مبروك عطية يحارب التطرف بـ«وردة».. والسلفيون يحرضون عليه الأهالي في قرية بالشرقية
الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017 10:30 صعنتر عبداللطيف
لماذا تناسى أهالى القرية أن عطية دائم الحديث على سجيته ولم يقصد بالتأكيد أن يسىء لهم
استحوذ على اهتمام البسطاء بطلته المميزة، والوردة التى يمسكها دائما ويشمها بين فينة وأخرى، واستطاع أن يجعل متابعيه يتنشقون عبير تلك الوردة الشهيرة من خلف الشاشة، بأن جذبهم إليه بأسلوبه البسيط فكأنه جالس معهم على المصطبة، لذلك صدقوه، إنه الدكتور مبروك عطية الداعية الإسلامى وعميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، والذى خالف الشكل التقليدى للشيوخ متجهمى الوجوه ممن يرون الدين عسرا وليس يسرا ما نفر البعض منهم ومما يقدمونه من فتاوى ظلامية.
الغريب أنه- وحتى لحظة كتابة هذه السطور- عبر البعض من أهالى قرية عرب زيدان بمحافظة الشرقية عن غضبهم من مقطع فيديو للدكتور مبروك عطية يتحدث فيه عن الفقر داخل القرية وعن انتشار الناموس والذباب فى القرية.
أحد هؤلاء المواطنين قال فى رسالة أرسلها للعديد من وسائل الإعلام: «فوجئ أهالى قرية عرب زيدان بنشر فيديو للدكتور مبروك عطية يتحدث عن الفقر داخل القرية وعن مستوى أهالى القرية، وأنهم يأكلون الناموس والذباب بالعيش»، ما أثار حالة من السخط والغضب المشتعل بين أبناء القرية، لأن أغلبية أهل القرية من أبناء قبيلة واحدة وميسورى الحال، ولا توجد نسبة بطالة بينهم، ومنذ فترة قصيرة قاموا بتنفيذ نظام صرف صحى متكامل بالمجهودات الشخصية لأبناء القرية، وأصحبت قرية مميزة، ويطمحون فى الوقت القريب أن تكون نموذجا للقرى الحضارية، ولا توجد نسب فقر داخل القريه تذكر إلا بعض الأيتام والأرامل وتتم كفالتهم عن طريق جمعية بالمجهودات داخل القرية».
فيما أصدر أهالى القرية وعائلاتها الكبرى بيانا يستنكرون فيه تصريحات الدكتور عطية قائلين فى البيان: «نعبر نحن شيوخ وكبار عائلات عرب زيدان عن غضبنا واستنكارنا واستيائنا الكاملين مما صدر من الدكتور مبروك عطية فى اتهامه الرسمى لأهالى القرية بأنهم ليسوا بشرًا عن طريق الحديث كذبًا وتدليسًا أنهم يأكلون الذباب والناموس بالعيش، ونطالب باعتذار رسمى لأهالى القرية كاملين، وهناك انعقاد مجلس دائم بالوقت الحالى؛ لاتخاذ الإجراءات القانونية فى حالة عدم الاعتذار الرسمى الفورى».
لماذا تناسى أهالى القرية أن عطية دائم الحديث على سجيته ولم يقصد بالتأكيد أن يسىء لهم، وما حقيقة ما يتردد من محاولة السلفيين إشعال الأزمة وتحريضهم للأهالى على ذلك؟
فى ظل الحرب المستعرة على صحيح الدين يصبح نموذج الشيخ مبروك عطية ضرورة لمواجهة ما يتردد عن الدين من أنه سبب انتشار الإرهاب والدين من ذلك براء، فجماعات الإسلام السياسى الذين يظنون أنفسهم يملكون صكوك الغفران يدركون جيدا أنهم يتخذون من تأويل النصوص الدينية مطية لتحقيق أغراض سياسية ودنيوية بحتة.
ظهور الشيخ مبروك عطية وهو يحمل وردة بيده فى الفضائيات رسالة أن الدين جميل مثل رائحة الورود وهو ما لا يعجب الكثيرين من تجار الدين، لذلك دائما ما يهاجمونه على مواقع التواصل الاجتماعى ويسفهون من فتاواة بنشر فيديوهات يدعون أنها «مضحكة» للشيخ مع أن مضمونها وسرعة وصولها إلى المتلقى الذى يستقبلها بابتسامة هى بمثابة درس لهؤلاء السلفيين الذين أحالوا حياتنا إلى جحيم بفتاواهم الدموية وأحاديثهم التى لا تكاد تخلو من الجنس وشواذ الأمور. عندما أطلق البعض شائعة تفيد وفاة عطية، استقبلها الرجل بابتسامة قائلا: هناك «هاكر» اخترق صفحة الكلية ونشر خبر عن وفاتى وتابع بأسلوبه المرح البسيط خلال فيديو نشره عبر الصفحة الرسمية لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج: «أنا قاعد فى مكتبى وكتبى ورايا ولابس جلابية بيضاء وهموت بس ماموتش بس المستعجل ربنا يولعه ويحرقه ويحرق اللى أملى عليه الفكرة مستعجل ليه يا خويا ربنا قال للنبى لا تستعجل لهم – للكفرة– بذمتك بتقول لا إله إلا الله».
للشيخ مبروك عطية موقف لا ينساه له أهالى منطقة التوفيقية بوسط البلد فبعد أن ذاع صيته لم تغره الفضائيات ورفاهية المساجد الكبرى ولكنه حرص على أن يلتقيهم فى مسجد صغير ليفى بوعده لهم منذ 18 عاماً، وهو أن يكون له معهم لقاء أسبوعى، مؤكدا أنه لا ينقض عهده حتى لو ملئت الدنيا شهرة وصيتًا له مشيرًا إلى إنه لا يجد نفسه إلا بين البسطاء ويرفض كثيرًا من دعوات المساجد التى يزورها علية القوم وفق قوله.
من الفتاوى التى اثارت جدلا لـ «عطية» مؤخرًا جدلًا واسعًا عبر فيس بوك قوله بأن «رقص الست لجوزها حلال وأرشح لهم «آه لو لعبت يازهر» و«حبة فوق» ورغم ذلك قال فى ما يخص فتوى الرئيس التونسى بزواج المسلمة بغير مسلم وفتوى مساواة المرأة بالرجل فى الميراث أنها تتزوج كما تشاء حتى وإن أرادت أن تتزوج حجرًا، لكنها آثمة ومن أفتى بذلك آثم، وهذه الفتوى ما هى إلا فسق وفجور، ما يؤكد أن عندما يتطلب الجدية والحسم فإنه لا يتأخر عن ذلك.