«وأنا إذا رُفعتُ عن الأرض جذبتُ إلى الجميع».. عظة «الكاردينال» في القداس الألهي
الجمعة، 15 سبتمبر 2017 07:27 مماريان ناجى
ترأس الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم الجمعة، القداس الإلهي بمناسبة عيد الصليب «بتلة فاريا» وهو المكان الذي كرّس أيضًا تمثالاً للقديس «شربل» وللمناسبة ألقى البطريرك الراعي عظة تحت عنوان «وأنا إذا رُفعتُ عن الأرض، جذبتُ إلى الجميع».
ونقلاً عن الموقع الإلكتروني للبطريركيّة المارونيّة، قال الكاردينال الراعي بارتفاع يسوع على الصليب، لفداء الجنس البشري بأسره، اجتذب إليه العالم كلَّه بمحبّته، وإذ بسط ذراعَيه ليُصلب، كعقاب من دون علّة، فقد فتحهما ليضمّ إليه جميع الناس، إنّ كلَّ مَن يسيء إليه بخطاياه، وبالتالي إلى الله الواحد والثالوث، وينظر إلى الفادي الإلهي نظرة توبة، نال الغفران والمصالحة، كما تنبّأ زكريا: «سينظرون إلى الذي طعنوه».
تابع البطريرك الراعي: بهذا المفهوم ولهذه الأبعاد رفع أهالي «فاريا» الأعزّاء في الماضي هذا الصليب على أعلى قمّة مشرفة من أرضهم، واليوم، يرفعون على مقربة منه أكبر تمثال في العالم للقدّيس «شربل» الذي عاش في محبسته على جبل «عنايا»، كلّ تقشّفات الصليب، بالصوم والصلاة والسجود والتجرّد والحرمان، وهناك ليلاً ونهارًا، وعيناه شاخصتان إلى صليب «الفادي»، كان يكفّر عن خطايا كلّ الناس، ويحمل الجميع في صلواته وقداسه اليومي في منتصف النهار.
أضاف البطريرك الراعي: ففيما كان يقيم قداسه الأخير، وكان اليوم الأوّل من تساعية الميلاد سنة 1898 وبلغ إلى رفعة الكأس والجسد، وبدأ بتلاوة أولى كلمات الصلاة: «يا أبا الحقّ، هوذا ابنُك ذبيحةٌ ترضيك»، خارت قواه وسقط أرضًا بانفجار دماغي أدخله في غيبوبة كاملة حتى وفاته ليلة عيد الميلاد في (24 ديسمبر 1898)، فكان تذكار ميلاد ابن الله «الفادي» يسوع المسيح على أرضنا، ميلادَ شربل في السماء، بعد أن عاش بنوّته لله، بالابن الوحيد، بكلّ تفانٍ وإخلاص.