سفارة مصر بباريس تحتفل بمرور 200 عام على اكتشاف «أبو سمبل» (فيديو)
الجمعة، 15 سبتمبر 2017 07:17 مكتبت أميرة عبد السلام
نظمت السفارة المصرية في باريس مساء الثلاثاء حدثاً كبيراً بمتحف "بيتي باليه" في العاصمة الفرنسية باريس، تحت رعاية البنك التجاري الدولي، بمناسبة مرور 200 عام على اكتشاف معبد أبو سمبل الكبير، حيث يأتي هذا الاحتفال ضمن سلسلة فاعليات كبرى تنظمها مصر بمناسبة حلول المئوية الثانية على اكتشاف المعبد، فضلاً عن قرب حلول الذكرى الخمسون على إتمام عملية انقاذ معبدي أبو سمبل عام 1968 في اطار الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة، والتى تعد من المشروعات المحورية التي قادتها منظمة اليونسكو منذ نشأتها، واللبنة الأولى التى رسخت الدور الدولى الرائد للمنظمة فى مجال حماية التراث العالمى ما أسفر لاحقاً عن تبنى اتفاقية التراث العالمي عام 1972.
وألقى السفير إيهاب بدوي سفير مصر في باريس ومندوبها الدائم لدى اليونسكو كلمة رحب بها بالحضور رفيع المستوى، وأشار خلالها إلى ما يمثله معبدا أبو سمبل من مكانة في الحضارة المصرية العريقة، وما يعكساه من اهتمام الحضارة المصرية بالمرأة وإبراز مكانتها، حيث تجلى ذلك فى حرص الملك رمسيس الثانى على تشييد معبد خاص بزوجته نفرتارى بالقرب من معبده الكبير.
كما أشاد "بدوي" بالتعاون الممتد والمتنوع بين مصر واليونسكو منذ نشأة المنظمة، والذى بلغ أوجه خلال حملة إنقاذ آثار النوبة التي استمرت على مدار عقدين من الزمن، مشيراً فى ذات السياق إلى أن تزامن هذا الحدث مع الحملة المصرية للفوز بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو يعكس حجم الاهتمام الذى تتمتع به المنظمة وبرامجها فى مصر.
شارك فى الاحتفال الدكتور خالد العناني وزير الآثار، حيث قدم عرضاً نال إعجاب وإشادة الحضور حول تأسيس المعبد من قبل الملك رمسيس الثاني لتخليد ذكرى انتصاره في معركة قادش الشهيرة، مروراً بملابسات اكتشافه من جديد قبل مئتي عام من قبل المستشرق السويسري Jean-Louis Burckhardt والرحالة الإيطالي Giovanni Belzoni، وصولاً إلى عملية إنقاذ المعبدين ضمن الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة من الغرق بعد تشييد السد العالي وتكوين بحيرة ناصر، والتي مثلت جهداً دولياً غير مسبوق لإنقاذ تراث ثقافي مهدد.
حضر الاحتفال عددا من الوزراء الفرنسيين الحاليين والسابقين وعلى رأسهم فلورانس بارلي وزيرة الجيوش الفرنسية، وعدد كبير من السفراء الأجانب المعتمدين لدى فرنسا والمندوبين الدائمين لدى منظمة اليونسكو، فضلاً عن رموز الفن والثقافة والإعلام في المجتمع الفرنسي.
كما شاركت أيضاً الوزيرة مشيرة خطاب مرشحة مصر لمنصب مدير عام اليونسكو والتي لاقت مشاركتها اهتماماً كبيراً من قبل الحضور، خاصةً المندوبين الدائمين لدى اليونسكو ومسئولي المنظمة، الذين حرصوا الاطلاع على رؤيتها لإدارة اليونسكو وآخر مستجدات حملتها الانتخابية قبل أسابيع قليلة من الانتخابات المقرر عقدها يوم 9أكتوبر المقبل، ويخوضها أيضاً مرشحون من الصين وفرنسا وقطر ولبنان وفيتنام وآذربيجان والعراق وجواتيمالا.
وشهد الحدث، الذى حظى باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام الفرنسية والأجنبية، استخدام تقنيات فنية عالية الجودة من بينها تقنية الـهولوجرام لكل من وزير الثقافة الراحل "ثروت عكاشة" الذى كان له دوراً بارزاً في إنقاذ آثار النوبة، ونظيره الفرنسي آنذاك "أندريه مالرو" الذي كان لبلاده دور كبير في توعية المجتمع الدولي بضرورة التحرك للمشاركة في الحملة الدولية لإنقاذ هذه الآثار. كما تم استخدام التقنيات التكنولوجية السمعية والبصرية الحديثة لتجسيم معبد أبو سمبل الكبير داخل مقر الحدث، وهو ما لاقى إعجاب وتقدير كبيرين من قبل الحضور.
ساهم في إحياء الجانب الفني من الحفل عازفة الهارب المصرية د. منال محي الدين وفرقتها "أنامل شرقية"، بالإضافة إلى "فرقة توشكى للفنون الشعبية" النوبية التي أوفدتها وزارة الثقافة المصرية للمشاركة في الحدث.
تجدر الإشارة إلى أن متحف "بيتي باليه" يعد أحد أشهر وأعرق متاحف العاصمة الفرنسية، حيث تم تشييده عام 1900 بمناسبة استضافة باريس للمعرض العالمي، ويمثل اليوم مقر متحف باريس للفنون الجميلة، وقد سبق وأن استضاف المتحف معرض "توت عنخ آمون" عام 1967، والذي عرضت فيه كنوز مقبرة الملك توت عنخ أمون وقناعه الذهبي الشهير بالعاصمة الفرنسية لأول مرة، وسجل عدداً قياسياً للزائرين على مدار 7 أشهر بلغ مليون ومائتى وستين ألف زائر.