«الطيب».. وجاء من أقصى الصعيد ليصبح أمير الشحاتين

الإثنين، 18 سبتمبر 2017 05:00 م
«الطيب».. وجاء من أقصى الصعيد ليصبح أمير الشحاتين
جمال الطيب
منال العيسوى

لم يكن يعرف حين جاء من أقصى صعيد مصر باحثا عن فرصة عمل، وتكوين أسرة، أن قدره سيقوده للإقامة في عزبة الهجانة، التي يعمل أغلب قاطنيها في جمع وفرز وتدوير المخلفات، كان يخرج كل صباح قاصدا باب كريم للزق الحلال، ويعود حاملا أكوام من الكارتون أو بعض زجاجات الكانز، فيسلمها ويأخذ يوميته، ويشترى بها بعضا من الحشيش والسجائر ويقضى ليله ما زوجته متمنيا أن يرزقه الله ب20 طفل ليكون عزوة وعائلة.

وبعد سنوات من العمل في مجال جمع المخلفات والكارتون، تزوج ثلاث مرات منهم من أنجبت 6 أطفال مات منهم ثلاثة، وبقى ثلاثة، وأنهكت صحتها، فقرر أن يتزوج من أخرى لتنجب له 5 أطفال، لكنها ماتت فتزوج بالثالثة التى أنجبت له 6 آخرين، ولان الرزق قليل والأطفال كثيرة، كان يبقى على زوجة واحدة لكنه استعان بأطفاله في العمل في جمع المخلفات، وخاصة أنه وجود طفل صغير أو طفلة قد يجعل بعض السكان يعطفون عليه ويمنحوهم أما أكل أو نقود فتعينه على الحياة.

ومع الوقت أصبح اصطحاب أولاده في جمع المخلفات طقس أسرى يستيقظوا كل صباح وينطلقوا في شوارع مدينة نصر، فرزق العائد من بيع الكارتون لم يكن بذات القيمة التى تأتى من هبات الناس، فقرر أن يبدل مهنته متسترا تحت عامل جمع مخلفات، يخرج كل صباح ومعه رصيده في الحياة أبنائه وبناته وزوجاتهم قاصدا شوارع مدينة نصر بمرتاديها وزهوها وسياراتها الفخمة وقاطينها من ذوى الروائح العطرة.

أبدع في سلب قلوب المارة طمعا في تأمين المال والطعام، ولأن الرزق يحب الخفية، انضم اليه بعض الأطفال والشباب بعزبة الهجانة من أصحاب السوابق ليشاركوه في العملان – جمع المخلفات والتسول – مستخدما بعض الأدوات التى ترقق من قلب مرتادى المدينة البراقة، من كراسى متحركة وعجازات، وكان العائد أحيانا بالمصري وكافة العملات الأجنبية وفاحت قصته حتى سطرت نهاية قصته وتم القبض عليه هو ومن معه وتصدرت قصه القبض عليه عناونين الأخبار.

وعن تفاصيل الواقعة الخاصة بالقبض على جمال الطيب ذو الـ52 عامًا إمبراطور الشحاتين بعزبة الهجان، بدأت بتلقى رجال مباحث ضباط إدارة رعاية الأحداث، معلومات مفادها قيام "جمال ا م" 52 سنة، عاطل، وشهرته "جمال الطيب"، ومقيم عزبة الهجانة، والسابق اتهامه في القضية رقم 47324 لسنة 2011م مدينة نصر أول "ضرب" باستقطاب الصبية الأحداث والبالغين من ذوى السوابق واستغلالهم في أعمال التسول وإيوائهم بمسكنه وتحريضهم على عدم العودة لذويهم، مستغلاً حالة ضعفهم مما يعد ذلك جريمة الاتجار بالبشر بالمخالفة للقانون رقم 64 لسنة 2010.

وعلى الفور وجه اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، بسرعة تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء محمد منصور مدير مباحث العاصمة، لضبط المتهمين، وباستهداف المتهم في مسكنه، مكن اللواء محمد السداوى وكيل إدارة رعاية الأحداث، وضباط الأحداث، من ضبط المتهم، وبصحبته زوجته "حنان ع ب" 39 سنة، ربة منزل، والسابق اتهامها في القضية رقم 58700 لسنة 2016 مدينة نصر أول "تسول" و11 من انجالهما وهم كل من "السيد" 20 سنة، دنيا 18 سنة، "فاطمة" 15 سنة، "رحمة" 13 سنة، "هايدي" 11 سنة، "شروق" 10 سنة، "رنا" 10 سنة، "فرحة" 9 سنة، "حبيبة" 8 سنة، "شهد" 5 سنوات، "احمد" 4 سنوات، كما تم ضبط بصحبتهما كل من "جمالات ح ع" 26 سنة، ربة منزل، والسابق اتهامها في القضية رقم 58702 لسنة 2016م مدينة نصر أول "تسول" وبصحبتها ابنتيها كلا من "دعاء ا م" 3 سنوات، "بسملة ا م" 5 سنوات، وضبط "فرج م ا" 20 سنة، عاطل، والسابق اتهامه في القضية رقم 2030 لسنة 2014م الجمالية "تسول"، و"محمد س ع" 29 سنة، عاطل، "إسلام م إ" 20 سنة، عاطل، و"جمعة ت ا" 14 سنة، عاطل.

ومن خلال أوراق القضية برر المتهم، سبب إنجابه 11 طفلا وهو حبه للأطفال، وأن يشعر بالعزوة، بالإضافة إلى رغبته في تكوين إمبراطورية "ج"، مشيرًا إلى أن زوجاته الثلاثة كان يغيرن من بعضهن ويتنافسوا على الإنجاب لإرضائه، وتسبب ذلك في وفاة إحداهن، وطلق الثانية، لافتًا إلى أن زوجة واحدة على ذمته حاليًا.

وأضاف إمبراطور الشحاتين، لـ«صوت الأمة» أن لديه 9 بنات وولدين أنجبهم، نافيا الاتهامات الموجهة له بأنه يستغل أطفاله في التسول والاتجار في البشر، مدعيا أن كل أولاده يساعدونه في جمع الكرتون من الشارع وجمعه في مخزنه بعزبة الهجانة ، وأن الكراسى المتحركة والعجازات التى ضبطت داخل شقته عبارة عن أشياء قديمة وجدها في الشوارع وجمعها داخل البيت لبيعها مرة أخرى، نافيا صلته بالعملات الأجنبية المضبوطة داخل شقته من نشاط التسول، نافيا أن يكون باع أى عضو من جسد أولاده، قائلا: "فى حد يبيع ضناه"، مشيرًا إلى أن الكشف الطبى عليهم سيثبت عدم انتزاع أى عضو منهم.

بينما قالت زوجته "حنان" المتهمة معه في القضية، إنها أنجبت منه 3 أطفال و3 آخرين توفوا، مشيرة إلى أن زوجها كان يشجعها على إنجاب الأطفال حتى يساعدوه في عمله في جمع الكرتون من الشوارع، موضحة أنها كانت تعيش مع زوجتيه في شقة واحدة وكان ينجبن في وقت متزامن إرضاء لزوجها .

بينما قال أطفال المتهم، إن والدهم لم يقم بتعذيبهم أو استغلالهم في أعمال التسول في الشوارع ولم يتعرضوا لنزع أعضائهم، فابنته فرحة وشروق وحماصة 6 سنوات، قالوا أنهم كانوا يساعدون والدهم في جمع الكرتون من الشوارع وإنهم لم يتعرضون للتعذيب، بينما قال "أحمد" 5 سنوات، إن والده كان يستغله في أعمال التسول وأثناء حديثنا معه نهره أشقائه بسبب حديثه لرغبتهم في تبرئه والدهم وتلقينهم بكلام واحد في حديثنا معهم

كانت نيابة مدينة نصر أمرت بحبس 7 متهمين منهم المتهم الرئيسي "جمال" وزوجته وإيداع 13 طفلًا دور رعاية، كما أمرت بعرض الأطفال على الطب الشرعى لبيان انتزاع أعضاء بشرية بجسدهم من عدمه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق