اشتعال صفحات السوشيال بحكايات سفاح القاصرات
الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017 01:00 ممحمد الشرقاوى و صابر عزت
«أنقذوا القاصرات» هاشتاج تصدر مواقع السوشيال ميديا «فيس بوك وتويتر»، ذلك ردًا على وقائع التغرير بقاصرات لم يبلغن السن القانونية للزواج، فقد تكرر الأمر وسجلت مواقع التواصل أكثر من حالة لهروب فتيات من منازلهن بدعوى العنف الأسرى والحب والبحث عن الحرية.
مواقع التواصل الاجتماعى لم تشفع لأولئك الهاربات أو من غرر بهن، فنصبت محاكم التفتيش، كل حسب وجهة نطره، وتحت هاشتاج واحد «أنقذوا القاصرات»، وجاء فى إحدى التغريدات «الأستاذ كيتو يا جماعة شاب ليبرالى متحرر بيقنع البنات القاصرات 14 سنة و15، بالتحرر والاستقلالية وترك البيت لغاية ما ياخدهم ينام معاهم وبعدها يزهق منهم ويشوفلهم شغل فى الكباريهات».. منشور سجل الأعلى مشاركة على التريند «أنقذوا القاصرات».
وطالب مدونو التواصل الاجتماعى بمحاكمة «الشاب كيتو»، وكل من تورط فى وقائع تحرش بالقاصرات، ولم يقتصرالأمر على التحرش بالقاصرات فقط، بل أحيانا تكون المبادرة من الفتاة بدعوى التحرر والبحث عن الحرية والحب، وكلها أسباب فندها رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وأيدتها مراكز حقوقية للمرأة.
تؤكد التقارير أن من بين الأسباب لهروب «فتيات الصعيد» إرغامهن على الزواج من أقاربهن، وبالتالى يهربن من منازلهن بسبب إجبارهن على الزواج.
فى امتحانات نهاية العام الدراسى 2016/ 2017، ولـ3 أيام متتالية، أخذت عائلة بأكملها تبحث عن فتاة فى الفرقة الأولى بكلية التربية النوعية بمدينة دمياط الجديدة، شعبة الاقتصاد المنزلى، ولم تفلح التحريات الشرطية فى الكشف عن ملابسات اختفاء الفتاة أثناء ذهابها لامتحانات نهاية العام.
المركز القومى للبحوث الاجتماعية الجنائية بالقاهرة، أكد فى تقرير سابق له، أن الدراسات الميدانية المصرية أثبتت ارتفاع معدل هروب الفتيات من بيت الأسرة فى السنوات الأخيرة.
ففى مدينة كالقاهرة مثلا كان معدل هروب الفتيات من سن 12 إلى 17 عامًا 28 حالة، وعام 1991 زادت إلى 95 حالة، مع وجود زيادة مستمرة، لهذا العدد بشكل ينذر بالخطر.
وأرجع المركز تصاعد هذه الظاهرة إلى أسباب عديدة، منها المؤثرات الإعلامية السلبية، بجانب الظروف الاقتصادية وتطلعات الفتيات المراهقات من الطبقات الدنيا إلى الثراء واللاتى يتم التقاطهن لتحويلهن إلى سلعة فى سوق الرقيق الأبيض بالإضافة إلى الظروف الاجتماعية والأسرية القاسية، وتزايد حدة الخلاف بين الآباء والأبناء من خلال الفجوة بين الأجيال وعدم تفهم كل منهما للآخر.
من بين الأسباب التى ذكرها مدونو الهاشتاج لهروب القاصرات والتغرير بهن، ارتفاع نسب الأمية بين الفتيات، والانفتاح التكنولوجى فى القرى، وهو ما وافقته تقارير غير رسمية، تقول إن نسبة النساء الأميات تبلغ نحو ثلثى الأميين فى مصر، بواقع 11 مليون أمية من 17.2 مليون أمى وأمية.
ووفق الأرقام الرسمية، فإن نسبة التسرب فى المرحلة الابتدائية 6% من إجمالى المقيدات بالمرحلة، ونسبة التسرب فى الإعدادية هى 5% من إجمالى المقيدات بالمرحلة.
وكانت الأرقام الصادرة عن المنتدى الاقتصادى العالمى فى تقرير الفجوة بين الجنسين لعام 2014، قد كشفت أن مصر تحتل المركز 116 بين 142 دولة على مستوى العالم من حيث إلمام النساء بالقراءة والكتابة، ووصلت للمركز 115 بين 142 دولة فى التحاق الفتيات بالتعليم بالابتدائى، واحتلت المركز الـ 80 فى التحاق الفتيات بالتعليم الثانوى.
وبحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء لعام 2016، فإن نسبة الأمية لإجمالى الجمهورية بين الأفراد (10 سنوات فأكثر) بلغت 20.9٪ (للإناث 27.3٪ مقابل 14.7٪ للذكور).