«ربنا هو الحارس».. تأمين مطبعة البنكنوت سقط سهوًا (فيديو)
الإثنين، 18 سبتمبر 2017 04:09 م
«رفعنا الهدف طبوغرافيا».. جملة تتردد في محاضر النيابات التي تحقق في قضايا السرقة المنظمة والعمليات الإرهابية، عملية يقوم خلالها الجاني بمراقبة وتصوير المكان المستهدف، وتحليل الصور والوقوف على قوة تأمين المنشأة المستهدفة سرقتها أو تفجيرها.
وسط منطقة سكنية في شارع الهرم نجد محطة «المطبعة» والتى سميت بهذا الاسم لوجود مطبعة «البنكنوت» هناك تطل على شارع الهرم وتمتد إلى منتصف الشارع على بعد خطوات من شارع فيصل، في هذا المكان رفعت «صوت الأمة» المطبعة طبوغرافيًا بالصوت والصورة دون أن يعترضها فرد أمن «يوحد ربنا».
فى جولة بالصوت والصورة استطاعت محررة «صوت الأمة» أن ترفع المطبعة طبوغرافيا وسط اختفاء تام لأفراد الأمن وقامت المحررة بالتقاط الصور ومقاطع الفيديو للمبنى كاملا، فعلى الرغم من خطورة وأهمية هذا المبنى وانتشار العديد من كاميرات المراقبة فوق الأسوار الخرسانية المحيطة به إلا أن كل هذه الكاميرات لم تلاحظ أن هناك من يقوم بتصوير المبنى بهاتفه المحمول والتحري عن السبب، وذلك إذا افترضنا أن الأمن اكتفى بمراقبة الطريق من خلال الكاميرات مع ملاحظة أن خطوة تصوير المكان لم تكن في بداية الجولة بل قامت محررة «صوت الأمة» بالتجول حول مبنى المطبعة حوالي 7 مرات ولم يسألها أحد أو تلفت انتباه الكاميرات.
ومن الملفت للانتباه أيضا هو وجود عدد من مكاتب المراقبة تعلو المبنى من كافة الاتجاهات ولكن لا يوجد بها أحد، فارغة تماما من فرد أمن أو حتى موظف، على الرغم من أن المطبعة محاطة بمباني سكنية ومحال تجارية لكن اتضح لـ«صوت الأمة» أن المسئولين يعتمدون على حراسة مثل هذا المبنى شديد الأهمية بالدعاء للخالق الحافظ.
ولم تكتف «صوت الأمة» برفع الهدف طبوغرافيًا بينما تحدثت مع بعض الأهالي والعاملين بالمنطقة حيث التقينا، بـ«أم محمود» زوجة حارس أحد العقارات المحيطة بالمطبعة والمقيمين في هذا المكان منذ 9 سنوات، وفي البداية سألناها: هل تعرفين المبنى الذي أمامك؟.
فأجابت: أيوة مطبعة الفلوس.
بتشوفى أفراد أمن حولها؟.
لا ربنا هو الحارس هنا مش بنشوف الأمن إلا كل فترة بيلف.
وإحساسك إيه وإنتى قاعدة وسط أفراد عائلتك تتجمعون بحجرة بسيطة وأمامكم مطبعة البنك المركزى بكل هذه المبالغ؟.
فأجابت: مالناش دعوة الحمد لله على اللى احنا فيه.
فسألنا عن حالات السرقة المنتشرة في المنطقة وأجابت بأن السرقة منتشرة هنا وخاصة بالموتوسيكلات وكل يوم في حوادث سرقة كتير بتحصل.
والتقت «صوت الأمة» أيضا بصاحب ورشة تصليح سيارات أمام مبنى المطبعة يدعى عامر محمد وسألناه في البداية عن تأمين مطبعة البنك المركزي، فأجاب بأنه لا يوجد أفراد أمن تقف بمحيط مبنى المطبعة إلا في حالة وصول أموال مما يلفت انتباه السكان عن وصول أو خروج أموال من مبنى المطبعة، مشيرا إلى أن أهالي المنطقة تتولى حراسة المطبعة في أوقات غياب التأمين، موضحا أن الأهالي إذا رأت أمرًا غامضًا أو ملفتًا للانتباه ومثيرًا للجدل تبلغ عنه الشرطة أو تتخذ هي إجراءات البحث إذا أمكن، وروى قائلا "من يومين لقينا واحد رمى شنطة سودا قدام المبنى ومشى بسرعة فالأهالي خافوا لتكون قنبلة فجرينا كلنا وروحنا نشوفها وإحنا مرعوبين إنها تنفجر في وشنا لكن طلعت شنطة زبالة».
كما أكد أن في هذا الموقف لم يكن هناك أفراد أمن فكان من باب أولى وجود أمن تلجأ له الأهالي كمساعدة منهم للأمن إذا لاحظ مثل هذه المواقف المثيرة للانتباه ولكن اتضح أن الاعتماد الكلى على الأهالي.