ممثلاً بقوات النخبة السورية لأن يكون ظهيراً عربياً لقوات سورية الديمقراطية في منطقة ذات أغلبية عربية مطلقة، مايعكس شراكة فعلية في رسم مستقبل سوريل، وتعبيراً عن الشراكة مع جميع المكونات السورية، إذ ينضوي داخل التيار جميع المكونات السورية، الأمر الذي يجعل من التيار وقوات النخبة معادلاً موضوعياً لتذليل الثنائيات السلبية والتوترات التي يحاول العزف عليها أحاديو الرؤية من الشوفينيين، مايساعد في حقن الدم السوري وابعاد مايؤسس له من فتنة عربية – كردية يتم الاعداد لها الآن، وربما فتنة عربية عربية بسبب انخراط فصائل عربية بعينها داخل المشروع السياسي قوات سورية الديمقراطية، في تجاهل واضح من الفصائل العربية المنضوية داخل قسد – كعسكر- لماهية خطورة الانفراد في رؤية سياسية خارج فكرة الشراكة في الوطن السوري.
وأكد أن الملتقى يأتي لدراسة واقع تهميش أبناء المنطقة اليوم، الذي أصبح تهديداً فعلياً للسلم الأهلي وللعملية السياسية على حد سواء، وضمن سيرورة لنكسات منيت بها العملية السياسية، بسبب تجاهل المعارضة السورية الرسمية للمنطقة الشرقية، التي تشكل الآن قلب العملية السياسية في سوريا، ومركزاً لصراع الاستراتيجيات الإقليمية والدولية.
في نفس السياق، قال الشيخ عبد الستار الملحم، أحد كبار مشايخ قبيلة الجبور السورية أن إقامة ملتقي القبائل والقوى العربية السورية في المنطقة الشرقية دير الزور والجزيرة والرقة بالقاهرة هو تأكيد على دور مصر المحورى في الملف السوري، مقدمًا الشكر للقاهرة على جهودها الخاصة والمخلصة من أجل حل الأزمة السورية ورفع الظلم عن الشعب السوري.
واضاف ملحم في تصريحات خاصة لصوت الأمة أن لقاء القبائل السورية يحمل آلام وآمال الشعب السوري في دولة مستقرة، مؤكدًا أن الهدف الرئيسي لهذا الانعقاد والحشد هو مواجهة تحدي تقسيم الأراضي السورية.
ويأتي الملتقى في إطار الاتفاقات التي جرت مؤخرًا بالقاهرة لوقف إطلاق النار في بعض المناطق السورية، حيث وقال تيار الغد السوري ان الملتقى الأول للقبائل والقوى السياسية العربية السورية فى المنطقة الشرقية لسوريا، فى القاهرة، يأتى فى لحظة مهمة من تاريخ سوريا، فالمنطقة شكلت عبر التاريخ بعداً يعكس هوية سوريا داخل بعدها العربي.
من جانب أخر قال قاسم الخطيب، عضو الأمانة العامة لتيار الغد السوري، إن ملتقى القبائل السورية من مناطق دير الزور والجزيرة يعتبر رسالة للمجتمع الدولي بأهمية المكون العربي في الأزمة السورية.
وأضاف الخطيب في تصريحات خاصة على هامش مؤتمر القبائل السورية الذي انعقد بالقاهرة انه لا يوجد خلاف بين قوات سوريا الديمقراطية والجناح العسكري لقوات الغد السوري، واكد انه لا يوجد مجال لتقسيم سوريا، وأن هدفنا والتيار والقوي السياسية المشاركة بالمؤتمر الاساسي هو الحفاظ على وحدة واستقرار الأراضي السورية.
ودعا الخطيب الدول العربية والجامعة العربية إلى لعب دور أكثر فاعلية في هذا سياق الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.