أمين البحوث الإسلامية: التواصل الحضاري أساس السلام بين الشعوب
الأحد، 17 سبتمبر 2017 02:10 م
قال الدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خلال مشاركته في مؤتمر «التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي» في أمريكا، أن العلاقات الحضارية بين الشعوب حاجة إنسانية لا تستغني عنها المجتمعات البشرية، فمنذ فجر التاريخ وهناك تعاون بين الناس في مجالات مختلفة؛ حيث شاء الله أن يكون العالم أسرة إنسانية كونية تقوم على التعاون والتواصل والتكافل، ولذا جاءت العلاقات التاريخية بين المجتمعات والدول مترجمة لتلك الضرورة الإنسانية فكان التواصل الحضاري في المجالات المختلفة – السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها- واستطاعت الشعوب أن تستفيد من تجاربها المختلفة، واليوم ونحن نعيش حياة متشابكة وتجمعنا مشتركات كبرى يمكن أن ننطلق من خلالها في المواجهة الحقيقية للإرهاب الذي بات يهدد أمن العالم، مما يجعلنا بحاجة إلى تفاهم والتعاون .
وأضاف الأمين العام، أن هذا المؤتمر الدولي الذي يناقش مسألة التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي، تحت رعاية «رابطة العالم الإسلامي بالمملكة العربية السعودية»، يأتي في ظل هذه الظروف ليؤكد على أهمية تفعيل عملية التواصل الحضاري خاصة في المرحلة الراهنة التي تفرض أهمية التعرف على الآخر لبيان حقيقة المواقف والرؤى، ولتصحيح المفاهيم المغلوطة والصور الذهنية المشوهة نتيجة ما يمارس زورًا وبهتانًا باسم الإسلام لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا، ولبيان أن التواصل الحضاري الحقيقي يقوم على احترام خصوصيات وثقافات الأمم المختلفة، مشيرا أن الاختلاف في المعتقدات والمذاهب والأفكار لا يحول دون التلاقي والتشاور والوصول إلى الرؤية المشتركة الجادة التي تراعي المصالح العامة المشتركة.
أوضح عفيفي أن أبرز ما ينبغي السعي في علاجه من خلال التواصل الحضاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم الإسلامي مواجهة ظاهرة الإرهاب الدولي العابر للقارات الذي كان سببا في شقاء المنطقة العربية والإسلامية في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا بسبب جماعات الإرهاب والعنف، مشيرا إلى أن هناك قضية ملحة أيضا وهي قضية مسلمي الروهينجا الذين فروا بمئات الألوف من جحيم التطهير العرقي في ميانمار، مما يتطلب موقفًا دوليًا جادًا لوقف هذه التصفيات الجسدية، وإعادتهم إلى وطنهم ومحاكمة المسئولين على ذلك.
وتابع قائلا «إن السلام العالمي لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل الاعتراف بحق الناس في الحياة والعيش الكريم واحترام إنسانية الإنسان، واحترام حقوق الشعوب، ومواجهة المنظمات الإرهابية والدول الحاضنة والداعمة للإرهاب».