بعد 35 عاما.. «صبرا وشاتيلا» مجزرة ما زالت شاهدة على الإجرام الإسرائيلي
السبت، 16 سبتمبر 2017 04:51 م![بعد 35 عاما.. «صبرا وشاتيلا» مجزرة ما زالت شاهدة على الإجرام الإسرائيلي بعد 35 عاما.. «صبرا وشاتيلا» مجزرة ما زالت شاهدة على الإجرام الإسرائيلي](https://img.soutalomma.com/Large/201707280353235323.jpg)
قوات الاحتلال الاسرائيلي
سامي سعيد
«صبرا ـ فتاةٌ نائمة، رحل الرجال إلى الرحيل، والحرب نامت بين ليلتين صغيرتين، وقدّمتْ بيروت طاعتها وصارت عاصمهْ.. ليلٌ طويلٌ يرصد الأحلام في صبرا،ـ نائمة.. صبرا بقايا الكف في جسد قتيل.. صبرا تقاطع شارعين على جسدْ.. صبرا نزول الروح في حجرٍ.. وصبرا لا أحدْ.. صبرا هوية عصرنا حتى الأبدْ» بهذه الكلمات أرثا الشاعر الراحل محمود درويش شهداء مذبحة مجزرة صبرا وشتيلا والتي تحل اليوم ذكرها الـ 35.
مجزرة «صبرا وشتيلا» إحدى جرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين والتي تمت بمساعدة المليشيات اللبنانية الانعزالية المناوئة لها في 16 سبتمبر عام 1982، في مخيم "صبرا وشاتيلا" الذي أسّسته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عام 1949 بهدف إيواء مئات اللاجئين الفلسطينيين بعد عام 1948 واستمرت لمدة ايام راح ضحيته نحو 3500 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح.
حيث بدأت الأحداث بدخول 3 فرق إلى المخيم كل منها يتكون من 50 مسلحا إلى المخيم بحجة وجود 1500 مسلح فلسطيني داخل المخيم وقامت المجموعات المارونية اللبنانية بالإطباق على سكان المخيم وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حوامل بقرت بُطونهن ونساء تم إغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره، 48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة.
كما أحكمت الآليات الإسرائيلة إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم فلم يُسمح للصحفيين ولا لوكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية، عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات حول 4000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح.
وفي 1 نوفمبر 1982 أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا، إسحاق كاهان، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت "لجنة كاهان" وبعد أكثر من عام وتحديا في 7 فبراير 1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررت أن وزير الدفاع الإسرائيلي أريئل شارون يحمل مسؤولية مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها.
واستمرت هذه المجزرة حاضرة في أذهن العرب خاصة والعالم اجمع جيث تأثر كثير من فنانين العالم العربي بالمجزرة وصنعوا أعمالاً فنية خاصة بها من بينهم ناجي العلي، عبد الحي مسلم، ضياء العزاوي، سامي محمد، عدنان يحيى، إسماعيل شموط، ناس الغيوان وغيرهم ، وفي عام 2008، صدر فيلم وثائقي تحريكي إسرائيلي كتبه وأخرجه آري فولمان باسم "فالس مع بشير"، يتحدث الفيلم عن إجتياح إسرائيل لجنوب لبنان ودور إسرائيل في المجزرة وتيسيرها.